05-02-2017, 02:11 AM
|
رقم المشاركة : 68
|
|
66)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ل) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 264 - 267 ) :
وقال ابن القيم رحمه الله متحدّثا
عن أنواع التوكّل [ الفوائد
( ص 211 - 213 ) ] :
" التَّوَكُّل على الله نَوْعَانِ :
أحدهمَا : توكُّلٌ عليه فِي جلب حوائج العَبْد وحظوظه الدُّنْيَويَّة ، أَو دفع مكروهاته ومصائبه الدُّنْيَوِيَّة ،
والثَّاني : التَّوَكُّل عَلَيْهِ فِي حُصُول
ما يُحِبُّهُ هو ويرضاه من الإيمان واليَقين والجهاد والدعوة إليهِ .
وبين النَّوْعَيْنِ من الفضل
ما لَا يُحْصِيه إلَّا الله ،
فَمَتَى توكّل عَلَيْهِ العَبْد في النَّوْع الثَّانِي حَقَّ توكُّلِه كَفاهُ النَّوْع الأول تَمام الْكِفَايَة .
ومَتى توكّل علَيهِ في النَّوْع الأول
دون الثَّانِي ،
كَفاهُ أَيْضا ،
لَكِن لَا يكون لَهُ عَاقِبَة المتَوَكّل عليه فيما يُحِبّهُ ويرضاه .
فأعظم التَّوَكُّل عَلَيْهِ :
التَّوَكُّل في الهِدايَة ،
وتَجْرِيد التَّوْحِيد ،
ومتابعة الرَّسُول صلَّى الله عليه وسلم ، وَجِهَاد أهل الْبَاطِل ،
فَهَذَا توكّلُ الرُّسُل وخاصة أتباعهم .
التَّوَكُّل تَارَة يكون توكّل اضطرار وإلجاء ،
بِحَيْثُ لَا يجد العَبْد ملْجأ ولَا وَزَراً
إلَّا التَّوَكُّل ،
كَما إذا ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْأَسْبَاب ،
وضاقَتْ عليْهِ نَفسُه ،
وظنّ أَن لَا ملْجأ من الله إلَّا إِلَيْهِ ،
وهَذَا لَا يتَخَلَّفُ عَنهُ الفرج والتيسير ألبَتَّةَ .
وتارَة يكون توكّل اخْتِيَار ،
وذَلِكَ التَّوَكُّل معَ وجود السَّبَب المفضي إِلَى المُرَاد ،
فإن كَانَ السَّبَب مَأْمُورا بِهِ ،
ذُمَّ على تَركه ،
وإِن قامَ بالسَّبَب وَترك التَّوَكُّل ،
ذُمّ على تَركه أَيْضا ، فَإِنَّهُ وَاجِب بِاتِّفَاق الأمة وَنَصّ الْقُرْآن ،
والوَاجِب القيام بهما
والجمع بَينهمَا .
وإِن كَانَ السَّبَبُ مُحرَّما ،
حَرُمَ عَلَيْهِ مُبَاشَرَته ، وتوحَّدَ السَّبَب فِي حَقه فِي التَّوَكُّل ،
فَلم يبْق سَبَب سواهُ ،
فَإِن التَّوَكُّل من أقوى الْأَسْبَاب فِي حُصُول المُرَاد وَدفع الْمَكْرُوه ، بل هُوَ أقوى الْأَسْبَاب على الْإِطْلَاق .
وإِن كَانَ السَّبَب مُبَاحا ، نظرت :
هَل يُضْعِفُ قيامُك بِهِ التَّوَكُّل
أَو لَا يُضعفهُ ؟
فَإِن أضعفه وفَرَّق عَلَيْك قَلْبك
وشتَّتَ همَّك ،
فَتَركُه أولى ،
وَإِن لم يُضعفهُ فمباشرته أولى ،
لِأَن حِكْمَة أحكم الحَاكِمين اقْتَضَتْ ربط المُسَبَّبِ بِهِ ،
فَلَا تُعطِّل حكمته مهما أمكنك القيام بها ، ولَا سِيّمَا إِذا فعلته عبوديّة ،
فَتكون قد أتيت بعبوديّة القلب بالتوكّل ، وعبودية الجَوَارِح
بِالسَّبَبِ الْمَنوِيِّ بِهِ القُرْبَة " .
وكل مخلوق فهو فقير إلى الله فقر عبودية ، وفقر تدبير ، وحفظ ،
ورزق ، وكفاية ، وسَداد ، وهداية ،
قال تعالى :
{ يا أيُّها النّاس أنتم الفقراء إلى اللهِ واللهُ هو الغنيُّ الحميد }
[ سورة فاطر : 15 ] .
قال ابن القيم رحمه الله [ شفاء
العليل ( 2 / 739 - 740 ) ] :
" حقيقة الأمر : أن العبد فقير إلى الله
من كل وجه وبكل اعتبار ،
فهو فقير إليه من جهة ربوبيته له ،
وإحسانه إليه ، وقيامه بمصالحه ،
وتدبيره له ، وفقير إليه من جهة إلهيته
وكونه معبوده وإلهه ومحبوبه الأعظم ،
الذي لا صلاح له ولا فلاح ولا نعيم
ولا سرور إلا بأن يكون أحب شيء إليه ،
فيكون أحب إليه من نفسه وأهله
وماله ووالده وولده ،
ومن الخلق كلهم .
وفقير إليه من جهة معافاته له من أنواع البلاء ،
فإنه إن لم يعافِه منها ، هلك ببعضها .
وفقير إليه من جهة عفوه عنه ،
ومغفرته له ،
فإن لم يعفُ عن العبد ويغفر له ،
فلا سبيل إلى النجاة ،
فما نجى أحد إلا بعفو الله ،
ولا دخل الجنة إلاّ برحمة الله " .
والخوف دليلُ حياةِ قلبِ صاحبِهِ ،
وصحة إيمانه ،
قال ابن القيم رحمه الله [ مدارج السالكين ( ص 319 ) ] :
" وفي مراقبة العاقبة :
زيادة استحضار المخوف ،
وجعله نصب عينه ،
بحيث لا ينساه ،
فإنه وإن كان عالما به لكن نسيانه وعدم مراقبته يحول بين القلب
وبين الخوف ،
فلذلك كان الخوف علامة صحة الإيمان ، وترحُّله من القلب
علامة ترحل الإيمان منه " .
يتبع -----------
التوقيع - أسامة الدخان |
يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -
طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل
الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل
--------------------------
حسابي في تويتر
@ABO_SANAD666
|
|
|
|