قال تعالى : { وإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ولَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ واشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَليلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (187) }
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله :
« .. هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم، فمن علم شيئًا فليعلِّمه،
وإياكم وكتمانَ العلم،
فإن كتمان العلم هَلَكة،
ولا يتكلَّفن رجلٌ ما لا علم له به،
فيخرج من دين الله فيكون من المتكلِّفين، كان يقال : " مثلُ علم لا يقال به،
كمثل كنـز لا ينفق منه !
ومثل حكمة لا تخرج، كمثل صنم قائم
لا يأكل ولا يشرب ".
وكان يقال : " طوبي لعالم ناطق،
وطوبي لمستمع واعٍ " .
هذا رجلٌ علم علمًا فعلّمه
وبذله ودعا إليه،
ورجلٌ سمع خيرًا فحفظه ووعاه
وانتفع به .. » .
تفسير الطبري - سورة آل عمران - الآية 187
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/taba...a3-aya187.html
وقال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
« الميثاق هو العهد الثقيل المؤكد،
وهذا الميثاق أخذه الله تعالى على كل من أعطاه [ الله ] الكتب وعلمه العلم،
أن يبين للناس ما يحتاجون إليه مما علمه الله، ولا يكتمهم ذلك، ويبخل عليهم به،
خصوصا إذا سألوه،
أو وقع ما يوجب ذلك،
فإن كل من عنده علم يجب عليه في تلك الحال أن يبينه، ويوضح الحق من الباطل .
فأما الموفقون، فقاموا بهذا أتم القيام،
وعلموا الناس مما علمهم الله،
ابتغاء مرضاة ربهم، وشفقة على الخلق،
وخوفا من إثم الكتمان ... » .
🌴🌴🌴
وقال تعالى : { إنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ العُلَمَاءُ إنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) }
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
أي : إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به;
لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال
المنعوت بالأسماء الحسنى
- كلما كانت المعرفة به أتم
والعلم به أكمل ،
كانت الخشية له أعظم وأكثر ...
تفسير ابن كثير - سورة فاطر - الآية 28
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath...a35-aya28.html