من هم الكلابييون عند النسابة والمؤرخين

[محمود راشد]

من هم الكلابييون عند النسابة والمؤرخين
بقلم : محمود راشد الكلابي
ظهرت في الآونة الأخيرة دعاوى عدة من بعض الأدعياء , من الذين تشبعوا بما لم يعطوا , وقد لبسوا ثياب الزور ؛ لم يعلموا من الحقائق إلا الخيالات والأوهام , فصاغوا النظريات وعمموها على الناس , لم يرأبوا صدعاً , ولم يرتقوا فتقاً , واستعجلوا النزول في حلائب العلم بغية البروز والشهرة , فتزبزبوا قبل أن يتحصرموا , وكما يقول العالم الجليل بكر أبو زيد حفظه الله :[ قد بالغوا قبل أن يبلغوا , وركبوا مطايا الخير للشر ] ولأبن الجوزي -رحمه الله- في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين ؛ قصة تصب في هذا المعنى, ...
[ عن ثمامة بن أشرس قال: شهدت رجلاً، وقد قدم خصماً له إلى بعض الولاة، فقال: أصلحك الله أنا رافضي ناصبي، وخصمي جهمي مشبه مجسم قدري، يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان، ويلعن معاوية بن أبي طالب ... فقال له الوالي: ما أدري مم أتعجب من علمك بالأنساب أم من معرفتك الألقاب؟! قال: أصلحك الله، ما خرجت من الكُتَّاب حتى تعلمت هذا كله...]
والحقيقة إن هؤلاء الأدعياء يفتشون ملياً عن سندٍ لدعواهم ولو كان شكلياً , فالقضية إذاً لذات الجدل والمراء الذي لا يسير على نهج ؛ وإنما الأغراض والأهواء , ومن كان هذا هو حاله فهو غير جدير بالثقة والقبول .. بل هو غير جدير بالاستماع أصلاً .. ولذلك فإن هذه الدعاوى لم تجد آذنا صاغية عند – الكلابييون – في العراق ,
وقد زعم بعض هؤلاء الأدعياء بأن القول بأن نسبت الكلابييون إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قول مبتدع ! , لم يسمع به أحد من الأشياخ , وأنها دعوة ليس لها أصل في كتاب , ولم تصدر على لسان أحد من النسابة المحققين , ولا خطها قلم أحد من المؤرخين .
وفي هذا الجزء من هذا المقال سنبين ظلامة وقبح ذلك الزعم ؛ وسنثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الكلابييون في العراق , إنما ينتسبون إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة , من خلال سرد أقوال المؤرخين والنسابة المحققين المتقدمين منهم والمتأخرين , راجين بذلك رضا الرحمن ونعوذ به من الغواية والخذلان ...
وقبل الشروع في سرد أقوال المؤرخين والنسابة المحققين لابد من بيان ثلاث حقائق ثبتت عندي من خلال الاستقراء التام لكتب الأنساب فيما يخص لقب : [ الكلابي ] أو ما ينسب إلى بني كلاب ,
واني لأدعو صادقاً كل من يجد ما يخالف هذه الحقائق الثلاث أن يجاهرني بالمخالفة , وأن يدعو إلى الحق الذي يتجلى ويثبت له على رؤوس الأشهاد , وحينها سوف يجدني له وزيراً ونصيراً لما يتجلى له من الحقائق والدلائل ..
الحقيقة الأولى :
إنه لا يوجد عَلَمٌ من الأعلام سواء كان وزيراً أو أميراً أو عالماً أو كاتباً ؛ ذكره المؤرخون والنسابون المحققون لُقّبَ بلقب : [ الكلابي ] إلا وينتسب إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة , إبتداءاً من عصور الجاهلية الأولى , وصولاً إلى بدايات القرن الحادي عشر الهجري ...
أقول ذلك لأنه يوجد في مصر أُسرة تسمى أو تُلَقّبْ : [ بالكلابي ] , والجمع الكلابييون نسبةً إلى السيد عبد الدايم الكلابي , وهو الجد الحادي عشر لهذه الأسرة في مصر في هذا الزمن , وتدعي تلك الأسرة أن السيد عبد الدايم الكلابي حياً في حدود القرن الحادي عشر , في أسنا بصعيد مصر .

يقول الدكتور المحقق ايمن رغروت / رئيس مجلس الادارة في موقع النسابون العرب :

[ انه لاشك أن كل ذرية كلاب بن مرة القرشي لهم مسميات أخرى مثل : الهاشمي , المطلبي , العبشمي, الأموي , النوفلي ( نوفل بن عبد مناف) , العبدري , الأسدي و الزهري .

و لم يحدث عبر التاريخ أن انتسب أحد من ذريته إليه مباشرةً فقيل : [ الكلابي ] و هذا يتطابق عليه جموع النسابين قديما و حديثا ,
و إذا تجاوزنا البيوت الصغيرة و الغير شهيرة و التي ليس منها أحد من قريش , فانه ليس مشهورا في العرب بلقب " الكلابي " اليوم إلا حي و أسرة فقط :

1. فأما الحي فهو قبيلة كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القيسيين و هي قبيلة كبيرة , و تجدهم في قبيلة جيس في الشام و العراق و تركيا , كما أن اغلبهم اليوم في الفيوم بالديار المصرية ثم لهم جيوب في نجد و عسير و المغرب العربي.

