[مبارك عقيل العقيل]

ومن هنا نبدأ فى التقصي عن ما آلت اليه تحركات هذه القبائل فى المنطقة والمناطق المجاورة لها ، ونأخذ مغادرة بنو عقيل من اليمامة الى الاحساء مركز امارتهم الجديد ، وان كان لهم بعض الذكر فى اليمامة ، الا أنه وجود ظرفي مؤقت لرابط الاجتماعي الذى يربط بنو عقيل فى القبائل العامرية ، حيث أن هذه القبائل العامرية تعتبر صمام أمان لامارة بني عقيل فى الاحساء من الجهة الغربية والجنوبية والشمالية ، على شكل هلالي يطوق الاحساء ، فـ بنو نمير ومن معها فى الأفلاج الى الحدود المتاخمة لبني كلاب فى اليمامة ، وبنو كلاب من اليمامة الى الحدود القريبة من الحدود العراقية فى جهة الشمال ، الا أن الرابط الذى يجمع البدو من هذه القبائل العامرية مجتمعة أهل الحلال وبالذات الابل هو المرعى وتتبع الرعي ، ونرى هذه التفرعات العامرية تتوغل فى وقت الرعي الى الحدود الجنوبية والغربية المتاخم للحجاز والمسمى بأعالي نجد ، والى الجهة الغربية من اليمامة التى يطلق عليها القصيم الى الحفر شمال غرب اليمامة ، وتتوغل هذه القبائل أيضا فى الرعي الى الجهة الشمالية الشرقية من الحدود العراقية لتتبع المرعى ، بحكم قوتها وتعاونها والروابط الاجتماعية التى تربطهم يخولها لفعل ذلك التنقل بحرية تامة من أواخر القرن الخامس الهجري ، الى منتصف القرن التاسع ، ومن ثم بدأ آل جبر حكام الاحساء باالاصطدام مع العوازم سنة 858هـ على (اللهابة) واتبعها العوازم من الاستلاء على القوافل النجدية سنة 879هـ على (اللصافة) ثم بعد ذلك سنة 900هـ على (ثاج) 0
ولعل القلقشندي أورد قولا فى صبح الأعشى فى القرن الثامن وربما الى بداية القرن التاسع :- حدد به سيطرة القبائل العامرية على الكثير من المواقع الجغرافية ، وبلادهم الممتدة على أراضي شاسعة من الجزيرة العربية حتى انه وصف امتدادها ما بين العراق والحجاز والبحرين ، ودولة بني عقيل التى ذكرها منفردة 0
"وبهذا رسم لنا الأماكن التى تسيطر عليها القبائل العامرية مجتمعة ، من العراق الى الحجاز الى البحرين ،"وقال وبلادهم بلاد زرع وضرع وبر وبحر ولهم متاجر مربحة وواصلهم إلى الهند لا ينقطع ،وبلادهم ما بين العراق والحجاز" والبحرين " ولهم قصور مبنية وآطام علية وريف غير متسع إلى ما لهم من النعم والماشية والحاشية والغاشية 0
وقال في التعريف ومنهم قوم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار يجلبون جياد الخيل وكرام المهاري واللؤلؤ وأمتعة من أمتعة العراق والهند ، ويرجعون بأنواع الحباء والإنعام والقماش والسكر وغير ذلك ويكتب لهم بالمسامحة فيردون ويصدرون 0
الا انه أورد خلاف ذلك بعدها عن هذه القبائل العامرية ووصف ماهم عليه من الشتات والتفرق بهذه الجملة المقتضبة عندما قال :- "إلا أن الكلمة قد صارت بينهم شتى والجماعة متفرقة" وهذه الجملة وان كانت مقتضبة لها دلالة واضحة على ماآلت اليه أوضاع هذه القبائل من حروب مزقتها ، وانحصرت بعد هذا فى مواقع لاتدل على عنفوانها وقوتها التى كانت عليه ، بسبب الانقسامات والحروب الداخلية بين أفرع القبيلة الواحدة ، على أماكن سكنها بين أفخاذها 0
وأيضا لوجود القبائل العامرية بشكله المركز فى اليمامة وعلى كثرتها الا انه لم يتطرق أحد ٍ من المؤرخين الى تفرعات هذه القبائل ، على الأقل فى ماوصل الينا من كتبهم بشكل ٍ تفصيلي ، مع أن بعضهم قد عاصر هذه القبائل العامرية مع انهم ذكروا أماكنها فى اليمامة ، باستثاء ياقوت الحموي وابن فضل الله
الذين أشاروا اليهم بشكل موجز ومغتضب فى زمنهم ، وقد كان معاصرا لهم مثل ياقوت ، وابن فضل الله ، الذين اختزلوا هذه القبيلة العامرية مجتمعة تحت مسمى آل عائذ ، ومن ثم جعلوها فى أربع تفرعات فقط 0



