|
12-11-2014, 11:05 PM
|
رقم المشاركة : 35
|
|
ماقول الا اللهم وحد امة الاسلام والله يجمع قلوب المسلمين ويبعد عنا المشاكل
|
|
|
13-11-2014, 01:10 AM
|
رقم المشاركة : 36
|
|
مَنْ هِيَ الطّائِفَة الظّاهِرَة المنْصورَة ؟
1955 - ( لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين
حتى يأتيهم أمرُ الله وهم كذلك ) .
_ أخرجه البخاري ومسلم
وانظر السلسلة الصحيحة
( م 4 ص 579 )
1957 - ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين
على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي
أمر الله وهم كذلك ) .
_ أخرجه مسلم وغيره
وانظر السلسلة الصحيحة
( م 4 ص 599 )
1960 - ( لا تَزالُ طائِفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ظاهِرينَ إلى يومِ القيامَةِ. قال، فيَنْزِلُ عيسَى ابنُ مَريَمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقولُ أميرُهُم: تَعالَ صَلِّ لنا . فيقول : لا . إن بَعضَكُم علَى بعضٍ أُمَراءُ ،
تَكرِمَةَ اللهِ هذه الأُمَّةَ ) .
_ أخرجه مسلم وغيره
وانظر السلسلة الصحيحة
( م 4 ص 602 )
270 - ( لا تزال طائفة من أُمَّتي ظاهرين على الحَقّ حتّى تقوم السّاعة ) .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة
( م 1 ص 539 ) :
الرَامَهُرْمُزِي في « المحدث الفاصل »
( 6 / 1 ) .
و اعلم أن الحديث صحيح ثابت مستفيض عن جماعة من الصحابة .
فالحديث صحيح قطعا ...
1 - فروى الخطيب بسنده عن ...
الطالقاني أو غيره قال :
« ذكر عبد الله بن المبارك ( 118 - 181 ) حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
لا تزال طائفة ... فقال
: هم عندي أصحاب الحديث » .
2 - و روى الخطيب أيضا من طريق الترمذي و هذا في " سننه " ( 2 / 30 ) و قد ساق الحديث ثم قال :
« قال محمد بن إسماعيل ( هو البخاري ) قال علي بن المديني ( 161 - 234 ) :
هم أصحاب الحديث »
3 - روى الحاكم في
« معرفة علوم الحديث » ( ص 2 )
عن الإمام أحمد بن حنبل
( 164 - 241 ) أنه سئل عن معنى
هذا الحديث فقال :
« إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث , فلا أدري من هم » .
و روى الخطيب ( 33 / 3 ) مثل هذا في تفسير الفرقة الناجية .
4 - روى الخطيب عن أبي حاتم قال :
سمعت أحمد بن سنان
( الثقة الحافظ ... - 259 ) و ذكر حديث
« لا تزال طائفة من أمتي على الحق »
فقال : هم أهل العلم و أصحاب الآثار .
5 - روى الخطيب عن إسحاق بن أحمد
قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري
( 194 - 256 ) - و ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي )
فقال البخاري : يعني أصحاب الحديث .
و قال في " صحيحه " و قد علق الحديث و جعله بابا : " و هم أهل العلم "
و لا منافاة بينه و بين ما قبله كما هو ظاهر , لأن أهل العلم هم أهل الحديث ,
و كلما كان المرء أعلم بالحديث كان أعلم في العلم ممن هو دونه في الحديث كما لا يخفى .
و قال في كتابه " خلق أفعال العباد "
( ص 77 - طبع الهند )
و قد ذكر بسنده حديث أبي سعيد الخدري في قوله تعالى : { و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس }
قال البخاري :
« هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : » فذكر الحديث .
التوقيع - رشيد أبوأيوب |
حسابي في تويتر
@RachidYamouni
التصفية و التربية
|
|
|
|
13-11-2014, 01:14 AM
|
رقم المشاركة : 37
|
|
و قد يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة و الفرقة الناجية
بأنهم أهل الحديث ,
ولا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي .
أولا : أن أهل الحديث هم بحكم اختصاصهم في دراسة السنة و ما يتعلّق من معرفة
تراجم الرواة و علل الحديث و طرقه
أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى الله عليه
وسلم و هديه و أخلاقه و غزواته
و ما يتصل به صلى الله عليه وسلم .
