الفصل الأول والثاني فى شرح المعاني للعاني .:
الفصل الأول عن مسير أحداث قبيلة العوازم :-
" تاريخ قبيلة العوازم "
--------------------
بقلم/ مبارك عقيل العقيل
تتحدث المصادر جلها باجماع عن عدم سكنى قبيلة العوازم الحجاز ؛ إلا هناك من أبناءها وقف ضد هذه المصادر متجاهلا لها ؛ ويصر على أن العوازم من سكنت الحجاز وهو لايملك الدليل ؛ إلا انه يكابر ويعتمد على روايات لم يثبتها الدليل المرجعي المكتوب والمنقول من المصادر 0
فهم دائمو الحديث عن رحيل العوازم من الحجاز من رواية شفهيه يعتقد بأنها من الموروث يرونها كبار السن ؛ مفادها بأن ابن جامع منذ مايقارب الأربع قرون حين سجن الشريف بركات بن حسن بن عجلان شريف الحجاز ؛ أمير العوازم جبر بن جامع ؛ بسبب صراع جرى بينهم وبين أشراف الحجاز ؛ على اثرها نزحوا الى الشمال الشرقي من الجزيرة العربية ؛ وهم لا يملكون الدليل المادي الذى عليه المعتمد فيما ذهبوا اليه بروايتهم تلك ؛ وحين تطلب الدليل يأتونك بأدلة ضعيفة واهية من أبيات شعر لا يملكون اسم قائلها ؛ اللهم من روياتهم المورثة التى يدحضها الدليل وهم يعلمون بذلك علم اليغين جيدا ؛ مع علمهم بأن وجودهم فى الشمال الشرقي من الجزيرة العربية أقدم من الأربعة قرون التى يتحدثون عنها ؛ فمثلا :
لو ذهبنا لنظريتهم التى يرونها منذ أربع قرون لوجدنا بأن لهم وجود بالحجاز قبل القرن الحادي عشر الهجري ؛ وحتما لم يثبت التاريخ قولهم هذا ولم يثبت بأنهم فى حينها من سكنت الحجاز ؟!.
بل على عكس ما تتحدث عنه المصادر فالمصادر المثبتة فى المراجع تتحدث عن واقعتين فى الشمال الشرقي من الجزيرة العربية قبلها بقرون ثلاثة ؛ قبل القرن الحادي عشر الهجري ؛ فهذا صاحب كتاب تحفة المشتاق فى أخبار نجد والحجاز والعراق يتحدث عن واقعة وقعت بين قبيلة العوازم وبين أمير الإحساء عام 858هـ صفحة 40 وقال :-
سنة 858 هـ فى هذه السنة كثرت الأمطار وأخصبت الأرض ورخصت الأسعار ؛ وفيها غزا زامل بن جبر العقيلى العامري من الاحساء ومعه جنود كثيرة من الحاضرة والبادية ؛ وقصدوا بوادى زغب والعوازم وهم على اللهابة ؛ فصبحهم وأخذهم وقتل منهم عدة رجال ثم رجع الى وطنة 0
وأيضا تكشف لنا المصادر بأن الشريف بركات بن حسن بن عجلان حاكم الحجاز ؛ المزعوم الذى قام بسجن أمير قبيلة جبر بن جامع فى القرن الحادي عشر الهجري حسب مايزعمون هؤلاء الرواة بدون ادراك منهم ؛ بأنه كان متوفيا أيضا قبل ذلك التاريخ بعدة قرون بالضبط سنة 859 هـ وتولى بعده ابنه محمد بن بركات نفس المرجع 0
قلت :- فإن صحت رواية رجال العوازم عن الموروث عن أمير قبيلة العوازم جبر بن جامع ؛ فأنه كان حيا يرزق قبل ثلاثة قرون ونيف وهو تاريخ مقارب لما يزعمون ؛ أي سنة 1116 هـ عندما كان أميرا للحاج فى تلك السنة ؛ حيث يقول فى كتاب خزاتة التواريخ النجدية لسماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام " قسم تاريخ نجد " تأليف الشيخ عبدالوهاب بن محمد بنبن حميدان بن تركي صفحة 155 قال :- فى سنة 1116 هـ ألف ومائة وست عشر ؛ نزل أمير العوازم جبر بلد عنيزة ؛ ومعه حاج لأهل المشرق كبير ؛ نزلها بعد انصرافه من الحج فى شهر صفر 0