"آل عائذ"
"سكان اليمامة"
هذا وقد اختلفت آراء المؤرخين حول نسب (قبيلة آل عائذ آل عطا،، والعوازم آل عطا) فى اليمامة بل وكثر الجدل حولها، وقد يكون هذا الأمر ليس بالطبيعي من مؤرخين لهم باع طويل بعلم التاريخ والمعرفة ، ولكنهم أغفلوا وجود القبائل العامرية فى المنطقة ، وذهبوا للبحث فى تعقيد الأمور تجنبا للحقائق ، وأما التباين فى الاختلاف شامل جميع القبائل فى الجزيرة العربية ، ولم يتوقف عند آل عائذ أو العوازم 0

قال ابن لعيون، تاريخ بن لعيون، ص31 :- (عايذ) وعايذ قبيلة عربية صريحة النسب، لها من المكانة والمنزلة ورفعة الحسب وعراقة النسب ومن المآثر والمحامد والمجد والسؤدد مثل ما لغيرها من مثيلاتها من القبائل العربية الأخرى. قال الشاعر :
:
وعايذ الشم الذين إليهم = من المجد غايات العلا تتناوب
وقائعهم مشهورة فسلوا بها = سعيد بن فضل والذين تألبوا
شماطيط شتى من قبائل طيئ = أتى لهم بالنحس يوم عصبصب

مخطوط بن لعبون " مختصر لطيف الانساب " بخط التويجري : وأما بنو وائل ساكني ملهم فاالظاهر انها لم تخل منهم جيل بعد جيل وقد جاورهم فيها غيرهم وآخر من ذكر من رؤساها وساكنيها (آل عطا) المنتسبون الى وائل وعامر السمين ويفتخرون بانهم من بني عبدالحميد بن مدرك كما قال عامر السمين الشاعر المشهور:

أنا من بني عبدالحميد بن مدرك = أهل الضرب فى الهامات والنسب العالي

وكان أجداد المعامرة من ساكني ملهم وذكر لنا ان حسن بن طوق بن سيف اشترى برقة المسماة بالعيينة والجبيلة من آل يزيد الوصيل والنعمية وارتحل من ملهم وسكنها وتداولت الولاية ذريته من بعده ونزل عليهم قبائل من الناس وامتدت نواحيها وعظم شأنها وآخر من تمت عمارتها معه وعظم شأنه أعظم ملوك نجد فى زمانه عبدالله بن محمد بن حمد بن عبدالله بن راجح بن حمد بن حسن بن طوق بن سيف المعمري الى أن وقع بها الوباء العظيم الذى أهلك أكثر أهلها وذلك فى سنة 1138هـ
ومات الرئيس عبدالله بن محمد المذكور فى تلك السنة وهي رجعان الغلا المسمى بسحيمي وكان بعض نساب أهل زماننا القريب ينسبهم الى عبدالحميد بن مدرك منهم رميزان بن غشام صاحب روضة سدير
قال فى معرض كتاباته لحمد بن عبدالله جد عبدالله بن محمد المذكور :

أزكى بني عبدالحميد وغيرهم = والضد من خوفه يظل موجل
حمد بن عبدالله أمنا ضايف الخلا = ان عض كالوب الزمان الممحلي
ياما سطا وعطا وياما قد وطا = بمهند صافي الحديد مجندلي
براس الذى كر بنفسه مايق = اذا ذل رعديد الرجال الزملي