ثانيا : أن الأمة قد انقسمت إلى فرق و مذاهب لم تكن في القرن الأول ,
و لكل مذهب أصوله و فروعه ,
و أحاديثه التي يستدلُّ بها و يعتمد عليها ،
و أن المتمذهب بواحد منها يَتعَصَّب له و يَتمسَّك بكل ما فيه ,
دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى و ينظر لعله يجد فيها من الأحاديث ما لا يجده في مذهبه الذي قَلدَه ,
فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السنة و الأحاديث ما لا يوجد في المذهب الآخر ,
فالمتَمسِّك بالمذهب الواحد يَضلُّ و لا بُدَّ عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى ,
و ليس على هذا أهل الحديث ،
فإنهم يأخذون بكل حديث صحَّ إسنادُه ,
في أي مذهب كان ,
و من أي طائفة كان راويه ما دام
أنه مسلم ثقة ,
حتى لو كان شيعيّاً أو قَدَريّاً أو خارجيّاً
فضلا عن أن يكون حنفيا أو مالكيا
أو غير ذلك ,
و قد صرَّحَ بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام أحمد بقوله :
« أنتم أعلم بالحديث مني , فإذا جاءكم الحديث صحيحا فأخبرني به حتى أذهب إليه
سواء كان حجازيا أم كوفيا أم مصريا »
فأهل الحديث - حشرنا الله معهم -
لا يتعصَّبون لقول شخص معيـَّن مهما علا
و سما حاشا محمد صلى الله عليه وسلم ,
بخلاف غيرهم ممَّن لا ينتمي إلى الحديث
و العمل به ,
فإنهم يَتعصَّبون لأقوال أئمتهم
- و قد نهوهم عن ذلك -
كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم !!
فلا عجب بعد هذا البيان
أن يكون أهل الحديث .
هم الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية .
بل والأمة الوسط , الشهداء على الخلق .
و يُعجبني بهذا الصدد قول الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه
" شرف أصحاب الحديث "
انتصاراً لهم و رَدّاً على مَن خالفهم :
« و لو أن صاحب الرأي المذموم شُغِل بما ينفعه من العلوم ,
و طلب سنن رسول رب العالمين ,
و اقتفى آثار الفقهاء و المحدّثين ,
لوجد في ذلك ما يغنيه عن سواه ,
و اكتفي بالأثر عن رأيه الذي يراه ,
لأن الحديث يشتمل
على معرفة أصول التوحيد ،
و بيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد ,
و صفات رب العالمين
- تعالى عن مقالات الملحدين -
و الإخبار عن صفة الجنة و النار ,
و ما أعَدَّ الله فيها للمتّقين و الفجار ,
و ما خلق الله في الأرضين و السماوات
و صنوف العجائب و عظيم الآيات ،
و ذكر الملائكة المقرَّبين ,
و نعت الصافين و المسبحين .
و في الحديث قصص الأنبياء
و أخبار الزهّاد والأولياء ،
و مواعظ البُلَغاء , و كلام الفقهاء ,
و سير ملوك العرب و العجم ,
و أقاصيص المتقدمين من الأمم ,
و شرح مغازي
الرسول صلى الله عليه وسلم ,و سراياه ,
و جمل أحكامه
و قضاياه ,
و خُطَبِه
و عِظاتِه ,
و أعلامه
و مُعجزاته ,
و عدة أزواجه
و أولاده ,
و أصهاره
و أصحابه ,
و ذكر فَضائِلهِم
و مآثرهِم ,
و شرح أخبارهِم
و مناقبهم ,
و مبلغ أعمارهم ,
و بيان أنسابِهم .
و فيه تفسير القرآن العظيم ,
و ما فيه من النبأ و الذكر الحكيم ,
و أقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم , و تسمية مَن ذهب إلى قول كل واحد منهم , من الأئمة الخالفين ,
و الفقهاء المجتهدين .
