13-04-2016, 11:10 AM
|
رقم المشاركة : 431
|
|
موقعة أزتيكا
موقعة أزتيكا
بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @qdeem
لا تنسى ذاكرة الإنجليز الكروية ذلك اللقاء "المارادوني" الذي تمرّد فيه مارادونا عليهم، بعد أن جمعهم مسار كأس العالم في طريق الأرجنتين بمباراة مفصليّة في ربع نهائي مونديال 1986 بالمكسيك، وعلى ملعب أزتيكا الكبير، وقف بيتر شيلتون الحارس الإنجليزي المخضرم مصافحاً العبقري قصير القامة مارادونا كابتن الفريق الأرجنتيني، ليتبادل معه الأعلام قبيل اللعب.
فكانت هذه الصورة الجدارية التي علقت وشاهدتها في بهو ملعب ويمبلي بالعاصمة الإنجليزية، وتحمل نفحات ذاك اللقاء الذي شهد حضوراً لرائحة بارود حرب الفوكلاند، التي صارت فيما بعد واحدة من أكثر المباريات في تاريخ كأس العالم إثارة وغرابة وشهرة، لكن قبل نهاية اللقاء سجل لينكر هدف إنجلترا الوحيد، الذي توّجه كهداف لتلك البطولة كأول وآخر إنجليزي يفعل ذلك، وحين انطلقت صافرة نهايتها بعد هذا التبادل "البريستيجي" بـ 90 دقيقة، حفرت في ذاكرة المونديال هدفاً أسطورياً استطاع فيه نجم الأرجنتين الأوحد أن يراوغ كل لاعبي إنجلترا وصولاً للمرمى، لتصنفه وسائل المراقبة كهدف لا يمكن تكراره أبداً، ولايزال يُدرّس وتعاد مشاهدته، بعد أن أجمع عليه الجميع من نقاد وصحفيين بأنه الهدف المنفرد كأعظم كرة هزت الشباك في تاريخ كرة القدم، وقبلها بدقائق كان مارادونا ينثر سحراً من نوع آخر، حينما أعمى الحكم التونسي علي بن ناصر عن "يدويّته" التي أسكنت في الشبكة هدفه الأول، ليصرح بعد المباراة بأنها ليست يدي إنما هي "يد اللـه" التي انتصرت لبلده ضد غطرسة بريطانيا العظمى، وكان يرمي بهذا إلى حرب جزر (الفوكلاند) الشهيرة بين البلدين، التي دارت رحاها قبل ذلك المشهد بأربع سنوات.
وقفت السنون عند هذا العام 2016 بعد 30 سنة ليبحث مارادونا عن الحكم التونسي العربي في سوسة، ويرتحل إليه ليهديه شيئاً من الاعتذار الجميل، وقميصا شهد تلك الموقعة بتوقيعه.
التوقيع - أحمد مبارك البريكي |
....
أحمد مبارك البريكي، من النوع الذي يحرص كثيراً على جمال مقالته، فبعد أن يكتبها يعلقها على الحائط ويتراجع إلى الخلف خطوات ليراها عن بعد، ثم يعود ويضع بعض التعديلات الخفيفة، قبل أن يقدمها للزبائن… وأشهد أن ذائقته فرنسية رائعة.
البريكي تابعوه وسأبحث معكم عن أزهار الصحافة الزاهية الألوان بعد أن كثر الشوك، ولكم علي أنني كلما وجدت زهرة سأصرخ وأنا أشير إليها: «هذه واحدة… فاستنشقوها».
....
محمـد الوشيحــي |
|
|
|