2. أما الأسرة فهي السادة الكلابيين نسبةً إلى جدهم السيد عبد الدائم الحسيني الملقب بالكلابي أحد فروع السادة آل خضر من آل حسين الفاسي و هم من الفرع الرضوي الحسيني و جماعهم في مصر و لهم مشجرات تحفظ أنسابهم.]

وهذه الأسرة الكلابية في مصر والتي أشار إليها الدكتور المحقق أيمن زغروت , لا يعرف سبب نسبتها – كما ذكر لي الدكتور ايمن زغروت حفظه الله ورعاه - سوى أن المعلوم من نسب تلك الأسرة إنه ينتهي إلى الإمام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه .
وفي أثناء البحث عن القبائل أو الأسر التي لُقّبت بلقب – الكلابي – وجدت – أيضا أسرة مصرية ينتهي نسبها إلى الإمام الرضا سلام الله عليه , ولكن عمود نسب تلك الأسرة يختلف قليلا عن تلك الاسرة التي ينتهي نسبها إلى عبد الدايم الكلابي ,
تلك الأسرة هي أسرة أو عائلة النوش الكلابي , وهنالك فارق أخر بين الأسرتين ؛ وهو إن أحد أجداد تلك الأسرة يدعى بالسيد كلاب بن محمد الملقب بكليب بن أبو القاسم الأسنوي والذي قد يكون السبب في تسمية الأسرة أو العائلة .
الحقيقة الثانية :
وهي إن بعض المؤرخين والنسابة قد ذكروا في نسبت الكلابي ثلاثة أقوال :
الأول : نسبةً إلى كلاب بن مرة
والثاني : نسبةً إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
والثالث : إلى كلاب بن معاوية
وهذا القول الأخير قد تفرد به المؤرخ عمر رضا كحالة في كتابه : قبائل العرب القديمة والحديثة .

والحقيقة التي تتبين من خلال الاستقراء التام لتلك المؤلفات أن الذين قالوا بأن لقب الكلابي نسبةً إلى كلاب بن مرة هم واهمون ؛ وذلك لأن كلاب بن مرة خَلَفَ قصي وزهرة , فأما قصي فاسمه زيد , ولم يُلقب خلفه باسمه .
وأما زُهرة , فهو الذي نُسب إليه أبناءه وأحفاده ولقبوا به , كسعد بن أبي وقاص الزهري , وعبد الرحمن بن عوف الزهري , وآمنة بن وهب الزهرية , وإمام أهل الحديث الزهري .

الحقيقة الثالثة :
باستقراء كتب التاريخ والحديث والرجال والأنساب , وجدنا أن أسم كلاب قد تسمى به الكثير من العرب في الجاهلية وصدر الإسلام وكذلك في العصور التي تلته , ولم نجد قبيلة ما أو علماً بذاته قد لُقّب بالكلابي نسبةً إلى ذلك الجد ماخلا تلك الحال التي لقبت فيه ذرية كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة .فمن تلك الأسماء على سبيل المثال لا الحصر :
1- كلاب بن دهمان بن غنم بن ذهل بن هميم بن هني بن بلي وهو جد الصحابي أبو بردة بن نيار بن عمرو بن عبيد .
2- كلاب بن طلحة بن أبي طلحة وهو احد رجالات العرب في الجاهلية وقد شارك المشركين في معركة احد .
3- كلاب بن أمية الشاعر بن حرثان بن الأسكر بن عبد الله وهو من بني جندع قال أبو الفرج الأصبهاني: أدرك كلاب بن أمية النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم مع أبيه أمية وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه استعمل كلاباً على الأيلة .
قال أبو الفرج: عاش كلاب حتى ولى لزباد الأيلة ثم استعفاه فأعفاه، قاله أبو علي، وقال القلاس: أمية أبوه صاحب مذكور في حرف الهمزة قيل: وكلاب هذا غزا أيام عمر بن الخطاب وتشوقه أبوه أمية وقال في ذلك أشعاراً، فبلغت عمر فرثى له وكان شيخاً كبيراً، وكتب فيه فرد وأمره بالكون مع أبيه ذكره ذلك ابن المفترج القاضي في كتاب الأنيس وأبو على الفالي في الأمالي ومن غزا في زمن عمر فقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
4- كلاب بن الطفيل بن رواد بن سعد بن مالك بن مالك وهو احد رجالات الجاهلية وهو جد يزيد بن أنس بن كلاب الذي وجهه المختار بن أبي عبيد الثقفي فأتى بأسرى وهو بالموت .
5- كلاب بن عمير بن الضريبة بن عمر بن الحر وهو وقد عاش في الجاهلية وأدرك الاسلام وهو من بني عدي .
6- كلاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة من بني حنظلة من تميم من القحطانية .
7- كلاب بن غاضرة بن حرام من بني المصطلق
8- كلاب بن غنم بن هبيرة بن ذهل بن هاني بن بلي بن عمرو بن حلون بن الحاف بن قضاعة البلوي حليف الانصار
9- كلاب بن حمزة ابو الهيذام العقيلي اللغوي من اهل حران وكان عالما بالشعر , وكان يكنى بابي الهيذام اللغوي .
10- كلاب بن عامر بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل وهو راوي تابعي .
وهذه العشرة أسماء جزء من عشرات الأسماء التي سميت : [ بكلاب ] وبعض هذه الأعيان في زمن الجاهلية وبعضها في صدر الاسلام وبعضها في العصور التي تلته ,. وقد وجدت الكثير من الأعيان والتي سميت بـــــــ : [ كلاب ] في طبقة التابعين وفيهم المحدث وفيهم الرواي وفيهم الشاعر والأديب واللغوي , وقد أعرضت عن سرد كل هذه الأسماء واكتفيت بالإشارة , ففي ما تقدم من تلك الأسماء دلالة كافية على أنه ليس كل من تسمى بــــ: [ كلاب ] أن يكون له بطن أو قبيلة تسمى على اسمه .
وبعد هذه المقدمة آن أون الشروع في سرد أقوال النسابة والمؤرخين لنعرف من هم الكلابييون من خلال استقراء تلك الأقوال :
1- قال الإمام الحافظ أبي بكر محمد بن أبي عثمان الحازمي الهمداني رحمه الله في كتابه : - عُجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب - :[ الكلابي : هو المنسوب إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة , بطن من بني عامر بن صعصعة .]