و قد جعل الله أهله أركان الشريعة ,
و هَدَمَ بهم كل بدعة شنيعة ,
فهم أمناء الله في خليقته ,
و الواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم
وأمته , والمجتهدون في حفظ ملته ,
أنوارهم زاهرة , و فضائلهم سائرة ,
و آياتهم باهرة , و مذاهبهم ظاهرة ,
و حججهم قاهرة ،
و كل فئة تتحيَّز إلى هوى ترجع إليه ,
و تستحسن رأياً تَعكِفُ عليه ,
سوى أصحاب الحديث ,
فإن الكتاب عدتهم ,
و السنة حجتهم ,
و الرسول فئتهم ,
و إليه نسبتهم ,
لا يُعرِّجون على الأهواء ,
و لا يلتفتون إلى الآراء ،
يقبل منهم ما رووا عن الرسول ,
و هم المأمونون عليه العدول ،
حَفَظَة الدين و خزنته ,
و أوعية العلم و حملته ,
إذا اخْتُلِفَ في حديث كان إليهم الرجوع ,
فما حكموا به فهو المقْبول المسْموع ،
منهم كل عالم فقيه ,
و إمام رفيع نبيه ,
و زاهد في قبيلة ,
و مخصوص بفضيلة ,
و قارىء متقن ,
و خطيب محسن ،
و هم الجمهور العظيم
و سبيلهم السبيل المستقيم ,
و كل مبتدع باعتقادهم يتظاهر ,
و على الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر ,
مَن كادَهُم قَصَمهُ اللهُ ,
و مَن عاندهم خذله الله ,
لا يضرُّهم مَن خَذَلهم ,
و لا يُفلح من اعْتَزَلَهُم ,
المحتاط لدينه إلى إرشادهم فَقير ,
و بَصرُ الناظر بالسوء إليهم حسير ,
و إن الله على نصرهم لقدير » .
ثم ساق الحديث من رواية قرة ثم روى بسنده عن علي بن المديني أنه قال :
« هم أهل الحديث و الذين يتعاهدون مذاهب الرسول , و يَذبُّون عن العلم ، لولاهم
لم تجد عند المعتزلة و الرافضة و الجهمية
و أهل الإرجاء و الرأي شيئا من السنن »
قال الخطيب :
« فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حُرّاس الدين ,
و صَرفَ عنهم كيدَ العاندين ,
لتَمَسُكِهِم بالشرع المتين ,
و اقتفائهم آثار الصحابة و التابعين ,
فشأنهم حفظ الآثار ,
و قَطع المَفاوِزَ و القِفار ,
و ركوب البراري و البحار في اقتباس
ما شرع الرسول المصطفى ,
لا يُعرِجون عنه إلى رأي ولا هوى ،
قبلوا شريعتَه قَولاً و فِعلاً ,
و حرسوا سنَّتَه حِفظاً و نَقلاً ,
حتى ثَبَّتوا بذلك أصلها ,
و كانوا أحقَّ بها و أهلها ,
و كم من مُلحِدٍ يروم أن يَخلُط بالشريعة
ما ليس منها ,
و الله تعالى يَذُبُّ بأصحاب الحديث عنها ,
فهم الحفاظ لأركانها ,
والقَوّامون بأمرها و شأنها ,
إذا صدف عن الدفاع عنها ,
فهم دونها يُناضلون ,
أولئك حزب الله ,
ألا إن حزب الله هم المفلحون » .
التوقيع - رشيد أبوأيوب |
حسابي في تويتر
@RachidYamouni
التصفية و التربية
|
|
|
|
13-11-2014, 01:18 AM
|
رقم المشاركة : 38
|
|
ثم ساق الخطيب رحمه الله تعالى الأبواب التي تدلّ على شرف أصحاب الحديث
و فضلهم ، لا بأس من ذكر بعضها ,
و إن طال المقال , لتتم الفائدة ,
لكني أقتصر على أهمها
و أمسها بالموضوع :
1 - قوله صلى الله عليه وسلم : ( نضََر الله امرءا سمع منا حديثا فبلّغه ) .
2 - وصية النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام أصحاب الحديث .
3 - قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( يحمل هذا العلم من كل خلف عُدولُه ).
4 - كون أصحاب الحديث خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في التبليغ عنه .
5 - وصف الرسول صلى الله عليه وسلم إيمان أصحاب الحديث .
6 - كون أصحاب الحديث أولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم لدوام صلاتهم عليه .
7 - بشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بكون طلبة الحديث بعده و اتصال
الإسناد بينهم و بينه .
8 - البيان أن الأسانيد هي الطريق إلى معرفة أحكام الشريعة .
9 - كون أصحاب الحديث أمناء الرسل صلى الله عليهم و سلم لحفظهم السنن
و تبيينهم لها .
10 - كون أصحاب الحديث حماة الدين بذبهم عن السنن .