وانما نسبتهم هاهنا لأن بعض المصنفين فى الأنساب ذكر ان عبدالحميد بن مدرك من بني وائل فعلى هذا يكون منهم وان كان بعض النسابين قد نسبهم الى معامرة العراق أو زبيد أو غيرهم أو تنقصهم ومازالت الأشراف تهجا وتمدح وكان انتقال حسن بن طوق من ملهم بعد نحو الخمسين
بعد ثمان مائة تقريبا 0

قلت :- عندما نقرأ لابن لعبون نجده فى بداية كلامه فى مخطوطته " مختصر لطيف الأنساب " قال :-
وآخر من ذكر من رؤساها وساكنيها آل عطا المنتسبون الى وائل وعامر السمين ؟!. ويفتخرون بانهم من بني عبدالحميد بن مدرك ، وبكلامه هذا ينفي قول المصنفين فى الانساب عندما قالوا ان عبدالحميد بن مدرك من بني وائل ؟..
ويرد على المصنفين فى الأنساب ويقول ابن لعبون :- أن (آل عطا) هؤلاء منتسبون الى وائل وعامر السمين وجميعهم من بني عبدالحميد بن مدرك ، ولم يقول انهم ينتسبون الى وائل حنيفة ولم يذكر حنيفة 0
وحميد بن مدرك هو حميد بن مدرك بن شداد بن عبد بن قيس بن ربيعة بن كعب بن عبدالله بن أبي بكر بن كلاب ين ربيعة بن عامر بن صعصعة 0
ومن قصيدة لشيخ أبي نصر منصور بن تميم السرميني المعروف بابن زنكل أن يجيب أبا الفضائل سابق بن محمود عن القصيدة التي أنفذها إليه، ويعرفه ما لبني كلاب من الأيام المعروفة، ويذكر هذه الوقائع، فعمل:
دعوت مجيباً ناصحاً لك مخلصاً = يرى ذاك فرضاً لا محالة واجبا
فلبيت لا مستنكفا جزعا ولا = هِداناً إذا خاض الكريهة هائبا
قال فيها في ذكر هذه الوقائع:
ولما دعاني (المدركي) ابن صالح = شققت ولم أرهب إليه الكرائبا
أسابق صرف الدهر في نصر سابق = إلى تركمان الترك أزجي النجائبا
فلما التقيناهم غدا البعض سالباً = لأنفسم والبعض للمال ناهبا

نقل لنا كتاب الاغاني للاصفهاني ج 2 ص419 :- أخبرني هاشم بن محمد قال حدثنا دماذ عن أبي عبيدة أن أبا نخيلة قدم على المهاجر بن عبد الله الكلابي وكان أبو نخيلة أشبه خلق الله به وجها وجسما وقامة لا يكاد الناظر إلى أحدهما أن يفرق بينه وبين الآخر فدخل عليه فأنشده قوله فيه:-

يا دار أم مالك ألا أسلمي ... على التنائي من مقام وأنعمي
كيف أنا إن أنت لم تكلمي ... بالوحي أو كيف بأن تجمجمي
تقول لي بنتي ملام اللوم ... يا أبتا إنك يوما مؤتمي
فقلت كلا فاعلمي ثم اعلمي ... أني لميقات كتاب محكم

قال فأمر له المهاجر بناقة فتركها ومضى مغضبا وقال يهجوه

إن الكلابي اللئيم الأثرما ... أعطى على المدحة نابا عرزما
ما جبر العظم ولكن تمما ...

