حديث رقم ( 1728 ) .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال : كنا جلوساً مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال :
( يَطْلُعُ الآنَ عليكم رجلٌ من أهلِ الجَنةِ ) .
فطَلَعَ رجلٌ من الأنصارِ تَنطُفُ لِحيتُه من وُضوئِهِ ،
قدْ عَلَّقَ نَعليْهِ بِيدِه الشِّمالِ ،
فلَمَّا كان الغَدُ قال النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم مِثلَ ذلِك ؛
فطلَعَ الرجلِ مِثلَ المَرَّةِ الأُولَى ،
فلَمَّا كان اليومُ الثَّالِثُ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِثلَ مَقالَتِهُ أيضًا ،
فطَلَعَ ذلِكَ الرجلُ على مِثلِ حالِهِ الأَوَّلِ ،
فلَمَّا قامَ النبيُّ صلى الله عليه
وسلم ، تَبِعَه عبدُ اللهِ بنُ عمرو
فقال : إنِّي لَاحَيْتُ أبِي فأقْسَمْتُ أنِّي لا أدخلُ عليه ثلاثًا ،
فإنْ رأيتَ أنْ تُؤْويِني إِليكَ حتى تَمْضِيَ فعلْتُ ؟
قال : نَعَمْ .
قال أنَسٌ : فكانَ عبدُ اللهِ يُحدِّثُ
أنَّه باتَ مَعهُ تلكَ الليالِيَ الثلاثِ ،
فلمْ يَرَهُ يَقومُ من الليْلِ شيئًا ،
غَيرَ أنَّه إذا تَعارَّ وتَقَلَّبَ في فِراشِهِ ذكر اللهَ عزَّ وجلَّ وكَبَّرَ حتى
[ يقومَ ] لِصلاةِ الفجرِ .
قال عبدُ اللهِ : غَيرَ أنِّي لَم أسْمعْهُ يَقولُ إِلَّا خيرًا .
فلمَّا مَضَتِ الثَلاثُ الليالِيَ ،
وكِدْتُ أحْتَقِرُ عَمَلَهُ ،
قُلتُ : يا عبدَ اللهِ !
لم يَكن بَينِي وبينَ أبي غَضَبٌ
ولا هُجرةٌ ،
ولَكِن سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله
عليه وسلم يقولُ لكَ ثلاثَ مَرَّاتٍ :
( يَطْلُعُ الآنَ عليكم رجلٌ من أهلِ الجَنةِ ) ،
فطَلَعْتَ أنتَ الثلاثَ المَرَّاتِ ،
فأرَدتُ أنْ آوِيَ إِليكَ
لأنْظُرَ ما عملُكَ ؟ فأَقْتَدِي به ،
فلَمْ أرَكَ عَمِلْتَ كَبِيرَ عَمَلٍ ،
فمَا الذي بَلَغَ بِكَ ما قال رسولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم ؟
قال ما هو إلا ما رَأَيْتَ فلَمَّا ولَّيْتُ دَعَانِي فقال ما هو إِلَّا ما رَأَيْتَ .
غَيرَ أنِّي لا أجِدُ في نَفسِي لأحدٍ من المسلِمينَ غِشًا ، ولا أحْسِدُ أحدًا على خَيرِ أعطاهُ اللهُ إيَّاهُ .
فقال عبدُ اللهِ : هذه التي بَلَغَتْ بِكَ ،
[ وهِيَ التي لا نُطِيقُ ]
قال العلاّمة الألباني رحمه الله :
ضعيف
______
قال المنذري :
رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم ( 1 ) ، والنسائي
ورواته احتجا بهم أيضا ، إلا شيخه
سويد بن نصر ، وهو ثقة ، وأبو يعلى والبزار بنحوه ، وسمى الرجل المبهم سعداً ،
وقال في آخره :
« فقال سعد : ما هو إلا ما رأيت
يا ابن أخي ! إلا أني لم أَبِتْ ضاغناً
على مسلم ، أو كلمة نحوها » .
زاد النسائي في رواية له ،
والبيهقي والأصبهاني :
فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك ،
وهي التي لا نُطيق .
______
( 1 ) قلت " الألباني " :
هو كما قال ،
– يقصد قول المنذري :
رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم – ،
لولا أنه منقطع بين الزهري
وأنس ، بينهما رجل لم يسم
كما قال الحافظ حمزة الكناني
على ما ذكره الحافظ المزي في
" تحفة الأشراف " ( 1 / 395 ) ،
ثم الناجي ، وقال ( 198 / 2 ) :
« وهذه العلة لم ينتبه لها المؤلف » .
ثم أفاد أن النسائي إنما رواه في
" اليوم والليلة " لا في " السنن " على العادة المتكررة في الكتاب ، فتنبه » .
قلت : أخرجه عبد الرزاق في
" المصنف "
( 11 / 287 / 20559 ) ،
ومن طريقه جماعة منهم أحمد :
قال : أخبرنا معمر عن الزهري
قال : أخبرني أنس بن مالك .
وهذا إسناد ظاهر الصحة ،
وعليه جرى المؤلف والعراقي في
" تخريج الإحياء " ( 3 / 187 ) ،
وجرينا على ذلك برهة من الزمن ، حتى تبينت العلة ،
فقال البيهقي في " الشعب "
عقبه ( 5 / 265 ) :
« ورواه ابن المبارك عن معمر
فقال عن معمر ، عن الزهري ،
عن أنس .
ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ، قال : حدثني من لا أتهم
عن أنش .. ، وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري » .
وانظر " أعلام النبلاء "
( 1 / 109 ) .
ولذلك قال الحافظ عقبه في
" النكت الظراف على الأطراف " :
« فقد ظهر أنه معلول » .
_ ضعيف الترغيب والترهيب
( 2 / 245 - 247 ) .
------
وقد وردت نفس القصة ولكن عن صحابي آخر ألا وهو :
عبد الله بن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وهي أيضا ضعيفة
راجع :
ضعيف الترغيب والترهيب
حديث رقم ( 1729 )
( م 2 / 247 - 248 ) .
_________
ضعف حديث " يطلُع عليكم الآن رجل من أهل الجنَّة ... " .
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/38.htm