ويثبت تلك الرواية صاحب تاريخ الفاخري ؛ لمؤلفه العلامة محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر الفاخري فى صفحة 90 عندما قال :- فى سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف ؛ فى صفر مر حاج الإحساء على العارض أميره * جبر * ومات على أبا الجفان 0
وهذه هي الرواية التى توافق قولهم الموروث حسب مايدعون ؛ فهنا لا صحة لوجود الشريف بركات بن حسن بن عجلان فى هذه الأعوام التى دونها المؤرخون عن أمير العوازم جبر بن جامع ؛ حيث تتوالى أحداث قبيلة العوازم فى وسط نجد (اليمامة) وفى غرب نجد وفى شرق نجد وفى جنوب نجد وفى الشمال الشرقي من نجد والأدلة خير برهان من المصادر المكتوبة فمثلا :
(1)
الشمال الشرقي من نجد:-
1- كتاب ألف سنة غامضة من تاريخ نجد ج2ص38-39 :- سنة 858هـ فى هذه السنة كثرت الأمطار وأخصبت الأرض ورخصت الأسعار 0 وفيها غزا زامل بن جبر العقيلى العامري من الاحساء ومعه جنود كثيرة من الحاضرة والبادية 0 وقصدوا بوادى زعب والعوازم وهم على (اللهابة) 0 فصبحهم وأخذهم وقتل منهم عدة رجال ثم رجع الى وطنة 00
2- يدون لنا التاريخ حادثة لقبيلة العوازم فى الشمال الشرقي من الجزيرة العربية حيث كانوا .. كتاب ألف سنة عامضة من تاريخ نجد ص 42 :- فى سنة 879 هـ 1474م فى هذه السنة أخذ آل كثير والعوازم وزغب قافلة كبيرة لأهل نجد على (الصافة) وهى خارجة من البصرة وفيها من الأموال والأمتعة الشىء الكثير ؛ وفيها أي السنة كثرت الأمطار فى الوسمي ثم لما كان فى الصيف وحصد الناس الزرع وكونوه بيادر ؛ تكاثرت الأمطار واستمرت نحوا من عشرين يوما ؛ وذلك فى أكثر بلدان نجد فانعطنت الزروع ونبت أكثرها فى البيادر 0
3- كتاب تحفة المشتاق ثم دخلت سنة 900 هـ فى هذه السنة غزا أجود بن زامل من الاحساء بجيش كثير من الحاضرة والبادية وصبح بوادي زعب والعوازم وهتيم على ثاج وغنم منهم شيئا كثيرا وقتل عدة رجال من الفريقين ثم توجه الى نجد وصبح الدواسر على الرويضة وأخذهم وقتل منهم عدة رجال 0
4- كتاب تحفة المشتاق صفحة 78 :- سنة 955 هـ 1548م فى هذه السنة صبحت عنزة العوازم وزغب على ثاج وأخذوهم وقتلوا منهم عدة رجال 0 وفيها أي السنة كثرت الأمطار والسيول وحار الحاير فى بعض بلدان نجد 0
__ مما يدل على كثافة تواجدهم فى الشمال الشرقي من الجزيرة العربية __
" اليمامة "
وسط نجد سجلت لنا المصادر لقبيلة العوازم حضور