11 - كون أصحاب الحديث ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ما خلفه من السنة
و أنواع الحكمة .
12 - كونهم الآمرين بالمعروف
و الناهين عن المنكر .
13 - كونهم خيار الناس .
14 - من قال : إن الأبدال و الأولياء
أصحاب الحديث .
15 - من قال : لولا أهل الحديث لا ندرس الإسلام .
16 - كون أصحاب الحديث أولى الناس بالنجاة في الآخرة ,
وأسبق الخلق إلى الجنة
17 - اجتماع صلاح الدنيا والآخرة في سماع الحديث و كتبه .
18 - ثبوت حجة صاحب الحديث .
19 - الاستدلال على أهل السنة بحبِّهم أصحاب الحديث .
20 - الاستدلال على المبتدعة ببغض
الحديث و أهله .
21 - من جمع بين مدح أصحاب الحديث
و ذم أهل الرأي و الكلام الخبيث .
22 - من قال : طلب الحديث من
أفضل العبادات .
23 - من قال : رواية الحديث أفضل من التسبيح .
24 - من قال : التحديث أفضل من صلاة النافلة .
25 - من تمنى رواية الحديث من الخلفاء
و رأى أن المحدثين أفضل العلماء .
_ هذه هي أهم أبواب الكتاب و فصوله . أسأل الله تعالى أن ييسر له من يقوم بطبعه
من أنصار الحديث و أهله , حتى يسوغ لمثلي أن يحيل عليه من شاء التفصيل في معرفة
ما جاء في هذه الفصول الرائعة من الأحاديث و النقول عن الأئمة الفحول !
و أختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لأهل الحديث من عالم من كبار علماء الحنفية في
الهند , ألا و هو أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي ( 1264 - 1304 )
قال رحمه الله :
« ومَن نظر بنظر الإنصاف ,
و غاص في بحار الفقه
و الأصول متجنبا الاعتساف ,
يعلم عِلماً يَقينيّاً أن أكثر المسائل الفرعيَّة
و الأصليّة التي اختلف العلماء فيها ,
فمذهب المحدِّثين فيها أقوى
من مذاهب غيرهم , و إني كلما أسير في شعب الاختلاف
أجد قول المحدثين فيه قريبا من الإنصاف , فلله درهم ,
و عليه شكرهم ( كذا ) ، كيف لا وهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم حقا ,
و نواب شرعه صدقا ,
حشرنا الله في زُمْرَتِهم ,
و أماتَنا على حُبِّهم و سيرتِهم » . اهـ
_________ماسبق نقله كان من :
سلسلة الأحاديث الصحيحة
للعلاّمة محمّد ناصر الدين الألباني
( م1 ق1 ص 539 - 548 )
مع تصرف يسير .
التوقيع - رشيد أبوأيوب |
حسابي في تويتر
@RachidYamouni
التصفية و التربية
|
|
|
|
13-11-2014, 01:24 AM
|
رقم المشاركة : 39
|
|
______ أتمنى أن تكون صادقا في طلب الأدلة
لتستبين الطريق وتسلك الدرب
فما سبق بالاضافة إلى هذا التقرير هنا يوضح
جليا مسألة افتراق الأمة وبيان الناجية منها
مع كلام نفيس .... ولكن لمن كان له قلب يبصر
203 - ( افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة ، وتَفَرّقت النّصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة ، وتفتَرقُ أُمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة ) .
_ أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما
وانظر السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله تعالى ( 1 / 402 )
حديث رقم 203
204 - ( ألا إنَّ مَن قَبلَكم من أهلِ الكتابِ افترقوا على ثِنتَينِ و سبعين ملّةً ، و إنَّ هذه الملّةَ ستَفترِقُ على ثلاثٍ و سبعين : ثنتانِ و سبعون في النّارِ ، و واحدةٌ في الجنَّةِ ، و هي الجماعةُ ) .