فبلغ ذلك المهاجر فبعث فترضاه وقام في أمره بما يحب ووصله فقال أبو نخيلة هذه صلة المديح فأين صلة الشبه فإن التشابه في الناس نسب فوصله حتى أرضاه فلم يزل يمدحه بعد ذلك حتى مات ورثاه بعد وفاته فقال

خليلي مالي باليمامة مقعد ... ولا قرة للعين بعد المهاجر
مضى ما مضى من مصالح العيش فاربعا ... على ابن سبيل مزمع البين عابر
فإن تك في ملحودة يا بن وائل ... فقد كنت زين الوفد زين المنابر
وقد كنت لولا سلك السيف لم ينم ... مقيم ولم تأمن سبيل المسافر
لعز على الحيين قيس وخندف ... تبكي علي والوليد وجابر
هوى قمر من بينهم فكأنما ... هوى البدر من بين النجوم الزواهر

قلت :- ويبن لنا ان المهاجر بن عبدالله الكلابي ينتسب الى بني وائل كلاب ، وان بني كلاب فيهم جد ينتسب له اسمه وائل والا لماذا نسب المهاجر الى وائل الكلابي ؟.. فى قوله :-

فإن تك في ملحودة يا بن وائل ... فقد كنت زين الوفد زين المنابر

وقال ابن لعبون ايضا : قلت : والذي استفاض في منازل العائذيين ان دارهم مابين (العيينة) الى حدود (الدرعية) ، (المسمى بالوصيل) ، (واهلكهم آل درع) ، والموالفة الذين بقاياهم (آل سعود) وآل وطبان وجميع الدروع وآل مديرس وآل عبدالرحمن شيوخ ضرما ، فقتلوا آل يزيد قتلا ذريعا ودمروا منازلهم ؟.. واما المزايدة فديارهم الخرج المعروف اليوم ، واما الدواسر فديارهم واديهم الذي هم فيه اليوم ، ولم نعلم لعائذ اليوم بادية مستقلة بنفسها الا الدواسر ، على رأي من جعلهم منهم ، والمعاليم احلاف آل ظفير ، وحاضرتهم قليلة . هذا الذي لخصنا من نسبهم . انتهى