مخطوط بن لعبون " مختصر لطيف الانساب " بخط التويجري : وأما بنو وائل ساكني ملهم فاالظاهر انها لم تخل منهم جيل بعد جيل وقد جاورهم فيها غيرهم وآخر من ذكر من رؤساها وساكنيها (آل عطا) المنتسبون الى وائل وعامر السمين ويفتخرون بانهم من بني عبدالحميد بن مدرك كما قال عامر السمين الشاعر المشهور:
أنا من بني عبدالحميد بن مدرك = أهل الضرب فى الهامات والنسب العالي
وكان أجداد المعامرة من ساكني ملهم وذكر لنا ان حسن بن طوق بن سيف اشترى برقة المسماة بالعيينة والجبيلة من آل يزيد الوصيل والنعمية وارتحل من ملهم وسكنها وتداولت الولاية ذريته من بعده ونزل عليهم قبائل من الناس وامتدت نواحيها وعظم شأنها وآخر من تمت عمارتها معه وعظم شأنه أعظم ملوك نجد فى زمانه عبدالله بن محمد بن حمد بن عبدالله بن راجح بن حمد بن حسن بن طوق بن سيف المعمري الى أن وقع بها الوباء العظيم الذى أهلك أكثر أهلها وذلك فى سنة 1138هـ
ومات الرئيس عبدالله بن محمد المذكور فى تلك السنة وهي رجعان الغلا المسمى بسحيمي وكان بعض نساب أهل زماننا القريب ينسبهم الى عبدالحميد بن مدرك منهم رميزان بن غشام صاحب روضة سدير
قال فى معرض كتاباته لحمد بن عبدالله جد عبدالله بن محمد المذكور :
أزكى بني عبدالحميد وغيرهم = والضد من خوفه يظل موجل
حمد بن عبدالله أمنا ضايف الخلا = ان عض كالوب الزمان الممحلي
ياما سطا وعطا وياما قد وطا = بمهند صافي الحديد مجندلي
براس الذى كر بنفسه مايق = اذا ذل رعديد الرجال الزملي
كتاب معالم مدينة حريملاء وملهم الجغرافية منها لمؤلفه الطعيس :- ابن عطاء أمير ملهم حريملاء ، وقصر ابن عطاء الموجود فى شرق القابوعة بملهم ، ورجم العطيان المنتصب فوق ضلع المرقب شرقي حريملاء ، وذكر أيضا درب العوازم ، وضلع العوازم ، وبرج القّوعة وضلع الفرشة ، وحي القراشة ، وصنع ابن هران ، وبرج ابن هران 0
عبدالله بن خميس فى تاريخ اليمامة جـ2 ص50 -70 :- الدرعية الأثرية معالم اليمامة ويذكر (قصر الغياظي) بفتح الغين ، وياء مشددة مفتوحة ، فألف ، وظاء مكسورة ، فياء 0
وتأكيدا لما أورده الطعيس بعد ذلك وردت اشارة أخرى ولكن هذه المرة اشارة موثقة من الدولة العثمانية عن( آل عطا ) أمراء ملهم فى كتاب :-" قوافل الحج المارة بالعارض من خلال وثيقة عثمانية" . لمؤلفه راشد بن محمد بن عساكر حيث قال فى (صفحة6_7 ):- ولقد حدد تاريخ هذه الوثيقة بـ عام 981هـ والدور الذى لعبته الدولة العثمانية لتأمين سلامة الحجاج خلال مرورهم بنجد ، ويقول ابن عساكر :- وقدمت هذه الوثيقة اشارات الى اسماء بعض الأمراء من بلدان العارض فى تلك الحقبة لا نجدها فى المصادر المحلية المتوافرة بين أيدينا ، ويشير على أن (آل عطا) أمراء ملهم من بين من اختارتهم الدولة العثمانية لتأمين طريق الحجاج من خلال مرورهم فى نجد ،كتاب خزانة التواريخ النجدية لسماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام "قسم تاريخ نجد" تأليف الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن حميدان بن تركي صفحة 155 قال :- فى سنة 1116هـ ألف ومائة وست عشر : نزل أمير العوازم (جبر) بلد عنيزة ، ومعه حاج لأهل المشرق كبير ، نزلها بعد انصرافه من الحج فى شهر صفر 0