2- يقول ابن حجر العسقلاني في كتابه تبصير المنتبه بتحرير المشتبه 1/ 381 :
[ الكلابي: ولد كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ وهم خلق كثير؛ منهم: قدامة بن عبد الله الكلابي، له صحبة.
وعمرو بن عاصم الكلابي، عن مبارك بن فضالة وطبقته.]



3- وقال القلقشندي : [ بنو كلاب بطن من عامر بن صعصعة , منهم العناكب الشاعر المعروف , وقال في العبر : وكانت ديارهم حمى ضرية , وهي حمى كلب والربذة في جهات المدينة وفدك والعوالي , ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الشام , فكانت لهم في الجزيرة الفراتية هيت ,- وفي بعض النسخ – صيت - وملكوا حلب ونواحيها , وكثير من مدن الشام , وأول ملك منهم صالح بن مرداس .. قال : ثم ضعفوا ]

4- وللأستاذ عمر رضا كحالة في [ معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ] ثلاثة أقول في هذا الشأن وهن كالتالي :

1 - كلاب بن ربيعة : بطن عظيم من عامر بن صعصعة من العدنانية وهم : بنو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان , كانت ديارهم حمى ضرية وهو حمى كليب وحمى الربذة في جهات المدينة النبوية وفدك والعوالي ثم انتقلوا بعدذلك إلى الشام فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت وملكوا حلب ونواحيها وكثير من مدن الشام ثم ضعفوا

2 – كلاب بن مرة
بطن من قريش من العدنانية وهم :
بنو كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر

3- كلاب بن معاوية
فخذ من معاوية بن بكر بن هوازن من العدنانية ] معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ص 561




4- ويقول الإمام السيوطي رحمه الله في كتابه لب اللباب في تحرير الانساب 1/72 : [الكلابي: بالضم والتشديد إلى عبد الله بن كلاب من المبتدعة وبالكسر والتخفيف إلى كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي وكلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.]



5- ويقول الإمام السمعاني في كتابه الأنساب 5/ 116 :
[ الكلابي: بكسر الكاف بعدها اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى عدة من قبائل العرب، فمنهم إلى: كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، من أجداد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبو: قصي، وزهرة، أبني كلاب بن مرة.
والقبيلة المعروفة، هي: كلاب بن عامر بن صعصعة، وقد صَحبتُ في برية السماوة جماعة منهم، والمنتسب إليها: أبو عثمان عمرو بن عاصم الكلابي، من أهل البصرة.
قال أبو حاتم بن حبان: عمرو بن عاصم الكلابي، كلاب بني قيس.
وأبو زكريا ظالم بن مكتوم الكلابي، من أهل الانبار، حدث عنه أبو القاسم بن الثلاج، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وذكر أنه سمع منه بالأنبار، وكان حداداً.
وأبو محمد عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي النيسابوري]


6- ويقول أمير البيان شكيب أرسلان في كتاب : [ تاريخ بن خلدون ]
[ ومن هوازن بنو عامر بن صعصعة . منهم بنو كلاب , وكان لهم في الإسلام دولة باليمامة , ثم انتقلوا إلى الشام وملكوا حلب مدة من الزمن . ] ص29
ويقول أيضا : في الصفحة 32 من نفس الكتاب :
[ ومن قريش كلاب بن مرة . ومنهم بنو زهرة ومن بني زهرة الصحابيان سعد بن ابي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ]
وقد نوهنا في الجزء الأول من المقال بأن سعد بن أبي وقاص , وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما , ينسبان في كتب الأنساب والحديث والتاريخ إلى الزهري , لا إلى الكلابي فيقال : سعد بن أبي وقاص الزهري, وعبد الرحمن بن عوف الزهري ؛ لا الكلابي




7- ويقول الكاتب ثامر عبد الحسن العامري في كتابه [ موسوعة العشائر العراقية ] 5/122 تحت عنوان : [ عشائر بني كلاب ] :
[ وجاءت هذه التسمية نسبةً إلى جدهم ( كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن ] ثم يقول بعد أن استعرض أحوال الكلابيين أضاف فقال : [ ويشير صاحب كتاب سبائك الذهب إلى أن ( بنو كلاب بطن من عامر بن صعصعة ]
ثم قال بعد ذلك بسطور : [ وتؤكد بعض المصادر الموثقة على أن بني كلاب هم من ( كلاب بن مرة بن كعب ]

