يعتبر علم الوثائق (علم الدبلومات) من أهم العلوم التاريخية الحديثة اللتي تنبه اليها العلماء في العصر الحديث فقد أصبحت تفوق الكتب المدونة أهمية ولا يخلو بحث تاريخي حديث منها في قائمة مراجعه.
ففي السابق كان الاعتماد الاول على الكتب المدونه في كتابة اي موضوع او تأليف وعيب هذا الشي أن الكتب المدونه لاتكاد تخلوا من عاطفة كاتبيها الذين كتبوا اما بوازع شخصي او مجاملة لاحد علية القوم ولا يعني ذلك بالضرورة ان يكذب المؤلف حشا لله ولكن ربما يتغاضى عن بعض الحوادث والاشخاص فيوردها ناقصة او يتجاهلها بالمره ارضاءا لشخصه او لمن كتب له الكتاب طمعا في رضاه.وهذا لايعني ان نشك في كل ماكتب من مصادرنا التاريخية فالحمد لله اتصف مؤرخوا الاسلام دائما بالدقة والموضوعية من خلال كتاباتهم .اذا ماهي الوثائق ؟
الوثائق هي المدونات اللتي تحمل في طياتها ذكر لحدث تاريخي او خبر او ترجمة لشخص. وتشمل المراسلات الرسمية والشخصية والتقارير والمذكرات الشخصية وصكوك البيع والشراء والوقف وشواهد القبور والمساجد.
وميزة هذه الوثائق انها عادة تخلو من العاطفة لانها كتبت أما بشكل رسمي كالمراسلات الرسمية والتقارير وصكوك البيع والشراء والوقف والشواهد للقبور والمساجد او كتبت بشكل شخصي بعيد عن المحاباة والتأثيرات المحيطة بالكاتب كالمراسلات الشخصية والمذكرات .
وترجع أهمية هذه الوثائق أنها تحمل معلومات مهمة لانجدها في الكتب المدونة وربما تشرح وتفسر لنا بعض الحوادث المبهمة في هذه الكتب . ومن الأهمية ايضا انها تحمل اسماء أشخاص قد لاتوجد لهم معلومات في غيرها ومنها ايضا نتعرف على الجانب الاقتصادي من خلال معرفة العملات السائدة وقيمتها وطرق البيع والشراء والمواقع الجغرافية الي غير ذلك من المعلومات.
واحب أشير الي شيء مهم وهو أن الوثائق يجب أن تنظر من قبل المتخصصين بالتاريخ فهم وحدهم الذين يعرفون التعامل معها بالدراسة والتحليل وقراءة مابين سطورها حتى يتم الاستفادة من محتواياتها فانها اذا وقعت في يد غير المتخصص ربما أساء فهمها أو لم يخرجها بالشكل المطلوب والموضوع أكبر بكثير مما كتب فأحببت أن أختصره لكم كما وأرحب بكل رد وتعليق ولكم مني وافر الشكر.