وتصديقا لتلك المصادر فإن موروث قبيلة العوازم يؤيدها بقوة ؛ وخير مثال هذه القصيدة لشاعرهم فى حينها ؛ حين تعرضوا العوازم لهجوم وهم فى ملهم من قبل قبائل بني لام ؛ وكانت وكانت قبيلة الظفير تتسيدها بقيادة زعيمها سلامه الصويط ؛ والا أن الحرب قد وقعت بين طرفيّ النزاع ؛ بسبب فرسا يملكها ( جبر بن جامع ) أمير قبيلة العوازم حين ذاك ؛ حاول ابن صويط شراءها ولكن (جبر بن جامع) رفض بيعها له ؛ الا أن ابن صويط وضعها برأسه ويريدها سواء بالمشترى أو بالقوة ؛ ورفض جبر بن جامع للعرض الذى تقدم به ابن صويط لشراء الفرس ؛ جعل ابن صويط يجنح لأخذها بالقوة من ابن جامع ؛ ولكن العوازم تحروا لهذا الهجوم وأخذوا أهبة الاستعداد ؛ وجعلوا أهاليهم وحلالهم داخل مدينة ملهم وهي عبارة عن شعيب منخفض وشديد الإنحدار ؛ وليس لهذا الشعيب الا ثلاث مداخل تدخل الخيل والجيوش معها ؛ الجهة الأولى هي من جهة الجنوب ؛ الجهة الثانية جهة الشمال ؛ الجهة الثالثة الجهة الغربية --
مما جعل الشاعر يقول صبحنا دواوير على جال ملهم ؛ أي من الصباح الباكر أحطناها بالرجال والبنادق ؛ من ثلاث الجهات بجيش محصن ؛ وعملنا تحصيناتنا حماية من دخول الأعداء داخل المدينة ؛ الا أن هذه التحصينات وقفت بوجه أعدائهم من قبائل بني لام بقيادة ابن صويط ؛ مما جعل الشاعر يقول فى البيت الثالث : -
3- وسـرنــا وســــاروا ونـخـنــا ونــوخــوا = وذي قـربـة مــا عــاد يـربــح عميـلـهـا
أي بمعنا حين رأيناهم متجهين للمدينة سرنا عليهم ؛ الا أنهم كانوا عازمين للمسير الينا وكان المناخ بأطراف المدينة الا أن كان نصيب المهاجمين بقيادة ابن صويط الانكسار ؛ وأدبروا منهزمين عن المدينة ؛ ومع هذا فإن رجال العوازم فى بنادقهم ساروا خلفهم قتلا حتى أعذروا وتخلوا عن مبتغاهم مخلفين خلفهم من القتلى والغنائم الشيء الكثير حين قال الشاعر :
4 - وسـرنـا وســار الله علـيـهـم ودبـــروا = وبـايـمــانــا روم تــلــظـــى فـتـيـلــهــا
وكلمة ( دبروا ) أي الإنكاف وولو أدبارهم مدينة ملهم سكن قبيلة العوازم ؛ وكان لهذا النصر لم يتحقق لولا استعدادهم للأعداء من الصباح الباكر ؛ وحماية مدينتهم من جميع الجهات ؛ معبرا عنها بذلك بقوله : صبحنا دواوير على جال ملهم لحمايتها من جميع الجهات ؛ من قصيدة ٍ طويلة لشاعر العوازم " الجبيهه " رحمه الله أقتبس منها مكان وقوع تلك الحرب فى ( ملهم ) 0
1- وصبحنـا دواويـر علـى جـال "ملـهـم" = صويطيـة يشكـي الحفيـف حصيلـهـا
2- صويـطـيـة كـسـابـه للـطـيـب والـثـنـا = واهــل طـعــون مـــا يـنــادي قتيـلـهـا
3- وسـرنــا وســــاروا ونـخـنــا ونــوخــوا = وذي قـربـة مــا عــاد يـربــح عميـلـهـا