ولنا على قول العامري الأخير ملاحظات أربع :
الأولى :
إن العامري قال : [ تؤكد بعض المصادر الموثقة على أن بني كلاب هم من ( كلاب بن مرة بن كعب )] ولم يذكر لنا العامري أين تلك المصادر الموثقة ..فكلام العامري هنا ؛ كلام مرسل , ولا أظن وجود مثل تلك المصادر , وإنما هو قول أخذه عن غيره تقليداً . وآفة العلم التقليد .
الثانية :
أقرب بطن ينتسب إلى كلاب بن مرة بن كعب هو بطن زُهرة , وهذا هو ما صرح به القلقشندي , لذلك لم يرد في كتب الأنساب والتأريخ , ولا في كتب الحديث والتراجم أن هنالك من ينتسب إلى كلاب بن مرة ويلقب بالكلابي , وإنما عمود النسب الذي يمتد من كلاب بن مرة هم بنو زهرة .
الثالثة :
ذكر العامري القولين ؛ , وأقصد القول بأن بني كلاب هم من ينتسب إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ,
والقول الآخر وهو أن بني كلاب من ينتسب إلى كلاب بن مرة ؛ ولم يأت على هذا القول الأخير أي دليل .. في حين إن الأدلة لا تكاد تحصى في أن بني كلاب هم من ينتسب إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة .
الرابعة :
أرجو الالتفات إلى قول العامري : [واول من ملك منهم صالح بن مرداس ] ويقصد من كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة , ونسب صالح بن مرداس كالآتي :
هو أسد الدولة , أبو علي صالح بن مرداس بن ادريس بن نصر بن حميد بن مدرك بن شداد بن عبد القيس بن ربيعة بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي
؛ ولا أقول – الكلابي – وانسبه من نفسي وإنما هكذا لقبه المؤرخون وأهل السير . وللدكتور محمد احمد عبد المولى كتاب بعنوان : [ بنومرداس الكلابييون في حلب وشمال الشام ]




8 – وذكر ابن حزم الاندلسي في كتابة جمهرة أنساب العرب 1/ 119 مايؤكد من أن الكلابييون هم الذين ينتسبون إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ؛ يقول ابن جزم تحت عنوان :
[بنو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة]
[ولد كلاب بن ربيعة: عامر؛ وعبيد، وهو أبو بكر؛ وعمرو؛ والحارث، وهو رواس؛ وعبد الله؛ وكعب، وهو الأضبط؛ وجعفر؛ وربيعة؛ ومعاوية، وهو الضباب.
فمن بني عامر بن كلاب: بنو الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب؛ منهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد، كانت تحت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ؛ فولدت محمداً الأصغر، وعثمان، وجعفراً، والعباس؛ وأرطأة بن عمرو بن الوحيد، على يديه وضع علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل الرهن إذ تنافرا؛ وهو الصبير.
ومن بني أبي بكر بن كلاب: ولد أبي بكر: كعب، وعبد الله؛ فولد عبد الله: عمرو، وأبو ربيعة، وكعب، وربيعة المجنون، وقرط، وقريط، وقريطة، وهم القرطاء، ولهم شرف؛ وعوف، ولا شرف لهم، وهم كثير؛ وكان فيهم شرف قديم؛ منهم كان جواب، الذي نفى بني جعفر بن كلاب عن بلادهم؛ ولهم يقول معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب:
بغاث الطير أكثرها فراخاً ... وأم الصقر مقلات نزور
ومنهم: مربع بن وعوعة بن سعيد بن قرط بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب، الذي يقول فيه جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ... أبشر بطول سلامة يا مربع
وأبو هلال ربيعة بن قرط؛ والنواس بن سمعان بن خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب؛ له صحبة، وكان حليفاً للأنصار. ومنهم: عوف، ومالك، وعمرو، والحارث، وشداد، بنو ربيعة المجنون بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب؛ منهم: المحلق بن حنتم بن شداد، الذي مدحه الأعشى؛ ومن ولد كان سعيد ابن ضمضم بن الصلت بن المثنى بن المحلق، أعرابي شاعر من صحابة الوزير الحسن بن سهل؛ وكان له ابن اسمه أبو المهدي؛ وكانت له ابنة تزوجها صاحب الزنج - لعنه الله - قبل أن يقوم؛ وصاحب جرجان، نباتة بن حنظلة بن ربيعة ابن عبد قيس بن ربيعة بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب؛ والقتال الكلابي الشاعر، وهو عبد الله بن مجيب بن المضرحي بن عامر الهصان بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب؛ والعاصي بن عامر بن عوف بن كعب ابن أبي بكر بن كلاب، وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسماه مطيعاً؛ وعبد العزيز بن زرارة بن جزء بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، كان سيد أهل البادية، وهو الذي وفق على باب معاوية، فقال: " من يستأذن لي اليوم، أستأذن له غداً " ، وغزا ابنه مع يزيد بن معاوية ببلاد الروم، فورد على معاوية كتاب ابنه يزيد بنعي عبد العزيز، وكان قد مات هنالك؛ فقال معاوية لما قرأ الكتاب: " هذا كتاب يعنى سيد العرب " ، فقال له زرارة، والد عبد العزيز: " هو، والله، يا أمير المؤمنين، ابني أو ابنك " ، وذهب أكثر قومه في أرض الروم؛ وهو الذي مر عليه مروان، وهو على ماء له؛ فسأله: " كيف أنت؟ " قال: " بخير، أنبتنا الله فأحسن نباتنا، وحصدنا فأحسن حصادنا " ؛ والضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب ابن أبي بكر بن كلاب، له صحبة، واستعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قومه وغيرهم؛ وجواب، وهو لقب، واسمه مالك بن عوف بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب، وهو الذي نفى بني جعفر بن كلاب، وطردهم حتى لحقوا باليمن ببني الحارث بن كعب؛ فحالفوهم مدة؛ ثم رجعوا إلى جواب وقومهم؛ فاصطلحوا ومات جواب هذا يوم الرقم عطشاً، وهو منهزم، وهو يوم كان بين عامر وبين بني مرة وفزارة، أسر فيه عامر بن الطفيل، وخنق أخوه الحكم بن الطفيل نفسه حتى مات، خوف الأسر؛ وجواب هذا كان على بني عامر يوم النسار، وهو يوم كان بينهم وبين بني أسد؛ فكان الظفر لبني أسد؛ وكانت بنو جعفر يومئذ في بني الحارث بن كعب.]
ثم اخذ رحمه الله يسرد ذراري كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة على وجه التفصيل وينقل جزءا من اخبارهم .. فمن شاء فليراجع .