_ أخرجه أبو داود والدارمي وغيرهما
وانظر السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني
رحمه الله ( 1 / 404 )
حديث رقم 204
_ قال العلامة الألباني رحمه الله بعد كلام :
الأمر الآخر : أن بعض المحققين من العلماء اليمانيين مِمَّن نقطع أنه وقف على كتب ابن الوزير ، ألا و هو الشيخ صالح المَقْبَلي ،
قد تكلم على هذا الحديث بكلام جيد من جهة ثبوته و معناه ،
و قد ذكر فيه أن بعضهم ضَعَّف هذا الحديث فكأنه يشير بذلك إلى ابن الوزير ،
و أنت إذا تأملت كلامه وجدتَه يشير إلى أن التضعيف لم يكن من جهة السند ،
و إنما من قبل استشكال معناه ،
و أرى أن أنقل خلاصة كلامِه المشار إليه لما فيه من الفوائد .
قال رحمه الله تعالى في
" العلم الشامخ في إيثارالحق على الآباء و المشايخ " ( ص 414 ) :
« حديث افتراق الأمة إلى ثلاث و
سبعين فرقة ، رواياته كثيرة يَشُدُ بعضُها بَعضاً بحيث لا يبقى ريبة في
حاصل معناها ...
( ثم ذكر حديث معاوية هذا ، و حديث ابن عمرو بن العاص الذي أشار إليه الحافظ العراقي و حسنه الترمذي ثم قال : )
و الإشكال في قوله :
( كلها في النار إلا ملة )، فمن المعلوم أنهم خير الأمم ،
و أن المرجو أن يكونوا نصف أهل الجنة ،
مع أنهم في سائر الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود حسبما صرحت به الأحاديث ، فكيف يتمشى هذا ؟
فبعض الناس تكلم في ضعف هذه الجملة ،
و قال : هي زيادة غير ثابتة .
و بعضهم تأول الكلام » . قال :
« و من المعلوم أن ليس المراد من الفرقة الناجية أن لا يقع منها أدنى اختلاف ،
فإن ذلك قد كان في فضلاء الصحابة .
إنما الكلام في مُخالفةٍ تُصَيِّرُ صاحبَها فرقةً مستقلة ابْتَدَعها .
و إذا حَقَقْتَ ذلك ، فهذه البِدَع الواقعة في مهمات المسائل ،
و فيما يترتب عليه عَظائِم المفاسِد لا تكاد تنحصر ،
و لكنها لم تَخُصَ مُعيناً من هذه الفرق التي قد تحزبت و التأم بعضهم إلى قوم و خالف آخرون بحسب مسائل عديدة » .
ثم أجاب عن الإشكال بما خلاصته :
« إن الناس عامة و خاصة ، فالعامة آخرهم كأولهم ، كالنساء و العبيد و الفلاحين و السوقة و نحوهم ممّن ليس من أمر الخاصة في شيء ، فلا شك في براءة آخرهم من الابتداع كأولهم .
و أما الخاصة ، فمنهم مبتدع اخترع البدعة
و جعلها نصب عينيه ،
و بلغ في تقويتها كل مبلغ ،
و جعلها أصلا يرد إليها صرائح الكتاب و السنة ، ثم تبعه أقوام من نمطه في الفقه و التعصب ، و ربما جددوا بدعتَه و فرعوا عليها و حملوه ما لم يتحمله ،
و لكنه إمامهم المقدم و هؤلاء هم المبتدعة حقا ، و هو شيء كبير { تكاد السّماوات يَتَفَطّرن منه و تَنشقُّ الأرضُ و تَخِرّ الجبال هدّا }
سورة مريم 90
كنفي حكمة الله تعالى ،
و نفي إقداره المكلف ، و ككونه يكلف ما لا يطاق ، و يفعل سائر القبائح و لا تقبح منه ،
و أخواتهن !
و منها ما هو دون ذلك ، و حقائقها جميعها عند الله تعالى ، و لا ندري بأيها يصير صاحبها من إحدى الثلاث و سبعين فرقة .
و من الناس من تَبِعَ هؤلاء و ناصرهم و قَوَّى سوادَهم بالتدريس و التصنيف ،
و لكنه عند نفسه راجع إلى الحق ،
و قد دس في تلك الأبحاث نقوضها في مواضع لكن على وجه خَفيٍّ ،
و لعله تخيل مصلحة دنيئة ،
أو عظم عليه انحطاط نفسه و إيذاؤهم له في عرضه و ربما بلغت الأذية إلى نفسه .
