أخرج الحافظ أبو بكر القاضي في
" مسند أبي بكر " ( ق 91 / 1 - 2 ) :
حدثنا بشار الخفاف
قال: حدثنا جعفر بن سليمان
قال : حدثنا أبو عمران الجوني
قال : حدثنا المعلى بن زياد عن الحسن
قال :
( انطلق النبي صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر إلى الغار، فدخلا فيه،
فجاءت العنكبوت، فنسجت على باب الغار،
وجاءت قريش يطلبون
النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا روأوا
على باب الغار نسج العنكبوت،
قالوا : لم يدخله أحد،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم
قائما يصلي وأبو بكر يرتقب،
فقال أبو بكر رضي الله عنه
للنبي صلى الله عليه وسلم
فداك أبي وأمي هؤلاء قومك يطلبونك !
أما والله ما على نفسي أبكي،
ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
{ لا تحزن إن الله معنا } ).
قال العلاّمة الألباني رحمه الله تعالى :
ضعيف ...
_ سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة
( 3 / 260 - 261 رقم الحديث 1129 ) .
رواه ابن إسحاق في " السيرة "
(4/31 - 32) ،
وعنه الطبري في " التاريخ "
( 3 / 120 ) قال :
فحدثني بعض أهل العلم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قام على باب الكعبة فقال :
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
صدق وعده، ونصر عبده ،
وهزم الأحزاب وحده،
ألا كل مأثرة أودم أومال يدعى
فهو موضوع تحت قدمي هاتين،
إلا سدانة البيت وسقاية الحاج،
ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط
والعصا ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل
أربعون منها في بطونها أولادها،
يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء،
الناس من آدم، وآدم من تراب .
ثم تلا هذه الآية : { يا أيها الناس إنا خلقناكم
من ذكر وأنثى } الآية كلها .
ثم قال :
يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم ؟
قالوا : خيرا أخ كريم وابن أخ كريم،
قال : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء )،
ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب
ومفتاح الكعبة في يده
فقال : يا رسول الله !
اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أين عثمان بن طلحة ؟
فدعي له
فقال :
هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء " .
ضعيف .
ونقله الحافظ ابن كثير في
" البداية والنهاية " (4/300 - 301)
ساكتا عليه .
وهذا سند ضعيف مرسل.
لأن شيخ ابن إسحاق فيه لم يسم،
فهو مجهول .
ثم هو ليس صحابيا،
لأن ابن إسحاق لم يدرك أحدا من الصحابة،
بل هو يروي عن التابعين وأقرانه،
فهو مرسل أومعضل .
_ سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة
وأثرها السّيء في الأمَّةِ
( 3 / 307 - 308 - رقم 1163 )
روى الديلمي في " مسند الفردوس ":
نا والدي وقال : أنا أحبها منذ سمعت
شيخي أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي والمطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان
قالا : إنا نحبها منذ سمعنا من أبي سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان
قال : أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن
محمد بن أحمد بن عبد الله بن جعفر
الصوفي قال : أنا أحبها منذ سمعت
من أبي بكر محمد بن محمود الفارسي
الزاهد ببلخ قال : أنا أحبها منذ سمعت
أبا سهل ميمون بن محمد بن يونس الفقيه
قال : أنا أحبها منذ سمعت من
عبد الله بن موسى السلامي
قال : أنا أحبها منذ سمعت من
إبراهيم بن محمد قال : أنا أحبها
منذ سمعت من أحمد بن العباس الحصري
قال : أنا أحبها منذ سمعت من
عبد الملك بن قريب الأصمعي
قال : أنا أحبها منذ سمعت ابن عون
قال : أنا أحبها منذ سمعت من محمد بن
سيرين قال : أنا أحبها منذ سمعت
من أبي هريرة قال : أنا أحبها منذ سمعت
من أبي بكر الصديق يقول :
لا أزال أحب العنكبوت منذ رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبها
وقال : ( جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا، فإنها نسجت علي وعليك يا أبا بكر في الغار، حتى لم يرنا المشركون ولم يصلوا إلينا ) .
منكر .
قال الديلمي : وأنا أحبها
منذ سمعت والدي يقول هذا الحديث .
قلت : أما أنا فلا أحبها ولا أبغضها
لعدم ثبوت الحديث المذكور عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
بل هو منكر إن لم يكن موضوعا،
وإن سكت عليه السيوطي في
" الجامع الكبير " ( 3 / 146 / 1 - 2 ) ،
لأن عبد الله بن موسى السلامي ترجمه
الخطيب ( 10 / 148 - 149 ) وقال :
" في رواياته غرائب ومناكير وعجائب ".