ويقول في موضع آخر ؛ 1/ 190 :
[ وهؤلاء بطون بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة: وهم بنو أبي بكر بن كلاب؛ وبنو الوحيد بن كعب بن عامر بن كلب؛ وبنو عمرو بن كلاب؛ وبنو رؤاس، وهو الحارث بن كلاب؛ وبنو الضباب، وهو معاوية بن كلاب، وبنو جعفر بن كلاب. فمن بطون بني جعفر بن كلاب: بنو الأحوص بن جعفر بن كلاب، وبنو مالك بن جعفر بن كلاب، وبنو خالد بن جعفر بن كلاب.]




8- ويقول أبو الحسن اليمني القرطبي في كتابه : [ التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب ] :
[ (فصل) ومن أولاد كلاب بن ربيعة
شرحبيل بن قرط بن الأعور بن عمرو بن معاوية بن كلاب وكعب وهو الأضبط والوحيد وعبد الله وأبو بكر واسممه عبيد وخداش وعبد وعمرو وربيعة ومعاوية وعامر والحوث وهو قاشف وجعفر وقد ذكرناه، فمن ولد الأضبط جبير بن وهب ابن زيد بن الأضبط ومنهم الضَباب وهم ضَبَّ وضَبيب وحِسل وحُسَيل بن عمرو ابن معاوية بن كلاب ومن الضباب شمرذي الجوشن لعنه الله ولا بارك فيه قاتل الحسين بن علي صلوات الله عليه، ومنهم يزيد وزرعة وعبس بنو عمرو بن الصحن ومنهم الشاعر باهص بن نونه بن نصح بن نهيك بن إمام بن جهضم بن شهاب بن أنس بن زمعة بن كلب بن أبي بكر بن كلاب.]


10 - ويقول المبرد في كتابه : [ نسب عدنان وقحطان ] 1/ 5 وتحت عنوان : [ بطون هوازن بن منصور ] :
[ثم كلاب بن ربيعة بن عامر. من بطونهم الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب وبنو أبي بكر ابن كلاب، واسم أبي بكر عُبيد، ومن بني أبي بكر بنو هِصّان، وهو عامر بن كعب بن أبي بكر. وجعفر بن كلاب وهم بيتهم رهط عامر مُلاعب الأسِنّة، ولبيد بن ربيعة الشاعر. وكعب بن كلاب وربيعة بن كلاب، والضِباب وهو معاوية بن كلاب رهط شَمِر ابن ذي الجَوْشن. ووبْر بن الأضبط بن كلاب، وعبد الله بن كلاب والد الصَموت بن عمرو بن عبدالله، ونُفاثة بن عبدالله ورُؤاس بن كلاب رهط وكيع بن الجَرّاح الفقيه، وعمرو بن كلاب والد نُفيل بن عمرو رهط يزيد بن الصَعِق وزُفرر بن الحارث، فهؤلاء بنو كلاب ابن ربيعة بن عامر ليس فيهم كبير بطن ينسب إليه إلاّ الأب الأكبر.]



11- ويقول القلقشندي في كتابه : [ قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان ] 1/ 33 [ ثم من عامر بن صعصعة: بنو كلاب، جمع كلب. وهم: بنو كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة.
كان له من الولد: عامر، وعبيد - وهو أبو بكر - وعمرو، والحارث - وهو رُؤاس - وعبد الله، وكعب - وهو الأضبط - وجعفر، وربيعة، ومعاوية - وهو الضباب - وزيد، درج.
قال أبو عبيد: وفي بني كلاب البيت. ومنهم: القتّال الشاعر.
قال في العبر: ومنهم: بنو الوحيد، وبنو ربيعة، وبنو عمرو.
قال: وكانت ديارهم حِمى ضرية - وهو حمى كُليب - والزبدة - في جهات المدينة النبوية - وفَدَك، والعوالي. ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الشام فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت، وملكوا مدينة حلب ونواحيها وكثيراً من مدن الشام، وأول من ملك منهم صالح بن مرادس.
قال: ثم ضعفوا، وهم الآن تحت خفارة الأمراء من آل ربيعة، من عرب الشام.]



