عندما رحت أفكر بيني وبين نفسي وأحاول تذكر موقف سعدني
و أفرحني كثيراً رغبة بالخروج من حالة الحزن التي أعيشها
تبادر إلى ذهني هذا الموقف فكان كافياً : (( كنت يومها قد تأخرت
في العمل ولسوء حظي عمي لم يكن موجوداً ،
كان يوم الإثنين على ما أذكر
وكان برنامجي ليومي الإثنين والأربعاء في الجامعة ليس
فيه إلا مادة واحدة تبدأ محاضرتها في تمام الساعة الثانية ظهراً ،
تأخرت وليس هناك من يأخذني للجامعة
فأصابني الحزن لعلمي أن غياباتي في هذه المادة قد بلغت
أربع غيابات وفي قوانين الجامعة
أن من يتغيب عن محاضرة اثنين أربعاء أكثر من أربع
محاضرات يُعتبر راسباً في المساق
، فشعرت بالحزن الشديد ، وبينما أنا جالسة في
مكتب عمي حتى دخلت إحدى الموظفات
إلى مكتب عمي حيث كنت جالسة لتأخذ مغادرة من عمي ،
ولكنني أخبرتها عن عدم وجوده وعن إمكانها المغادرة
دون انتظاره ، فشكرتني وسألتني عن سبب بقائي وعدم ذهابي للجامعة
فأخبرتها بالسبب فدعتني لمرافقتها هي وزوجها إلى الجامعة حيث أن
بيتهما قريب من جامعتي و جلست هي بجانب زوجها الذي كان يقود السيارة
وجلست أنا في الخلف وكان بجانبي إبنهما الصغير نائماً وكان عمره تقريباً
ربما عام ونصف أو أكثر بقليل ، وعند إحدى المطبات استيقض الطفل وأمسك
بيدي وراح يناديني (ماما) ، شعرت بسعادة كبيرة تسري في عروقي ، فأخذته بين يدي ،
فكفّ عن البكاء ، فنظرت أمه إلي وابتسمت وسألت إن كان يضايقني فنفيت ذلك ،
ورحت أقبل يدي الطفل ووجهه وهو ملتزم الصمت ينظر إلي والدمع كان لازال على وجهه
وبقي ينظر إليّ إلى أن عاد إلى النوم ،،، كانت هذه الكلمة أكثر كلمة أسعدني ندائي بها ،،،
لم تكن مجرد كلمة وإنما كانت فيض من الحنان فاضت فأسعدتني كثيراً
ولم يسعدني وصولي الجامعة لحضور المحاضرة بقدر ما أسعدني ذلك الطفل
(حمزة) فليحفظه الله لوالديه ..... فليته قال لي ألف ( ماما ) !!!!! )) ... End
أختكم في 7 - 11 - 2011 م .