بسم الله الرحمن الرحيم
لست شيخاً ولا طالب علم ولكن من مبدأ حديث النبي عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) توجب علي الحديث عن أمر أرى عليه الكثير أسأل الله العفو والعافية لي ولهم
----------------------------
لا يشك مسلماً على الأرض قاطبة أن موازين الأمور لله جل وعلا وهو العالم في شؤون الخلق وما في سرائر النفوس وهو أعلم بالصالحين والطالحين وبيده مصيرنا ولا أحد يجزم على ما سيموت وما جزاءه في الأخرة ... لذا لست هنا لأحكم ولكن لأبين فلنا ظاهر الأمور
لن أسهب في أهمية الصلاة وموقعها في عقيدة المسلم لأنني غير مؤهل لمثل هذا الأمر فهناك المختصين والعلماء والمشايخ القادرين على شرح هذه العلاقة
ولكن هناك البديهيات والأمور التي لا تحتاج لعلم وتكون بطبيعة الأمر مغروزة مع نمو الإيمان في قلب المسلم
هناك الكثير نسأل الله العفو والعافية الذين تلهيهم أعمال الدنيا عن صلاة الجماعة كمن ينخرط في لعب الجنجفة أو مشاهدة مباراة أو برنامج أو من يتغلب عليه النوم أو من تكاسل لأسباب كثيرة ... وغيرها من الأمور التي اعتدنا أن يلتهي الكثير بسببها والله جل جلاله يقول (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)
وقد نفسر وقتها أن الشيطان تغلب عليهم وصور لهم الأمر بجمال حتى سلب منهم اهتمامهم وألهاهم عن ما هو أولى وأهم
ولكن هناك أمر لم أستطيع تفسيرة ... وهو عند خروجي للمسجد المجاور لبيتنا أجد عدداً لا بأس به من السيارات الواقفة عند المطعم وبها الكثير من الشباب وبعض كبار السن
فنذهب نصلي ونرجع فنجدهم لم يحركوا ساكناً ولم يبرحوا مكانهم ... ففعلاً هالني المنظر أن أجد اناس يقظين ونشطين وهم في كامل زينتهم وقد خرجوا بكل نشاط ووقفوا بقرب المسجد الذي لا يبعد عنهم أكثر من 100 متر
ويسمعون الاقامة ويرون الناس متوجهين لتلبية النداء (حي على الصلاة، حي على الفلاح) وهو فعلاً فلاحهم في الدنيا والأخرة
ولا يحرك هذا بهم شيئاً كأن الأمر لم يكون
ما هو السبب
فهم لم ينخرطوا في برنامج ولا نوم .... ومع هذا لم يتكبدوا في مشي عدة خطوات
ليؤدوا فريضة من أهم الفرائض وركن من أركان الإسلام
وما الذي ألهاهم ؟ لا شيء فيستطيعون أن ينهوا ما بيدهم بأقل من دقيقة
أنا لا أبرر لمن يترك الصلاة لأحدى الأسباب التي ذكرتها سالفاً حاشى لله ... ولكن تلك أمور إعتدنا عليها وقد نقول ان لها تفاسير (لا نبررها بكل تأكيد) كتغلب الشيطان
ولكن ما الذي جعل هذا الشخص لا يقوم من ذلك الكرسي ليذهب ويؤدي أهم ما أمر الله به وهو في كامل نشاطة ويرتدي كامل ملابسة الأنيقة وبكل صحوة ولم يلهيه شيئاً قد يجعلنا نقول بأن الشيطان تغلب عليه ؟؟
هل يعقل أن يصل ضعف الإيمان إلى هذه الدرجة ؟ وهل يستهان بأمر الله بهكذا طريقة ؟
أين الامتثال لأوامر الله واخلاص النية له والإيمان به ؟
والله عجزت أن أفسر هذا الأمر
ياتارك الصلاة أعلم أنك المخاطب هنا:
1- (فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا)
2- (ما سلككم في سقر قالوا لم نكن من المصلين)
3- (واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين)
4- (فلا صدّق ولا صلّى ولكن كذّب وتولّى ثم ذهب الى أهله يتمكى اولى لك فأولى أيحسب الإنسان أن يترك سدى)
5- (يوم يكشف عن ساق ويدعون الي السجود فلا يستطيعون, خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون الي السجود وهم سالمون)
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يهدينا لسواء السبيل
الله المستعان
والله ولي التوفيق