12- ويقول سالم السيابي في كتابه : [ إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان ] 1/ 16 [ وفروع عامر صعصعة كثيرون، ومنهم شكيل، ومنهم كعب، ومنهم بنو قشير، وبنو العجلان، وبنو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة،]




13- ويقول البري في كتابه : [ الجوهرة في نسب النبي وأصحابة العشرة ] 1/ 149 : [ وولد ربيعة بن عامر: كلاب بن ربيعة، وكعب بن ربيعة، وعامر بن ربيعة، وكليب بن ربيعة. وليس لكليب عقب. وأمهم مجد بن تيم بن غالب ابن فهر بن مالك بن النَّضْر: وهي التي جعلت ابن عامر حمسا، وفي كلاب وكعب شرف عامر بن صعصعة وعددهم، وإياهم عني جرير بقوله:
فغضِّ الطرفَ إنك من نميرٍ ... فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا
فولد كلاب جعفرا، ورؤاسا، وهم: حميس وضب بنو معاوية الضباب، وأبا بكر، وعمرا واسمه عبيد، والوحيد. فولد جعفر بن كلاب الأحوص، ومالكا، وخالدا، وعتبة. وكان الأحوص يكنى أبا شريح، وكان على بني عامر يوم جبلة.
ومن ولده عقلمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر، وكان من المؤلفة قلوبهم. وكان سيدا في قومه حليما غافلا. وهو الذي نافر عامر بن الطُّفيل إلى هرم بن قطبة. وقد تقدم ذكر منافرتهما عند ذكر قطبة. وولد مالك بن جعفر عامرا أبا براء ملاعب الأسنة، وربيعة المقترين، وعبيدة الوضاح، والطفيل فارس قرزل، ومعاوية معوِّد الحكماء. أمُّهم أمُّ البنين بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قال لبيد:
نحن بنو أمِّ البنينَ الأربعَةْ
قال ابن الكلبيِّ: هم خمسة، فجعلهم للقافية أربعة. وقال أبو بكر بن الأنباري: لا يصحُّ لشاعر أن يقول في خمسة أربعة من أجل القافية، كما لا يقول في أربعة خمسة، لأن عين الكذب. وإنما قال هذا لبيد بين يدي النعمان بن المنذر، وهو غلام حدث. وقد كان أبوه ربيعة قد مات، وحضر معه أعمامه الأربعة: طفيل، وعامر، وعبيدة ومعاوية بنو مالك بن جعفر بن كلاب، فاسقط أباه لأنه لم يشهد، وكان ميتا قبل ذلك.
وولد ربيعة بن مالك بن جعفر لبيدا الشاعر: ويكنى أبا عقيل، وهو من الصحابة، ومن فحول الشعراء، ومن الأجواد. وقال، لما أسلم:
الحمدُ لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى أكتسيتُ من الإسلامِ سِربالا
وهو القائل:
ما عاتبَ المرءَ الكريمَ كنفسهِ ... والمرءُ يُصلحه القرينُ المصالحُ
ولم يقل منذ أسلم غير هذين. وقال له عمر رضي الله عنه: أنشدنا من شعرك. فقال: يا أمير المؤمنين، ما كنت لأجمع البقرة وآل عمران، وأنشدك الشعر. فجَّل في عين عمر، وزاده في عطائه خمسمئة، وكان عطاؤه ألفين. وكان لبيد شريفا في الجاهلية والإسلام، ونذر ألا تهبَّ الصَّبا إلا نحر وأطعم، حتى تنقضي. فهبت في الإسلام، وهو بالكوفة مقتر مملق. فعلم ذلك الوليد بن عقبة ابن معيط، وهو والدي الكوفة لعثمان، وكان أخاه لأمه. فخطب الناس، فقتال: " إنكم قد عرفتم نذر أبي عقيل، وما وكد على نفسه. فأعينوا أخاكم " . قم نزل، فبعث به بمئة ناقة، وبعث الناس، فقضى نذره. ففي ذلك تقول ابنه لبيد، مجاوبة عن أبيها، تمدح الوليد:
إذا هبَّتْ رياحُ أبي عَقيلِ ... دعَونا عند هبَّتها الوليدا
أغرَّ الوجه أووعَ شيظمياً ... أعانَ على مروءتهِ لبيدا
ومات لبيد في وسط خلافة معاوية، وهو ابن مئة وأربعين سنة.
وأخو لبيد لأمه أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر: عدُّو الله، هو الذي أصابته الصاعقة بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ابن عمه عامر ابن الطفيل. ورثاه لبيد بقصائد منها:
ذهبَ الذينَ يُعايشُ في أكنافهم ... وبقيتُ في خَلْفِ كجلدِ الأَجربِ
يتحدَّثون مخافةً ومَلاذةً ... ويُعابُ قائلُهم وإن لم يَشْغبِ
يا أربدَ الخيرِ الكريمَ جُدودُهُ ... غادرتَني أمشي بقرَنٍ أَعضبِ
إن الرزيَّة لا رزيَّةَ مثلُها ... فِقدانُ كلِّ أخٍ كضوءِ الكوكبِ
وولد الطفيل بن مالك بن جعفر عامر بن الطفيل: عدوَّ الله، وكان شاعرا. وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أربد مضمرين الفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم. فجعل يسأله سؤال الأحمق المغتال الفخور، ورسول الله يقول: " لا أجيبك في شيء مما سألت حتى تؤمن بالله ورسوله. فلما يئس منه عامر قال: يا ممد، والله لأملأنَّها عليك خيلا ورجالا. فلما ولَّيا قال رسول الله: " اللَّهم أكفني عامر بن الطفيل وأربد بن قيس " .
فخرجا جميعا ووفدهم راجعين إلى بلادهم. فلما كان ببعض الطريق بعث الله على عامر غدة في عنقه، فقتله الله في بيت امرأة من سلول. فجعل يقول: يا بني عامرا، غدا كغدة البعير، وموتا في بين سلولية! ووصل أربدا إلى بلده، فأصابه ما ذكرت آنفا.
وأخوه عقيل بن الطٌّفيل: فيه قالت أمه المثل " أبنك من دمَّي عقبيك " . وهي امرأة من القين، تزوجها الطفيل، فولدت له عقيلا، فتبنَّته كبشة بنت عروة بن جعفر بن كلاب.. فعرم على أمه يوما فضربته. فجاءتها كبشة فمنعتها وقالت: ابني. فقالت القينية: ابنك من دمَّي عقيبك.
