الاخ الفاضل " ناجي " ابو سيف احسنت
عندما سألتك من اين اعتمدت مصدرك عن قول عروة ( امرة وكير ) ذكرت انك وجدتها في ديوانه المطبوع وانها وردت بــ ( زامرة وكير) وهذا صحيح فأنت لم تخطئ ولكنك ضحية لبعض محققي الكتب ممن ينقصهم الكثير من العلم خصوصا في البلدانيات .فقد وردت في بعض الكتب المطبوعة حديثا انها ( زامرة ) بدلا من ( امرة ) ولذلك سألتك عن المصدر.
والعجيب عندما يأتون علي ذكر ( زامرة وكير ) يقولون انهما موضعان ؟!! مع العلم انه لايوجد في الجزيرة مكان اسمه ( زامرة ) او بالاحري قريبا من كير الجبل المشهور . مع العلم ان ابيات عروة وردت في كتب البلدانيات كمعجم البلدان للحموي انها ( امرة وكير) وهو القول الصحيح .ولااعلم اين هؤلاء المحققين عن هذا القول الذي ورد في الكثير في كتب الادب ومعاجم البلدان في انها ( امرة وكير ) وليست ( زامرة وكير )
ولذلك لايعتمد علي هؤلاء لاانهم ظلو واظلو أعني بذلك المحققين الجدد .
فعليك الاعتماد علي أأئمة المحققين المشهود لهم بالعلم والرجوع الي كتب اهل العلم بالادب والبلدانيات حيث تجد الحقيقة التي ليس فيها جدال .
فالبيت الصحيح هو (( واهلك بين امرة وكير )) .
فلننظر لقول ابن السكيت شارح ديوان عروة بن الورد .في تحديده للديار , وكما هو معلوم ان بن السكيت امام في اللغة والادب قد توفي سنة ( 244 هـ ) وقد اتصل ابن السكيت بالمتوكل العباسي، فعهد إليه بتأديب أولاده وجعله في عداد ندمائه ثم قتله لسبب مجهول!!
قال ابن السكيت (( كانت منازل بني عبس فيما بين أبانين والنقرة وماوان والربذة هذه منازلهم )) انتهي قوله ...
قلت :- وكما هو معلوم ان النقرة هي معدن مشهور وكانت النقرة في دولة الاسلام قرية عامرة يمر بها الحاج للاستراحه . ولايمكن ان تكون هي المقصوده في شعر عروة انها ( ذي النقير ) كما فسرتها في قولك المقتبس التالي
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
فالبيت الأول دل على حال الأهل والثاني دل على الموطن الذي تسكنه أم وهب والنقير تصغير النقر ومؤنث النقر النقرة وتصغيرها النقيرة ولعل النقير هو النقرة لقربها من شعيب ماوان والماوية الذي أشار إليه شيخنا حمد الجاسر |
|
|
|
|
|
النقرة هي معدن مشهور وكانت النقرة في دولة الاسلام قرية عامرة يمر بها الحاج للاستراحه . ولايمكن ان تكون هي المقصوده في شعر عروة انها ( ذي النقير ) لاان النقرة معلما واضح لايتغير اسمه ولايصغر ولو سلمنا جدلا وصغرت فسيكون اسمها النقيرة لا النقير . وكذلك لو كانت كما ذكرت لبينها الشيخ حمد الجاسر الذي اكتفي بقول ابن السكيت علي أنه ماء لبني القين من كلب حيث قال ابن السكيت (( ذو النقير ماء لبني القين ولكلب . وقيل موضوع يقر فيه الماء )) انتهي قوله .