4- وسـرنـا وســار الله علـيـهـم ودبـــروا = وبـايـمــانــا روم تــلــظـــى فـتـيـلــهــا
5- ويــاكــن حــــس الـكـافـريــات بـيــنــا = رعـود مـن الـجـوزا صــدوق ٍ مخيلـهـا
6- وعـروق القنـا مابيـن ربـعـي وبينـهـم = تـشـدي مـواريـد عـلـى جــال بيـرهـا
7- وكم صويطيه ما يلحق الخرص متنها = الـلــي كـمــا خـــط البـواكـيـر نـيـلـهـا
8- قامـت تـهـل الـدمـع فــي كــل مـربـع = تـهــل الدمـــع عـقــب فــرقــا حلـيـلـهـا
9-غـــــدا شـوقــهــا فـــــي مـعـتـلـجـنـا = كمـا ابـرة فـي حومـه المـى ارميبهـا
10- مـهــبــول يـابــيــاع جـــبـــر جــــــواده = يـاعـنــك مـايـلـقـى مــثــان يـجـيـلـهـا
11- يحـدهـا فــي مـوقـف الـسـو سـاعـه = لـــيـــن ان زوال الــعــمـــار يـزيــلــهــا
12- ان كـان جـل الذود منهـم قــد اعـولـن = نـسـوانـهـم مــنـــا تــزايـــد عـويـلـهــا
( والمقصود بعويل النساء أي البكاء والنحيب والولولة - وهى مشتقة من الويل )
حتى بات هم بعض الباحثين تأويل سبب ذلك الهجوم من قبل ابن صويط ؛ بأنه أخذ إبلا من قبيلة العوازم ؛ الا أن قبيلة العوازم استرجعوا تلك الإبل من آل صويط 0
ويعتبر ذلك قصر نظر من الباحثين الذين أوجدوا ذلك السبب فيما ذهبوا اليه ؛ مع أن السبب واضح كل الوضوح من خلال قول الشاعر عندما قال :
10- مـهــبــول يـابــيــاع جـــبـــر جــــــواده = يـاعـنــك مـايـلـقـى مــثــان يـجـيـلـهـا
وكانت سبب تلك الحرب هي فرسا لـ جبر بن جامع يريد ابن اصويط أخذها بالقوة المفرطة ؛ من صاحبها أمير قبيلة العوازم جبر ؛ الا أن حال دونها استعداد رجال قبيلة العوازم بالقوة ؛ وعاد ابن صويط خائبا خالي اليدين من تلك الفرس 0
وقد يكون التبس عليهم هذا البيت من القصيدة حين قال الشاعر :
12- ان كـان جـل الذود منهـم قــد اعـولـن = نـسـوانـهـم مــنـــا تــزايـــد عـويـلـهــا
فالشاعر يقول : ( الذود منهم ) والذود هى أبل المهاجم التى هاجموا بها مدينة ملهم حيث سكن العوازم ؛ فأن ذلك الذود قد ( أوعل ) ؛ أي أن تلك الإبل التى ( أوعلت ) أخذت تظهر أصواتا كصوت البكاء من شدة التعب ؛ بسبب سير رجال العوازم وتقفيهم لأعدائهم حتى استسعر القتل فى جماعة آل صويط ؛ ولا أخير من الدليل الذى نقله لنا الشاعر عندما قال :
7- وكم صويطيه ما يلحق الخرص متنها = الـلــي كـمــا خـــط البـواكـيـر نـيـلـهـا
8- قامـت تـهـل الـدمـع فــي كــل مـربـع = تـهــل الدمـــع عـقــب فــرقــا حلـيـلـهـا
9-غـــــدا شـوقــهــا فـــــي مـعـتـلـجـنـا = كمـا ابـرة فـي حومـه المـى ارميبهـا
مما يعني بأن قبيلة الظفير بقيادة ابن صويط ؛ تكبدت خسائر بالأرواح الأمر الذى لم يعمل حساب لتلك الخسائر ؛ مقابل طمعه بفرس جبر بن جامع ؛ فإن نساء القتلى هن المتضرر الأكبر بسبب فقدهن أزاجهن 0