وأما أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة، وهو عمُّ عامر بن الطفيل فهو الذي أجاز أصحاب بئر معونة، فأخفره فيهم ابن أخيه عامر بن الطفيل:
بني أمِّ البنينَ ألم يرعْكمْ ... وأنتمْ من ذَوائبِ أهل نجدِ؟
تَهكُمُ عامرٍ بأبي بَراءٍ ... ليُخفرَهُ وما خطأُ كعَمْدِ
أَبلغْ ربيعةَ ذا المساعي ... فما أَحدثْتَ في الحَدَثانِ بعدي
أبوكَ أبو الحروب أبو براءٍ ... وجدُّك ماجدٌ حَكَمُ بن سعدِ
قال ابن هشام: حكم بن سعد من القين بن جسر، وأمُّ البنين بنت عمرو ابن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قال ابن إسحاق: فحمل ربيعة بن عامر بن مالك على عامر بن الطفيل فطعنه بالرمح فوقع في فخذه، فأشواه، ووقع عن فرسه. فقال: هذا عمل أبي براء، أن متُّ فدمي لعمي فلا يتبعن به. وإن أَعش فسأرى رأيي فيما أُتي إليَّ.
ومن بني مالك بن جعفر من غير أم المؤمنين سلمى بن مالك وابنه جبَّار بن سُلمى: وهو الذي قال: إنَّ ممَّا دعاني إلى الإسلام أني طعنت رجلا من أصحاب بير معونة بين كتفيه، فنظرت إلى سنان الرمح حين خرج من صدره. فسمعته يقول: فزت والله. فقلت في نفسي: فاز لعمر الله! ومن بني رؤاس بن كلاب عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس. واسم الرؤاس الحرث بن كلاب. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه مالك بن قيس فأسلما.
ومنهم وكيع بن الجرّاح المحدِّث: ويكنى أبا سفيان. سمع هشام بن عروة والأعمش. روى عنه يحيى بن آدم وأحمد بن حنبل وعليُّ بن المديني. وكان الجراح أبوه على بيت مال المهدي شريك محمد بن عليِّ بن مُقدَّم. وتوفي وكيع في طريق مكة بفيد سنة سبع وتسعين ومئة.
وابنه سفيان بن وكيع، خرَّج عنه الترمذي كثيرا وغيره. وقال الموصلي الحافظ: سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس أبو محمد، فيه لين.
ومنهم العلاء بن مبارك الرؤاسيُّ الكوفيُّ أبو محمد: سمع حفص بن غياث.
ومن بني ضبابا بن كلاب ذو الجوشن الضِّبابيُّ: وكان شاعرا.
وابنه شمر بن ذي الجوشن من قتلة الحسين رضي الله عنه.
وأخو الضِّباب عمرو بن معاوية بن كلاب: من مولده مؤلة. والنسب إليه مؤلي. وهو مؤلة بن كنيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن معاوية بن كلاب. له وفادة على النبي عليه السلام ورواية عنه.
ومن بني عمرو بن كلاب، وهو عمُّ الضِّباب يزيد بن عمرو بن الصَّعق: الذي قال له ابن علفاء الهجيميُّ يرد عليه في هجائه بني تميم:
فإنك مِن هجاءَ بني تميمٍ ... كمُزدادِ الغرام إلى الغرام
هم تركوكَ أسلحَ من حُبارَي رأت صقراً ... رأت صقراً وأَشردَ من نَعامِ
وأخوه زرعة بن عمرو بن الصَّعق الذي يقول له النابغة الذبيباني:
أعلمتَ يومَ عكاظَ حين لقيتَني ... تحت العجاج فما شَققْتَ غُباري
ومن بني أبي بكر بن كلاب وبنوه يقال لهم القرطاء الضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب الكلابيُّ: استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني سليم، وأمره أن يورث امرأة أشيم الضِّبابي من دية زوجها. وكان أشيم قتل خطأ. مالك عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب نشد الناس بمنى: من كان عنده علم من الدية أن يخبرني. فقام الضحاك بن سفيان الكلابيُّ فقال: كتب إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن: أورث أشيم الضبابي من دية زوجها. فقال له عمر: ادخل الخباء حتى آتيك. فلما نزل عمر بن الخطاب أخبره الضحاك، فقضى بذلك عمر. قال ابن شهاب: وكان قتل أشيم خطأ.
وكان الضحاك يعدُّ بمئة فارس. أخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بني سليم. وكانت بنو سليم في تسعمئة، فوفاهم صلى الله عليه وسلم بالضاحك ألفا. وذكر الزبير بن بكار بسند أن الضاحك بن سفيان الكلابيَّ كان سياف رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رأسه، متوحشا بسيفه. وإياه عني العباس بن مرداس في قوله:
نُبايعُ بين الأخَشَبين وإنما ... يدَ الله بين الأخشبين نبايعُ
عشيةَ ضحاك بن سفيانَ مُعتصٍ ... بسيفِ رسول الله والموتُ واقعُ
ومن بني أبي بكر بن كلاب النواس بن سمعان بن خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب: معدود في الشاميين. يقال أن أباه سمعان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وزوَّجته ابنته. فلما دخلت على النبي عليه السلام تعوَّذت منه، فتركها، وهي الكلابية. وللنواس صحبة. خرَّج عنه مسلم حديث الدّجّال حديثا حسنا وروى عن النواس جُبير بن نُفير وبشير بن عبيد الله وجماعة.
ومن بني كلاب ربيعة بن ربيعة زُفر بن الحرث والمحلِّق بن حنتم بن شداد، الذي قال فيه الأعشى:
وبات على النَّار النَّدى والمحلِّقُومن بني الوحيد بن كلاب أمُّ البنين بنت حرام الوحيديَّة: كانت تحت عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فولدت له العباس وجعفرا وعبد الله.
وولد كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة عقيلا والحريش وقشيرا وجعدة وعبد الله.]