ثم روى عن أبي سعد الإدريسي الحافظ أنه
قال : " كان صحيح السماع إلا أنه كتب عمن دب ودرج من المجهولين وأصحاب الزوايا .
قال : وكان أبو عبد الله بن منده سيىء الرأي فيه، وما أراه كان يتعمد الكذب
في فضله ".
وقال الذهبي : " روى حديثا ما له أصل،
سلسله بالشعراء، منهم الفرزدق " .
قلت : والحديث المشار إليه رواه الخطيب
( 3 / 98 - 99 ) .
وشيخه إبراهيم بن محمد لم أعرفه،
ولعله من شيوخه المجهولين الذين أشار
إليهم الخطيب فيما تقدم .
وفي من دونه جماعة لم أعرفهم .
واعلم أنه لا يصح حديث في
عنكبوت الغار والحمامتين ،
على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التى تلقى بمناسبة هجرته
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة،
فكن من ذلك على علم .
وقد مضى منها ثلاثة أحاديث
( ص 259 - 263 ) .
_سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة
وأثرها السّيء في الأمَّةِ
( 3 / 337 -339 رقم 1189 )
قال العلاّمة الألباني رحمه الله تعالى عند
تخريجه لحديث رقم ( 1305 )
في السلسلة الضعيفة والموضوعة
( 3 / 470 - 471 )
أخرج الترمذي ( 3 / 346 - تحفة )
وابن ماجه ( 2 / 587 ) قالا :
حدثنا عباس بن محمد الدوري البغدادي،
وابن أبي الدنيا في " صفة النار "
( ق 9 / 1 ) حدثني أبو الفضل مولى
بني هاشم قالا : نا يحيى بن أبي بكير:
نا شريك عن عاصم عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : ( أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت،
ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت،
فهي سوداء مظلمة ) .
_ ضعيف .
وقال الترمذي وحده :
" حدثنا سويد بن نصر أنا عبد الله عن شريك
عن عاصم عن أبي صالح أورجل آخر عن
أبي هريرة نحوه،
ولم يرفعه وحديث أبي هريرة في هذا
موقوف أصح،
ولا أعلم أحدا رفعه غير يحيى بن أبي بكير
عن شريك ".
قلت : يحيى هذا ثقة محتج به في الصحيحين،
فلا مجال للغمز منه،
ولا سيما وفوقه شريك وهو ابن عبد الله النخعي القاضي وهو سيء الحفظ كما مر في هذه
السلسلة مرارا، فهو علة الحديث،
ويؤكد ذلك اضطرابه فيه فتارة يرفعه وأخرى
يوقفه، وتارة يجزم في إسناده فيقول :
عن أبي صالح، وتارة يشك فيه فيقول :
" عن أبي صالح أوعن رجل آخر "،
وذلك من علامات قلة ضبطه وسوء حفظه فلا جرم
ضعفه أهل العلم والمعرفة بالرجال،
فالحديث ضعيف مرفوعا وموقوفا .
نعم قد صح بعضه عن أبي هريرة موقوفا،
أخرجه مالك في " الموطأ " ( 3 / 156 )
عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن
أبي هريرة أنه قال :
( أترونها حمراء كناركم هذه ؟
لهي أسود من القار . والقار الزفت ) .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين، ولولا أنه يحتمل أن يكون من الإسرائيليات
لقلت - كما قال غيري -
إنه في حكم الموضوع .
قال العلاّمة الألباني رحمه الله تعالى عند
تخريجه حديث رقم ( 1465 ) في السلسلة
الضعيفة ( 3 / 659 - 660 ) .
أخرج الطيالسي في " مسنده "
( رقم 887 ) : حدثنا حميد بن مهران
عن سعد بن أوس عن زياد بن كسيب
قال : " خرج ابن عامر فصعد المنبر، وعليه ثياب رقاق، فقال بلال : انظروا إلى أميركم يلبس لباس الفساق ! فقال أبو بكرة من تحت المنبر :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( من أهان سلطان الله
[ في الأرض ] أهانه الله ) " .
ضعيف .
وأخرجه الترمذي ( 2 / 35 ) عن الطيالسي، وأحمد ( 5 / 42 و 49 ) وابن حبان في
" الثقات " ( 4 / 259 ) والقضاعي في
" مسند الشهاب " ( ق 35 / 2 )
وابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 9/ 231 / 2 ) من طرق أخرى عن حميد
به وزاد أحمد والقضاعي :
( ومن أكرم سلطان الله أكرمه الله ) .
وقال الترمذي : " حديث حسن غريب ".
كذا قال ! وزياد بن كسيب هذا مجهول الحال
لم يرو عنه غير سعد بن أوس هنا
ومستلم بن سعيد، ولم يوثقه غير ابن حبان،
وفي ترجمته ساق الحديث،
ولذلك قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول ".
