25-01-2017, 10:23 PM
|
رقم المشاركة : 21
|
|
سائل يسأل الشيخ الألباني رحمه الله :
" متى يخرج الرجل من دائرة
أهل السنة ؟
هل إذا اعتقد اعتقادا غير اعتقادهم ،
وإذا وقع في شيء مخالف لما كان عليه أهل السنة - ولو في فرع واحد -
هل يطلق عليه أنه مبتدع ؟ " .
- جواب الشيخ : " هذا سؤال مهم ،
لكن يمكن أن جوابه على ضوء الجواب
عن السؤال السابق :
فنقول : إن كان ابتغى وجه الحق والصواب فأخطأه فﻻ يجوز أن يقال :
" إنه ليس من أهل السنة والجماعة ،
لمجرد أنه وقع في خطأ ،
أو - لنقل كما جاء في سؤالك -
وقع في بدعة .
كثير من العلماء
- كما يعلم طﻻب العلم ،
فضلا عن أهل العلم -
يقعون في الحرام ،
ولكن هل يقصدون الحرام ؟
حاشاهم .
فهل يأثمون بذلك ؟
الجواب : ﻻ .
لا فرق - إذن - بين عالم يقع في استحلال ما حرم الله باجتهاد هو مأجور عليه ،
وبين عالم آخر وقع في بدعة دون
أن يقصدها ،
وإنما قصد السنة فأخطأها .
ولذلك ،
نحن نشكوا اﻵن من هذه الثورة
التي ثارت في السعودية اﻵن بين
أهل السنة أنفسهم ؛
حيث أنه ظهر فيهم من يظن بأنه خالف
أهل السنة في بعض المسائل ،
فبدعوه ، وخرجوه عن أهل السنة .
حسبهم أن يقولوا بأنه : ( أخطأ ) .
أوﻻ .
ثم عليهم أن يقيموا الحجة عليه من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح .
ثانيا .
أما أن يزيدوا في الفرقة فرقة وخلافا
فهذا ليس من عادة أهل السنة والجماعة أبدا .
لذلك ؛ فلا يجوز أن ينبذ من قد يخطيء
في مسألة - على التفصيل السابق - سواء كانت أصلية أم فرعية ،
عقدية أم فقهية .
ﻻ يجوز أن يضلل ،
وإنما يعامل بالتي هي أحسن .
- السائل : " وإذا تمكن أهل السنة من إحضار ذلك الشخص وإقامة الحجة عليه فيما خالف فيه منهج أهل السنة ،
ومع ذلك أبى الرجوع إلى ما هم عليه
من الحق ،
فهل يبدع أو ﻻ ؟ " .
- الشيخ : هذا أيضا جوابه مفهوم :
إذا عاند وأصر فيبدع .
أما إذا قال : " لم يظهر لي وجه الصواب فيما تقولون " ،
بل هو يعكس ذلك عليهم ،
وهو يخطئهم بدوره ،
فتبقى المسألة مسألة خلافية بينهم وبينه .
وﻻ ينبغي أن نعتقد أننا علمنا أنه اعتقد
في قلبه خلاف ما يبوح به هو بلسانه ، فيكون منافقا ،
لسنا نحن كما أشار الرسول عليه الصلاة والسلام ، في الحديث الصحيح :
( هلا شققت عن قلبه ؟! ) ؛
حينما أعلن ذلك المشرك الذي وقع تحت ضرب سيف المسلم فقال :
" أشهد أن ﻻ إله إلا الله "
فما أبى له وقتله - معروف القصة -
فقال عليه الصلاة والسلام :
فأين أنت وقوله :
( ﻻ إله إلا الله ) ؟!
قال : يارسول الله ما قالها إلا تقية
أو خوفا من القتل ،
فكان كلامه - عليه الصلاة والسلام -
أن قال : ( هلا شققت عن قلبه ؟! ) ،
وهو مشرك ،
والظاهر تشعر بلا شك أنه قالها خوفا
من القتل ،
فما بالنا بالمسلم !
يشهد أن ﻻ إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله ،
ويقول بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ؛ لكنه أخطأ في مسألة ،
( وأقيمت عليه الحجة ) .
وهذا نقوله بشيء من التحفظ ؛
ﻷنه ليس كل من يجادل يكون على علم .
لكننا نفترض أنه :
( فعلا أقيمت عليه الحجة من عالم أو من علماء أفاضل ؛ لكنه ما اقتنع بها )
فحسيبه الله ... وﻻ يجوز نحن أن نغلب خطأ أو أخطاء على جمهرة من الصواب .
اﻷمر في هذه المسألة العلمية
هو تماما كما يتعلق بالصلاح والطلاح ،
فلا يمكن لمسلم أن ﻻ يقع في مخالفة شرعية ؛
أي : ﻻبد أن يرتكب سيئة أو خطيئة ،
وكل منا خطاء - كما نعلم جميعا -
فهل إذا رأينا رَجُلاً أخطأ خطيئة ما ،
أو ارتكب إثما ما قلنا عنه إنه فاسق
أو فاجر ؟!
أم العبرة بما يغلب ؟
بما يغلب ،
كذلك المسألة العلمية تماما " .
_ سلسلة الهدى والنور / الشريط
( رقم : 734 ) .
التوقيع - رشيد أبوأيوب |
حسابي في تويتر
@RachidYamouni
التصفية و التربية
|
|
|
|