2- ويستعرض ابن السائب الكلبي في كتابه [ جمهرة النسب ] 314 بطون بني كلاب فيقول :
[ فولد كلاب بن ربيعة :
جعفرا
ومعاوية , وهو الضباب
وربيعة وهو ابو بكر
وعامرا
وحارث وهو رؤاس
وعبدالله
وكعبا وهو الاضبط
عمرو
جعفر
ربيعة
وبعد أن ذكر أولاد كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة التسعة ؛
ذكر نسب الكلابييون في العراق فيقول :[ فولد كعب بن عامر : الوحيد , وهو عامر , وأمه الخنساء بنت عمرو بن كلاب ,
فَوَلَدَ الوحيد , ربيعة , وعامراً , ومعاوية , وزفر , وثور , وبشر , وخزيمة , وعمرو , وهبيرة , وأمهم جويرية بنت سلمة الخير بن قشير ,
وولد ربيعة بن الوحيد : خالداً ؛ وطهفة ؛ فولد خالدٌ : حزاماً , فولد حزامٌ : الديان , وعلياً , وأم البنين ؛ وأمهم : ليلى بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب , فتزوج أم البنين رضي الله عنها علي بن أبي طالب صلوات الله عليه , فولدت له العباس سلام الله عليه , وجعفر ومحمد الأصغر, وعبد الله , وعثمان , قتلوا مع الحسين كلهم عليهم السلام .
وولد عمرو بن الوحيد : عُبيدة , وارطاة , وهو الصبير , وولد الصبير – ارطاة - عبد الله بن شريك بن ارطاة الفقيه ]




13 - ويقول ابن خلدون في تاريخه 2/ 311 :
[وأما بنو كلاب ابن ربيعة فمنهم بنو الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب وبنو ربيعة المجنون ابن عبد الله بن أبى بكر بن كلاب وبنو عمرو بن كلاب (قال ابن حزم) يقال ان منهم بنى صالح ابن مرداس امراء حلب ومن بنى كلاب بنو رواس واسمه الحرب بن كلاب وبنو الضباب واسمه معاوية بن كلاب الذين منهم شمر بن ذى الجوش بن الأعور بن معاوية قاتل الحسين بن على ومن عقبه كان الصميل بن حاتم بن شمر وزير عبد الرحمن بن يوسف الفهرى بالاندلس وبنو جعفر بن كلاب الذين منهم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر
وعمه أبو عامر بن مالك ملاعب الاسنة وربيعة بن مالك وتبع المعتبرين وأبوه لبيد بن ربيعة شاعر معروف مشهور وكانت بلاد بنى كلاب حمى ضرية والربذة في جهات المدينة وفدك والعوالى وحمى ضرية هي حمى كليب وائل نباته النضر تسمن عليه الخيل والأبل وحمى الربذة هو الذى أخرج عليه عثمان أبا ذر رضى الله عنهما ثم انتقل بنو كلاب إلى الشأم فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت وملك وملكوا حلب وكثيرا من مدن الشأم تولى ذلك منهم بنو صالح بن مرداس ثم ضعفوا فهم الآن تحت خفارة العرب المشهورين بالشأم ]



14- ويذكر محمد سلمان الطيب اغلب أقوال المؤرخين والنسابة التي تؤكد انتساب بني كلاب أو الكلابييون إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وذلك في كتابه : [ موسوعة القبائل العربية بحوث ميدانية وتاريخية ] المجلد الثاني من الصفحة 273 الى الصفحة 311 وتحت عنوان : [ ما قاله المؤرخون عن بني كلاب من هوازن ] فذكر إضافة إلى أقوال المؤرخين أتى بأسماء الأعلام البارزة في تاريخ هذه القبيلة .