الا أن أقدم نص ذكرعن هذه القبيلة ذكره ياقوت الحموي قبل وفاته سنة 626هـ عندما قال :- " أخبرنا بدوي من أهل تلك البلاد خمس قرى عليها سور واحد ( ؟ ) من لبن وفيها نخل وزرع لبني عائذ لآل مزيد وقد يتفرع منهم والقرية الجامعة فيها ثرمداء وبعدها شقراء وأشيقر وأبو الريش والمحمدية وهي بين العارض والدهناء " 0
وفى زمن ياقوت كانت القبائل العامرية هي المسيطرة على اليمامة والاحساء وأجزاء كبيرة من نجد ، وباالأخص مابين العراق والاحساء الى اليمامة ، وبأنهم سكنوا اليمامة قبل مولده سنة 574هـ بكثير ، وبما انه توفاه الله سنة 626هـ ، وبهذا يستقيم الحال فى اليمامة قد تقاسمتها القبائل العامرية بعد أن أسقطوا الدولة الاخيضرية ، حيث ذكروا عائذ بني كلاب فى الوشم تحت مسمى (آل عطا) فيما بعد ، و بعد ذلك ذكرت نمير فى الأفلاج ، وبنو عقيل بالطرف الشرقي من اليمامة الموالي للاحساء ومنها انطلقوا الى اسقاط الدولة العيونية سنة 620هـ ، وتم لها القضاء على حكامها وملكوها ، وحين أتى ابن سعيد بعد وفاة ياقوت بـ 25 سنة أي سنة 650هـ وجد أن قبائل ( قيس عيلان) وقبائل (طيء) سيطروا على أراضي بني تميم بنجد ، ووجد ان من هذه القبائل العامرية قبيلة بني عقيل قد سيطروا على الاحساء وحكموها ، وذلك قبل أن يموت ياقوت بعقد أو عقدين من الزمن ، ومن ثم أسقطوا بني عقيل هؤلاء دولة بني كلاب باليمامة سنة 651هـ ، كيف والحال كهذه يكون لبني حنيفة وجود ؟.. وبني الأخيضر أقرب تاريخيا لبني عامر ولم يذكروا ! 0
حيث قال ابن فضل الله العمري المتوفى سنة 749هـ من نصا له نفيس في ذكر من يحالف آل فضل :-
" وفرقة من عائذ وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس والمزايدة وشيخهم كليب بن أبي محمد وبنو سعيد وشيخهم محمد العليمي " وقال : " عائذ بني سعد دارهم من حرمة إلى جلاجل والتويم ووادي القرى " قال : " ويعرف بالعارض ورماح والحفر " وقال : " بنو يزيد ودارهم ملهم وبنيان وحجر ومنفوحة وصباح والبرة والعويند وجو " وقال : " المزايدة دارهم البخراء وحرمة " قال : " وسبخة الدبيل والحلوة والهزيم والبريك والنعام والخرج " ( قبائل العرب في القرنين السابع والثامن الهجريين ص116 و 150 و 151 ) .
وكما أثبت جبر بن سيار صاحب نبذة فى أنساب أهل نجد تأليف : وتحقيق ودراسة : راشد بن محمد بن عساكر صفحة 135 0أن عائذ نجد هم عائذ ربيعة بن كلاب بن عامر بن صعصعة وقول جبر بن سيار بالنسبة لبني عائذ هو قول صحيح ، وأتى ابن سلوم فى نبذة من مخطوطته مانصه : وعايذ من كلاب ابن عامر ابن صعصعة 0
وبما أن قبيلة عائذ تدور من ضمن فلك الأراضي التى تسيطر عليها قبائل قيس عيلان ، فهي قبيلة عامرية ولاشك بذلك 0
يرى الشيخ حمد الحقيل في كتاب كنز الأنساب : أن انتساب عائذ إلى ربيعة عقيل أقرب من انتسابها إلى جنب القحطانية وسبق وأن اتصلت بأحد المهتمين في الأنساب وهو الشيخ / ابراهيم بن عثمان رحمه الله وذكر لي أن عائذ نجد من بني عامر بن صعصعة وليسوا من قحطان وذكر لي أن الذي في قحطان فرع صغير من اّل صقر وإذا رجعنا إلى بعض المخطوطات القديمة مثل مخطوطة / جبر بن سيار رحمه الله توفي سنة 1085 هجري نجده يذكر عائذ وأنهم من بني كلاب من عامر بن صعصعة من العدنانية وهو يتحدث عن قبائل نجد وكذلك في ورقه مخطوطة في نسب الشثور لأحد علمائهم رحمه الله يذكر عايذ وأنهم من هوازن من العدنانية ومن المعروف أن بني عامر بن صعصعة من هوازن
وإذا رجعنا إلى بعض المخطوطات القديمة مثل مخطوطة / جبر بن سيار رحمه الله توفي سنة 1085 هجري نجده يذكر عائذ وأنهم من بني كلاب من عامر بن صعصعة من العدنانية 0

----------
-------

" سيطرة آل عائذ على اليمامة "

سيطرة قبيلة آل عائذ على اليمامة متوغل باالقدم أيام القبائل العامرية التى أتت بعد الدولة الأخيضرية مباشرة ، أي فى أواخر القرن الخامس ، أو فى العقود الأولى للقرن السادس ، ولعل اول ذكر لآل عائذ في اليمامة من أقدم مصدر حسب مااطلعت عليه ورد عند ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان , وذكر الوشم في اليمامة من مساكنهم , مما يعني ان لهم حضور بارز في نجد ان لم يكن قبل ذلك بقرن من الزمن لاستقرارهم فى قرى مبنيه من لبن ولهم فيها بساتين مما يدل على سكنهم فى وقت مبكر قبل مجيء ياقوت بزمن 0
قال ياقوت الحموي ( ت 626هــ ) :- " أخبرنا بدوي من أهل تلك البلاد خمس قرى عليها سور واحد ( ؟ ) من لبن وفيها نخل وزرع لبني عائذ لآل مزيد وقد يتفرع منهم والقرية الجامعة فيها ثرمداء وبعدها شقراء وأشيقر وأبو الريش والمحمدية وهي بين العارض والدهناء " ( معجم البلدان : رسم الوشم )
وبعد وفاة ياقوت الحموي بـ 25عام ، أي عام 651هـ ياتينا ابن سعيد فى خبر مشهود ويقول :-
سألت أهل البحرين حين لقيتهم بالمدينة النبوية سنة إحدى وخمسين وستمائة (651هـ) عن البحرين فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عوف بن عقيل وبنو ثعلب من جملة رعاياهم وبنو عصفور منهم أصحاب الأحساء " ( تاريخ ابن خلدون ج4 ص109) 0
وقال : " وملكوا أيضا أرض اليمامة من بني كلاب وكان ملكهم فيها لعهد الخمسين والستمائة بنو عصفور " ( تاريخ ابن خلدون ج6 ص14 وج2 ص361 0

