07-05-2012, 03:56 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
|
بين السعودية ومصر بحر أحمر..!
بين السعودية ومصر بحر أحمر..!
أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
الساعة العاشرة من صباح يوم السبت الخامس من يناير 1946 يرسو اليخت الملكي الفاروقي (المحروسة) على شواطئ جدّة مرسَلا من عاهل مصر والسودان إلى مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز ليعبر به البحر إلى مملكة مصر، ليصل كبير الجزيرة العربية بعد رحلة الأيام الثلاثة ميناء السويس فينتظره استقبال أسطوري، قص شريط افتتاحه الملك فاروق بنفسه وهو يصعد على ظهر اليخت للسلام على العاهل السعودي والترحيب به إيذانا بدخوله مصر آمنا.
كانت تلك ومضة البداية للتآخي والسلام وعلاقة جميلة بين بلدين عربيين كبيرين تجاورا على خط البحر الأحمر، بعدها بسنوات قامت ثورة يوليو الناصريّة، وكان الملك عبدالعزيز في أواخر أيام عهده عندما زاره وفد من الضباط الأحرار بينهم جمال عبدالناصر ويرأسهم محمد نجيب، تفرّس الملك عبدالعزيز في وجوه الحاضرين بفراسته المعروفة، فلمّا انفضّت الزيارة وذهب الوفد التفت الملك عبدالعزيز إلى أولاده وأشار إلى المكان الذي كان يجلس فيه عبدالناصر فقال: (أبو خشيم) هذا فحلهم..!
في بداية الستينيات وعندما نال الملك فيصل بن عبدالعزيز عرش السعودية بدأت العلاقة مع مصر ناصر تشوبها التجاذبات والأزمات خاصة مع اشتعال أتون الثورة اليمنية ضد الحكم الإمامي التي أيّدها عبدالناصر عدو الملوك، ليرسل هديّة رمزيّة للملك فيصل عبارة عن ساعة يد كان يقصد بها أن ساعة الملك قد اقتربت، فيرد الملك فيصل بهدية رمزيّة أخرى دموية المعنى وهي (سيف ديسقي) يسمى بالفصحى (الفيصل)، وبعد أن ساءت الأمور إلى حد القطيعة التامة خطب عبدالناصر بـ (زلوفة المشيّبة) فوق منبر الأزهر بأنه سيدمّر السعودية والملك فيصل وجنوده في خمس دقائق، قبل أن ينتكس نكسته الشهيرة وتدمّر إسرائيل آلته العسكرية التي كان يباهي بها سوكارنو ولال نهرو وتيتو.. في خمس دقائق ..!
مع بزوغ عهد السادات ونشوب حرب تحرير سيناء المصرية عام 1973، تجلّت الشجاعة السعودية بكل وضوح عندما قاد الملك فيصل حملة ضد قوة أميركا العظمى وحلفاء إسرائيل فقطع شريان الحياة الصناعية وأوقف النفط، ليسجّل التاريخ لهذه المملكة العربية ذات المبادئ السامية كل حروف التضحية والولاء للأمة العربية، ولا يضير السعودية شيء بعد أن نامت تلك الحقبة على خيانات أبطالها مدّعي البطولات الزائفة والذين أنكروا جميل فيصل..!
مع بداية جمهورية حسني مبارك بدأ الرئيس المصري بترميم العلاقة المتصدّعة بين البلدين العربيين فنجح إلى حد بعيد في ذلك، ساعده حكمة الملك فهد رحمه اللـه وتطلعات الملك عبداللـه لعلاقات متينة يسودها تبادل الاحترام والتواد، ليتفرغ الشعبان الشقيقان لبناء أوطانهم بعيدا عن هدم أوطان الآخرين.
عصفت ثورة الشباب بحسني، فصارت الساحة المصرية بين شد وجذب لأي الاتجاهات تمضي، بعد أن كفـر بعض المصريين بالعروبة وإن كان بصفاء النيّة المعهودة من الشعب المصري، لكن في خضم هذه الفوضى بدأت أذرع الأخطبوط تلعب لعبتها داخل أرض الكنانة التي أرادها مجرمو تلك المخططات بأن تكون أرضا خصبة لزرع أشواكهم..!
التوقيع - أحمد مبارك البريكي |
....
أحمد مبارك البريكي، من النوع الذي يحرص كثيراً على جمال مقالته، فبعد أن يكتبها يعلقها على الحائط ويتراجع إلى الخلف خطوات ليراها عن بعد، ثم يعود ويضع بعض التعديلات الخفيفة، قبل أن يقدمها للزبائن… وأشهد أن ذائقته فرنسية رائعة.
البريكي تابعوه وسأبحث معكم عن أزهار الصحافة الزاهية الألوان بعد أن كثر الشوك، ولكم علي أنني كلما وجدت زهرة سأصرخ وأنا أشير إليها: «هذه واحدة… فاستنشقوها».
....
محمـد الوشيحــي |
|
|
|