( وهذه القصيدة المعنية كاملة )
ويشيرون لها الشيبان سنة 1971م . بأن أحداثها وقعت على ملهم قبل 350 سنه ؛
عندما أحس وعلم ابن جامع بقدوم قبيلة الظفير بقيادة سلامة بن صويط لحرب العوازم وهم فى ملهم ؛ أشعل ابن جامع نار الحرب قرب بيته إذانا بإستدعاء من كان بعيدا عنه من العوازم ؛ وأرسل مناديبه لإبلاغهم بأن الحرب آتيه قريبا بين قبيلة الظفير بقيادة آل صويط الذى نوى على مهاجمة قبيلة العوازم فى عقر دارهم فى مدينة ملهم ؛ لأخذ فرسا لأبن جامع بالقوة ؛ وقد لبوا رجال قبيلة العوازم النداء وأتوا من كل صوب وحدب لمناصرة بني عمومتهم ضد ابن صويط وقبيلة قبيلة الظفير.. عندما قال الشاعر حينها :-
النار شبت بوسط بيت ابن جامع****** شبت بضو الحرب ياللـي تجيلهـا
ومنها :-
وصبحنا دواوير على جال ملهم ******صوايطية يشكي الحفيف حصيلها
" حتى أصبحت مجاميعهم دار مادار (ملهم) وحصنوا مدينتهم ( ملهم ) بعد أن أدخلوا حلالهم وذراريهم فيها ؛ وطوقوها من جميع الجهات خوفا من دخول أعدائهم اليها "
( واسم شاعرها لافي الجبيه شاعر قديم من قبيلة العوازم)
اولاد غياض ومن بات ساهر ******على النار يلحق ما بقـا مـن شعيلهـا
قلـتـه و انــا مـقـابـل لـــي دلـــه ****** يـبــرد بـهــا كـبــد تـزايــد غليـلـهـا
النار شبت بوسط بيت ابن جامع****** شبت بضو الحرب ياللـي تجيلهـا
الــد غـيـاض ياخـزنـه الظـفـر *******الــد القويـعـي يــا حـمـايـه ثقيـلـهـا
وردنـا علـى العـد الـذي كـان جايـز ******للخـور جـاز لدقهـا مــع جليلـهـا
وضربناهـا السـر لاسـره الله بالحيـا *****عليـه الخلايـق مايهـود عويلـهـا
ووردناها رغبا لا سقى السيـل جالهـا ******كبـار نثايلهـا قليـل حصيلهـا
ووردنـا البيـر بيـر بهـا الـروى *******ويـن انـت ياحفـار الركايـا تجـي لـهـا
وصبحنا دواوير على جال ملهم ******صوايطية يشكي الحفيف حصيلها
صويطيـة كسابـه للطيـب والثنـا ******واهـل طعـون مــا يـنـادي قتيلـهـا
وسرنـا وسـاروا ونخنـا ونوخـوا ******وذي قربـة مـا عــاد يـربـح عميلـهـا
وسـرنـا وســار الله عليـهـم ودبــروا ******وبايمـانـا روم تـلـظـى فتيـلـهـا
وياكـن حـس الكافريـات بيـنـا ******رعــود مــن الـجـوزا يتـرنـف مخيلـهـا
وعروق القنا مابين ربعي وبينهم *****تشـدي مواريـد علـى جـال بيرهـا
وكم صويطيه ما يلحق الخرص متنها *****اللي كمـا خـط البواكيـر نيلهـا
قامـت تهـل الدمـع فـي كـل مربـع ******تهـل دمـع عقـب فـرقـا حليلـهـا
غـدا شوقهـا فـي معتلجنـا ******كمـا ابـرة فـي حـومـه الـمـى ارميلـهـا
مهـبـول يابـيـاع جـبـر جــواده *****يـاعـنـك مايـلـقـى مـثــان يـجــي لـهــا
يحدهـا فــي مـوقـف الـسـو سـاعـه ******لـيـن ان زوال العـمـار يزيلـهـا
ان كـان جـل الذودمنهـم قــد اعـولـن *****نسوانـهـم مـنـا تـزايـد عويلـهـا