القلب الأبيض والقلب الأسود
كل واحد منّا يعتقد أنه من أهل القلوب الصافية القلوب البيضاء وقلبه فيه حقد وحسد لإخوانه المسلمين
فكيف تعلم أنك من أصحاب القلوب السليمة ، قارن نفسك بما قاله هذا الصحابي الذي نام عنده عبدالله
بن عمرو لمّا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج عليكم رجل من أهل الجنة فخرج هذا
الصحابي وبعد أن نام عنده ثلاث ليال قال له عبدالله فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَبِيرَ عَمَلٍ ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهُ ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي ، فَقَالَ :
مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ ، غَيْرَ أَنِّي لاَ أَجِدُ فِي نَفْسِي غِلاًّ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَلاَ أَحْسُدُهُ عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ
إِيَّاهُ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لاَ نُطِيقُ.
فيجب عليك محبة الخير للمسلمين كما تحبه لنفسك كما روى الإمام أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله
عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان؟ فقال: "أفضل الإيمان أن تحب لله، وتبغض
لله، وتعمل لسانك في ذكر الله" قال: وماذا يا رسول الله؟ قال: "أن تحب للناس ما تحب لنفسك ، وتكره
لهم ما تكره لنفسك ، وأن تقول خيرا أو تصمت".
فإن أردت السعادة وراحة البال فعليك بمحبة الخير لجميع المسلمين وأن تدعو لهم بالخير كلما دعوت
لنفسك فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا .
الشحومي