و على الجملة فالرجل قد عَرَف الحق من الباطل ، وتخبط في تصرفاته ، و حسابه على الله سبحانه ، إما أن يحشره مع من أحب بظاهر حاله ، أو يقبل عذره ،
و ما تكاد تجد أحدا من هؤلاء النظار إلا قد فعل ذلك ،لكن شرهم و الله كثير ، فلربما لم يقع خبرهم بمكان ،
و ذلك لأنه لا يفطن لتلك اللمحة الخفية التي دَسُّوها إلا الأذكياء المحيطون بالبحث ،
و قد أغناهم الله بعلمهم عن تلك اللمحة ،
و ليس بكبير فائدة أن يعلموا أن الرجل كان يعلم الحق و يخفيه .
و الله المستعان .
و من الناس من ليس من أهل التحقيق ،
و لا هُيء للهجوم على الحقائق ، و قد تدرب في كلام الناس ، و عرف أوائل الأبحاث ،
و حفظ كثيرا من غثاء ما حصلوه و لكن أرواح الأبحاث بينه و بينها حائل .
و قد يكون ذلك لقصور الهمة و الاكتفاء و الرضَى عن السلف لوقعهم في النفوس ،
و هؤلاء هم الأكثرون عددا ،
و الأرذلون قدرا ، فإنهم لم يحظوا بخصيصة الخاصة ، و لا أدركوا سلامة العامة .
فالقسم الأول من الخاصة مبتدعة قطعا .
و الثاني ظاهره الابتداع ،
و الثالث له حكم الابتداع .
و من الخاصة قسم رابع ثُلةٌ من الأولين ،
و قليل من الآخرين ،
أقبلوا على الكتاب و السنة
و ساروا بسيرها ، و سكتوا عما سكتا عنه ،
و أقدموا و أحجموا بهما
و تركوا تكلُّف مالا يعنيهم ،
و كان تهمُّهم السلامة ،
و حياة السنة آثر عندهم من حياة نفوسهم ،
و قرة عين أحدهم تلاوة كتاب الله تعالى ،
و فهم معانيه على السليقة العربية
و التفسيرات المروية ،
و معرفة ثبوت حديث نبوي لفظا و حكما .
فهؤلاء هم السنة حقّاً ، و هم الفرقة الناجية ،
و إليهم العامة بأسرهم ،
و من شاء ربك من أقسام الخاصة الثلاثة المذكورين ،
بحسب علمه بقدر بدعتهم و نياتهم .
إذا حققت جميع ما ذكرنا لك ،
لم يلزمك السؤال المحذور و هو الهلاك على معظم الأمة ،
لأن الأكثر عددا هم العامة قديما و حديثا ،
و كذلك الخاصة في الأعصار المتقدمة ،
و لعل القسمين الأوسطين ، و كذا من خفَّت بدعته من الأول ،
تُنقِذهُم رحمة ربك من النظام في سلك الابتداع بحسب المجازاة الأخروية ،
و رحمة ربك أوسع لكل مسلم ،
لكنا تكلمنا على مقتضى الحديث
و مِصداقِه ،
و أن أفراد الفرق المبتدعة و إن كثرت الفرق فلعله لا يكون مجموعُ أفرادهم جزءا من ألف جزء من سائر المسلمين ،
فتأمل هذا تسلم من اعتقاد مناقضة الحديث لأحاديث فضائل الأمة المرحومة » .
قلت :
و هذا آخر كلام الشيخ المَقْبَلي رحمه الله ،
و هو كلام متين يدل على علم الرجل و فضله و دقة نظره ،
و منه تعلم سلامة الحديث من الإشكال الذي أظن أنه عمدة ابن الوزير رحمه الله في إعلاله إياه .
و الحمد لله على أن وفقنا للإبانة عن صحة هذا الحديث من حيث إسناده ،
و إزالة الشبهة عنه من حيث متنه .
و هو الموفق لا إله إلا هو .
سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
( م 1 ق 1 ص 402 - 413 )
التوقيع - رشيد أبوأيوب |
حسابي في تويتر
@RachidYamouni
التصفية و التربية
|
|
|
|
13-11-2014, 03:57 PM
|
رقم المشاركة : 40
|
|
اخ ارشيد وفقك الله وجعلني انا وانت وجميع المسلمين من اهل الجنه امين ياخي الكريم انت تنسخ موضوع عن اهل الحديث وكان الاخوان المسلمين ليسو من اهل الحديث وكانك تتكلم عن صوفية او شيعه الله يهديك ياخي الكريم ثم جاوب على اسئلتي كما يجيب الاخ المحترم اسامة وشكرا
|
|
|
|
|
|