قلت :- نستفيد من نص ياقوت الحموي بأن (آل عائذ) الذين ذكرهم هم بني كلاب الذين كانوا مستقرين فى قراهم ومواطنهم فى اليمامة التى اسقطت على يد أبناء عمومتهم بني عقيل ، فى الوقت الذى كانوا بني عقيل رحلوا الى الاحساء وحكموها فى بداية الثلاث عقود الأولى من القرن السابع 0
ويأتينا ابن سعيد بـ 25عام من وفاة ياقوت يقول بأن بنو عقيل هؤلاء حكام الاحساء ، ملكوا أيضا اليمامة من بني كلاب فى نبأ مغتضب وموجز ، ولم يشير على كيفية سقوط دولة بني كلاب فى يد بني عقيل فى اليمامة ، حيث انه لم يشير الى حرب وقعت بينهم ، وأيضا لم يشير الى خروج بني كلاب من اليمامة 0
والدليل نجده عند ابن فضل الله العمري سنة 749هـ فى اسقرار آل عائذ وعدم تركهم لمواقعهم فى اليمامة الى منتصف القرن الثامن ، وانه لم يطرأ عليهم تغيير منذ وفاة ياقوت الحموي سنة 626هـ 0

وأيضا قول ابن سعيد 651هـ هنا بأن بني عقيل ملكوااليمامة من بني كلاب ، لايعطينا معنى ان بني كلاب غادروا أماكنهم فى اليمامة ، وهذا مانفاه ابن فضل الله العمري حيث وجدهم ياقوت الحموي المتوفى سنة 626هـ ، حيث قال ابن فضل الله العمري المتوفى سنة 749هـ من نصا له نفيس في ذكر من يحالف آل فضل :-
" وفرقة من عائذ وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس والمزايدة وشيخهم كليب بن أبي محمد وبنو سعيد وشيخهم محمد العليمي " وقال : " عائذ بني سعد دارهم من حرمة إلى جلاجل والتويم ووادي القرى " قال : " ويعرف بالعارض ورماح والحفر " وقال : " بنو يزيد ودارهم ملهم وبنيان وحجر ومنفوحة وصباح والبرة والعويند وجو " وقال : " المزايدة دارهم البخراء وحرمة " قال : " وسبخة الدبيل والحلوة والهزيم والبريك والنعام والخرج " ( قبائل العرب في القرنين السابع والثامن الهجريين ص116 و 150 و 151 ) .

"الأماكن الواردة فى هذه الشذرات التاريخية"
(مع ملاحظة سيطرة هذه القبيلة وانتشارها على مساحات شاسعة من اليمامة ونجد )