يعني عند المتابعة،
وإلا فلين الحديث عند التفرد،
ولما لم أجد له متابعا أو شاهدا،
أوردته في هذه " السلسلة " .
- إلى أن قال الشيخ الألباني رحمه الله -
وقد روي الحديث بزيادة جملة في أوله بلفظ :
( السلطان ظل الله في الأرض ) .
وقد أخرجته فيما يأتي برقم ( 1661 ) .
[ السُّلطان ظل الله في الأرض ، فمن أكرمَهُ
أكرمَهُ اللهُ ، ومن أهانَه أهانه الله ] .
رواه ابن أبي عاصم في السنة ( 99 / 2 ) ...
ضعيف .
وانظر السلسلة الضعيفة ( 4 / 160 ) .
إلى أن قال الشيخ رحمه الله :
ثم وجدت لحديث الترجمة شاهدا من حديث أبي بكرة، فنقلته إلى الصحيحة برقم ( 2297 ) .
حديث رقم ( 1569 ) من سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ( 4 / 70 ) .
أخرج العقيلي في " الضعفاء " ( 172 )
وابن عدي ( 165 / 1 ) والخطيب في
" الموضح " ( 2 / 77 ) والديلمي
( 1 / 1 / 10 - 11 ) وابن عساكر
( 8 / 506 / 1 ) عن سلام بن سوار عن
مسلمة بن الصلت عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ) .
قال العلاّمة الألباني رحمه الله :
_ منكر .
وقال العقيلي :
" لا أصل له من حديث الزهري " .
قلت : وقال ابن عدي :
" وسلام ( ابن سليمان بن سوار )
هو عندي منكر الحديث،
ومسلمة ليس بالمعروف " .
وكذا قال الذهبي .
ومسلمة قد قال فيه أبو حاتم :
" متروك الحديث " كما في ترجمته من
" الميزان "،
ويأتي له حديث آخر برقم ( 1580 ) .
أخرج الواحدي في " أسباب النزول "
( ص 191 - 192 ) وغيره من طريق معان
بن رفاعة السلامي عن علي بن يزيد عن
القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة
الباهلي :
( أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : يا رسول الله !
ادع الله أن يرزقني مالا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ويحك يا ثعلبة ! قليلٌ تؤدّي شكره،
خير من كثير لا تطيقه،
أما تَرضى أن تكون مثل نبي الله،
فوالذي نفسي بيدِه لو شئتُ أن تسيل معي الجبال فضة وذهبا لسالتْ ،
فقال : والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله
أن يرزقني مالا لأوتِيـَنّ كلّ ذي حقٍّ حقه،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اللهم ارزق ثعلبة مالا .
فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود،
فضاقت عليه المدينة، فتنحى عنها،
فنزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة، ويترك ما سواهما،
ثم نمت وكثرت حتى ترك الصلاة إلى الجمعة، وهي تنمو كما ينمو الدود،
حتى ترك الجمعة،
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال : ما فعل ثعلبة ؟
فقالوا : اتخذ غنما فضاقت عليه المدينة ...
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين
على الصدقة ... وقال لهما : مرا بثعلبة،
وبفلان رجل من بني سليم،
فخذا صدقاتهما،
فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة،
وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال : ما هذه إلا جزية،
ما هذه إلا أخت الجزية، ما أدري ما هذا ؟
انطلقا ... حتى أرى رأيي، فانطلقا حتى أتيا النبي صلى الله عليه وسلم،
فلما رآهما قال : يا ويح ثعلبة،
قبل أن يكلمهما ... فأنزل الله عز وجل :
{ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله
لنصّدّقنّ } ، إلى قوله تعالى :
{ بما كانوا يكذبون } ، ..
فخرج ثعلبة حتى أتى النبي عليه السلام،
فسأله أن يقبل منه صدقته،
فقال : إن الله منعني أن أقبل صدقتك،..
وقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يقبل منه شيئا ... ) الحديث،
وفيه أنه أتى أبا بكر في خلافته فلم يقبلها منه، وهكذا عمر في خلافته وعثمان في خلافته.
_ ضعيف جدا .
قلت : وهذا حديث منكر على شهرته،
وآفته علي بن يزيد هذا،
وهو الألهاني متروك، ومعان لين الحديث،
ومن هذا الوجه أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في " الدلائل " و
" الشعب "، وابن مردويه كما في
" تفسير ابن كثير " وغيره، وقال العراقي
في " تخريج الإحياء " ( 3 / 135 ) :
" سنده ضعيف ". وقال الحافظ في
" تخريج الكشاف " ( 4 / 77 / 133 ) :
" إسناده ضعيف جدا ".