30-09-2015, 02:15 PM
|
رقم المشاركة : 12
|
|
كتب الشيخ عبد الحميد ابن باديس
رحمه الله سلسلة مقالات بعنوان
( من هم الوهابيون ؟
ما هي حكومتهم ؟
ما هي غايتهم السياسية ؟
ما هو مذهبهم ؟ ) ،
« وصار من يُريد معرفتهم لا يجد لها موردا إلا كتب خصومهم الذين ما كتب أكثرهم
إلا تحت تأثير السياسة التركية التي
كانت تخشى من نجاح الوهابيين نهضة العرب كافة .
وأقلهم من كتب عن حسن قصد من غير استقلال في الفهم ولا تثبت في النقل فلم تسلم كتابته في الغالب من الخطأ والتحريف .
وأنَّى تُعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك ، أم كيف تُؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم ، ولا سيما إذا كانوا مثل الصِنفين المذكورين » .
نشرها في جريدة " النجاح "
( الأعداد 179 و 180 و 181 ،
أكتوبر / نوفمبر 1924 م ) .
_ الآثار ( 5 / 23 – 24 ) .
وقال أيضا رحمه الله :
« قام الشيخ محمد [ بن ] عبد الوهاب بدعوة دينية ،
فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ :
" الوهابيين " .
لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ؛
فإن أتباع النجديين كانوا قبله ،
ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ؛
يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ،
ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ؛
فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ؛ أهل إثبات وتنزيه ، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب
والاختيار ، ويصدقون بالرؤية ،
ويثبتون الشفاعة ، ويرضون عن جميع السلف ، ولا يكفرون بالكبيرة ،
ويثبتون الكرامة .
وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال والأعمال والعقائد ، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي
من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير ، وزيغهم المبين .
لم تكن هاته الغاية التي رمى إليها بالقريبة المنال ولا السهلة السبل ،
فإن البدع والخرافات باضت وفرخت في العقول ، وانتشرت في سائر الطوائف وجميع الطبقات على تعاقب الأجيال
في العصور الطوال ؛
يشب عليها الصغير ،
ويشيب عليها الكبير ،
أقام لها إبليس من جنده من الجن والإنس أعوانا وأنصارا ،
وحراسا كبارا من زنادقة منافقين ،
ومعمَّمين جامدين محرفين ،
ومتصوفة جاهلين ، وخطباء وضَّاعين .
فما كانت - وهذا الرسوخ رسوخها ،
وهذه المنعة منعتها -
لتقوى على فعلها طائفة واحدة كـ
" الوهابيين " في مدة قليلة ،
ولو أعدَّت ما شاءت من العدة ،
وارتكبت ما استطاعت من الشدة » ،
إلى أن قال :
« إن الغاية التي رمى إليها ابن عبد
الوهاب ، وسعى إليها أتباعه ،
هي التي لا زال يسعى إليها الأئمة المجددون ،
والعلماء المصلحون في جميع الأزمان » .
_ الآثار ( 5 / 32 - 33 ) .
التوقيع - رشيد أبوأيوب |
حسابي في تويتر
@RachidYamouni
التصفية و التربية
|
|
|
|