أنيس منصور .. تنبّأ بخبر وفاته !
| بقلم:
نايف بن مطيع |
قبل 60 عاماً تقريباً عندما قام الكاتب المصري الكبير أنيس منصور صاحب الكتاب الشهير (
حول العالم في 200 يوم) محاولته الانتحارية الثانية، التي كانت نتيجة التفكير والتعمق بعلم الفلسفة وقد سمى تلك المحاولة بـ الفلسفية وبناء على حد قوله عندما قال في اللهجة العامية الجملة التي كانت من دوافع محاولة انتحاره وهي كالتالي حرفياً «
لو مُت ولا حد يدرا ولا يهمْ حد» ومن خلال هذه الجملة وكأنهُ تنبأ بخبر وفاته منذ ذلك الوقت الكاتب أنيس منصور الذي أبهر محبي القراءة بمؤلفاته السلسة والممتعة حتى أنني أكاد أجزم بأن لأنيس منصور الفضل الكبير على الكثير من فئة الشباب بشكل خاص بممارستهم القراءة وحبهم لها وفي يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011م نعي خبر وفاته عن عمر يناهز الـ 87 عاما وذلك بعد تدهور حالته الصحية علماً أنه يعاني من التهاب رئوي، وتم حجزه بغرفة الرعاية المركزة في مستشفى الصفاة حتى غادر الحياة، خبر الوفاة لا أخفيكم بأنني حزنت بسماعه ولا شك أن الحزن قد راود كل من يهتم بالأدب العربي على وجه الخصوص.
قرائي الكرام لو تمعّنا بمقولته السابقة وفي تاريخ وفاته، نستطيع القول إن أنيس منصور تنبأ بخبر وفاته كان يوم رحيله يقع بين يومين أحداثهما سجلها التاريخ بكتابة وهو يوم الخميس قبل وفاته والسبت بعد وفاته يوم الخميس نعي خبر وفاة العقيد الليبي معمر القذافي وانشغل الاعلام المرئي والمقروء بهذا الحدث التاريخي واستمر حتى يوم السبت أي بعد وفاة أنيس بيوم حتى نعي خبر وفاة ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي من خلاله استمر الاعلام بشكل عام بانشغاله بهذا الخبر وكان خبر وفاة أنيس منصور الذي أتى بين الحدثين ان صح التعبير قد نقول (مر مرور الكرام) وما حصل مع أنيس منصور بوفاته يذكرني بما حصل مع الأديب المصري مصطفى المنفلوطي الذي توفي 12 يوليو 1924م في يوم محاولة اغتيال الزعيم سعد زغلول فانشغل الناس بتلك الحادثة ولم يلتفتوا كثيراً الى وفاة المنفلوطي كما ينبغي وكذلك يذكرني بما حصل مع الكاتب والشاعر الانكليزي ألدوس هكسلي (Aldous Huxley) الذي توفي 22 نوفمبر 1963م في اليوم نفسه الذي اغتيل فيه الرئيس جون كينيدي وانشغل الناس بحادثة اغتيال الرئيس وبهذا ندرك أن مصطفى المنفلوطي وألدوس هكسلي وأنيس منصور قدر خبر وفاتهم كان متشابهاً من حيث انشغال الإعلام والناس بخبر آخر.
ومن هنا وداعاً يا أنيس منصور فقد فارقت الحياة ولم يعلم أحد بذلك ولم يهتموا كذلك وبالفعل كان لك من اسمك النصيب الكبير فقد كنت ومازلت أنيساً لخير جليس بمؤلفاتك التي سنحتفظ بها كاهتمامنا بأنفسنا وأسأل الله العلي العظيم أن يرحمك برحمته.
«نقطة أخيرة»
مختارات من أقوال أنيس منصور:
1 - في الأفلام القديمة تظهر شوارعنا نظيفة... فقد كنا أكثر نظافة من الآن.
2 - الله خلق لنا فما واحدا وأذنين لكي نسمع أكثر!
3 - كل حب له عمر افتراضي... إلا حبك لنفسك.
4 - ندمت على أن ليس لي ابنة فلما رأيت البنات ندمت على انني ندمت.
5 - وحياتك كلهن سواء: الحاصلة على شهادة الدكتوراه والحاصلة على شهادة الميلاد.
6 - سوف يبقى الفشل مرا.. اذا لم تبتلعه!
7 - العاقل يستفيد من أعدائه، الغبي لا يستفيد من أصدقائه.
Twitter:@bnmte3
Bnmte3@hotmail.com