أولا __ عند ياقوت الحموي حيث من ذكرهم أولا حيث قال ياقوت الحموي ( ت 626هــ ) :- " أخبرنا بدوي من أهل تلك البلاد خمس قرى عليها سور واحد ( ؟ ) من لبن وفيها نخل وزرع لبني عائذ لآل مزيد وقد يتفرع منهم والقرية الجامعة فيها ثرمداء وبعدها شقراء وأشيقر وأبو الريش والمحمدية وهي بين العارض والدهناء " ( معجم البلدان : رسم الوشم ) 0
1_ ثرمدا 2_ شقراء 3_ أشيقر 4_ أبوالريش 5_ المحمدية 6_ العارض 7_ الدهناء 0
ثانيا __ قال ابن فضل الله العمري المتوفى سنة 749هـ :- " وفرقة من عائذ وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس والمزايدة وشيخهم كليب بن أبي محمد وبنو سعيد وشيخهم محمد العليمي " وقال : " عائذ بني سعد دارهم من حرمة إلى جلاجل والتويم ووادي القرى " قال : " ويعرف بالعارض ورماح والحفر " وقال : " بنو يزيد ودارهم ملهم وبنيان وحجر ومنفوحة وصباح والبرة والعويند وجو " وقال : " المزايدة دارهم البخراء وحرمة " قال : " وسبخة الدبيل والحلوة والهزيم والبريك والنعام والخرج "0
1_ حرمة 2_ جلاجل 3_ التويم 4_ وادي القرى (لعله تصحيف لوادي قران الذى يأتي موقعه فى نفس الأماكن التى ذكرها) 5_ العارض
6 _ رماح 7_ الحفر 8_ ملهم 9_ بنبان 10_ حجر 11_ منفوحة 12_ صباح 13_ العويند
14_ وجو 15_ البخراء 16_ حرمة ( لعله يقصد الحريم ) 17_الدبيل 18_ الحلوة 19_ الهزيم
20_ بريك 21_ نعام 22_ الخرج 0

(من الملاحظ هنا عدم ذكره الى مدينة حريملاء)

ثالثا __وذكر الطعيس معالم مدينة حريملاء وملهم الجغرافية منها :- ابن عطاء أمير ملهم حريملاء ، وقصر ابن عطاء الموجود فى شرق القابوعة بملهم ، ورجم العطيان المنتصب فوق ضلع المرقب شرقي حريملاء ، وذكر أيضا درب العوازم ،وضلع العوازم ، وبرج القّوعة وضلع الفرشة ، وقرية القراشة ، وصنع ابن هران ، وبرج ابن هران 0

رابعا __ ويأتي بعد ذلك عبدالله بن خميس فى تاريخ اليمامة جـ2 ص50 -70 :- الدرعية الأثرية معالم اليمامة ويذكر (قصر الغياظي) بفتح الغين ، وياء مشددة مفتوحة ، فألف ، وظاء مكسورة ، فياء 0
ص70 يقول :- (الغياظي) نخل لناصر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود فى أعالي (الدرعية) ، على ضفة وادي (حنيفة) الغربية . وقد بنى فوقه بأعلى الجبل المطل عليه قصر يضاف اليه : (قصر الغياظي) لا يزال طللا قائما يشهد بروعة البناء وجمال التصميم ، ويرى من بعد لارتفاع موقعه . ولا نفراده فى هذا المكان 0

خامسا __ كتاب مشاهير علماء نجد وغيرهم تأليف عبدالرحمن بن عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ طبع باشراف دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر ويقول ص 106 :- غزوه من أهل الفرع (2) معلقا على الفرع فى الحاشية تحت رقم (2) 0
(2) ويقول :- المراد بـ (الفرع) هنا قرى تقع جنوب الرياض منها (الحوطة) و(الحريق) و(نعام) و(الحلوة) و(القويع) و(العطيان) و(الصدر) . وهناك بقرب المدينة المنورة موضع من ديار حرب يسمى الفرع وهذا مما اتفق لفظا واختلف صقعا كما يقولون 0


نجد هنا ان ياقوت الحموي ذكر آل مزيد من آل عائذ ، وهو فخذا واحدا فقط من آل عائذ ، بينما ابن فضل الله العمري فصل أكثر فى آل عائذ وأفخاذها وذكر منها آل مزيد ، آل يزيد ، آل سعيد ، عائذ سعد ؟ 0

وعندما تذكر قبيلة آل عائذ لا يذكر منها غير( يزيد) و(مزيد) وتختفي باقي الأفخاذ مثل عائذ سعد وآل سعيد 0

والسؤآل هنا أين العوازم بفرعيها (قويع) و(غياظ) والذين لم تبقى منهم غير قصورهم ، مع انهم سكان المنطقة التى تسكنها قبيلة آل عائذ حيث أن آل عائذ والعوازم تجمهم نفس العزوة (آل عطا) ؟؟!!..

" يتبع"