***************************
نعود لقصيدة عروة بن الورد التي قالها في زوجته "سلمي " ولقبها ام وهب ومفادها ان عروة بن الورد أصاب امرأة من بني كنانة بكرا يقال لها سلمى وتكنى أم وهب فأعتقها واتخذها لنفسه فمكثت عنده بضع عشرة سنة وولدت له أولادا وهو لا يشك في أنها أرغب الناس فيه وهي تقول له لو حججت بي فأمر على أهلي وأراهم فحج بها فأتى مكة ثم أتى المدينة وكان يخالط من أهل يثرب بني النضير فيقرضونه إن احتاج ويبايعهم إذا غنم وكان قومها يخالطون بني النضير فأتوهم وهو عندهم فقالت لهم سلمى إنه خارج بي قبل أن يخرج الشهر الحرام فتعالوا إليه وأخبروه أنكم تستحيون أن تكون امرأة منكم معروفة النسب صحيحته سبية وافتدوني منه فإنه لا يرى أني أفارقه ولا أختار عليه أحدا فأتوه فسقوه الشراب فلما ثمل قالوا له فادنا بصاحبتنا فإنها وسطة النسب فينا معروفة وإن علينا سبة أن تكون سبية فإذا صارت إلينا وأردت معاودتها فاخطبها إلينا فإننا ننكحك فقال لهم ذاك لكم ولكن لي الشرط فيها أن تخيروها فإن اختارتني انطلقت معي إلى ولدها وإن اختارتكم انطلقتم بها قالوا ذاك لك قال دعوني أله بها الليلة وأفادها غدا فلما كان الغد جاءوه فامتنع من فدائها فقالوا له قد فاديتنا به منذ البارحة وشهد عليه بذلك جماعة ممن حضر فلم يقدر على الامتناع وفاداها فلما فادوه بها خيروها فاختارت أهلها ثم أقبلت عليه فقالت يا عروة أما إني أقول فيك وإن فارقتك الحق والله ما أعلم امرأة من العرب ألقت سترها على بعل خير منك وأغض طرفا وأقل فحشا وأجود يدا وأحمى لحقيقة وما مر علي يوم منذ كنت عندك إلا والموت فيه أحب إلي من الحياة بين قومك لأني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة من قومك تقول قالت أمة عروة كذا وكذا إلا سمعته ووالله لا أنظر في وجه غطفانية أبدا فارجع راشدا إلى ولدك وأحسن إليهم فقال عروة في ذلك
أرقت وصحبتي بمضيق عمق .. لبرق من تهامة مستطير
سقى سلمى وأين ديار سلمى .. إذا كانت مجاورة السرير
إذا حلت بأرض بني علي ..وأهلي بين إمرة وكير
ذكرت منازلا من أم وهب .. محل الحي أسفل من نقير
وأحدث معهد من أم وهب .. معرسنا بدار بني النضير
قال ابن السكيت " عمق " بلد بالمدينة " وقال الشيخ "ابن ابي شنب" الاستاذ بكلية الادب بالجزائر محقق ديوان عروة الذي طبع سنة 1345هـ الموافق سنة 1926م والذي شرحه ابن السكيت حيبث قال ابن ابي شنب ( عمق ثنية فيها عين ماء يصب في ماؤها في "الفرع " وهو وادي من الاودية التي تصب في "العقيق"
"قديد " قال بن السكيت قديد بين مكة علي مرحلتين وبينها وبين المدينة.
"السرير" قال بن السكيت موضع في بلاد كنانة .
قلت : السرير وادي جاء ذكره في كتب البلدانيات وهو من اودية خيبر ووادي السرير وقد نزل فيه الرسول صلي الله عليه وسلم في خيبر .
"بنو علي" قال ابن السكيت بنو علي قوم من كنانة قال الهذلي :
رويدا "علي" جدّ ماثدي امهم ..الينا ولكن ودهم متماين.
"امرة وكير" وقال المحقق الشيخ " ابن ابي شنب " محقق ديوان عروة الذي شرحه ابن السكيت "امرة " منزل في طريق مكة من البصرة بعد القريتين من جهة مكة وبعد رامة وهو منهل . و "كير" جبل في بلاد غطفان وقيل هما في عبس.
"ذو النقير " قال ابن السكيت ذو النقير موضع ماء لبني القين لكلب وقيل موضع يقر فيه الماء.
واليك نسخة من ديوان عروة الذي طبع سنة 1345هـ الموافق 1926م
وستلاحظ ان المقصود هو ( امرة ) وليس ( زامرة ) التي صحفها بعض المحققين .
والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله,,,,