28-07-2014, 07:17 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
|
ريغن المتحدث الماهر
ريغن المتحدث الماهر
بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @ahmad_alburaiki
في عام 2005، استفتت قناة ديسكفري الشعب الأميركي عن أعظم شخصية أميركية على الإطلاق، فكانت النتيجة حصول «رونالد ريغن» على اللقب.
هو الرئيس رقم 40 للولايات المتحدة ورئيسها خلال حقبة الثمانينيات من القرن العشرين، ويعتبره الأميركيون بطل الحرب الباردة وعرّاب سقوط ما يسمى باتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية، ويُعد رونالد ويلسون ريغن وهو اسمه الكامل أكبر رؤساء أميركا عمراً حينما تم انتخابه عام 1981، وكان عمره سبعين عاماً، وبرغم فضيحة «إيران-كونترا» التي هزّت المجتمع الأميركي في منتصف الثمانينيات، وحادثة مكوك الفضاء تشالنجير الذي تحطم أمام مرأى الجماهير، وتواطئه في لعبة أحداث الرهائن الأميركيين في إيران لإسقاط غريمه «كارتر».. فإنه كان على الدوام يسرق الأبصار ويلهب النفوس من على منابر «المايكروفونات» التي كان يطل بها على الأميركيين، ربما كانت مهنته الأولى كممثل هوليودي ساعدته في ذلك، وربما كان الذكاء والقدرة على استخدام كل ما ينفذ لصدور الناس.. حتى أجمعت أمة الواشنطن على تسمية مطار البلاد الوطني باسمه.
وبالرغم من الصيت الذائع بأنه من أشهر الرؤساء مهارة في الحديث، من خلال إذاعيّاته الموجهة للشعب الأميركي فإنه كثير زلات اللسان، التي كادت تعصف بعلاقات الولايات المتحدة مع كثير من الدول، ولا ينسى الأميركيون وشعوب العالم تلك الحادثة في صيف عام 1984 عندما أعلن «مازحا» وبشكل فجائي بأنه وقّع مرسوما يقضي بمحو الاتحاد السوفييتي من على الخارطة في غضون خمس دقائق!، فطار حديثه عبر الأثير إلى كل قنوات التلفزة، ليحبس العالم أنفاسه ولو لدقائق معدودة قبل أن تتضح الأمور بأنها مجرد مزحة ثقيلة.
لكن في المقابل كان يملك من الكلمات الخطابيّة المؤثرة والشديدة القادرة على تحريك الرأي العام، منها ما قاله عندما تم طرح مشروع الإجهاض في الكونغرس، وهو من أشد المعارضين له، فقال: «لقد لاحظت أن كل من يدعون للإجهاض قد وُلِدُوا بالفعل». بدأت نهايته في عام 1994عندما هاجمه مرض الزهايمر وهو في سن متأخرة فاقت الثمانين عاماً، فألقى للشعب الأميركي خطاباً مفتوحاً بنبرته التي لا تخلو من التفاؤل: «إنني أدرك الآن أنها بداية الرحلة التي ستقود إلى لحظة غروب حياتي، لكنني على يقين أنه بالنسبة للأميركيين فإن هناك فجرا دائما في الأفق».. توفي ريغن في الخامس من يونيو عام 2004 بمزرعته الخاصة في (بلاير) في كاليفورنيا، وهو في الثالثة والتسعين من العمر، ليكون بذلك ثاني أطول الرؤساء الأميركيين حياة.
التوقيع - أحمد مبارك البريكي |
....
أحمد مبارك البريكي، من النوع الذي يحرص كثيراً على جمال مقالته، فبعد أن يكتبها يعلقها على الحائط ويتراجع إلى الخلف خطوات ليراها عن بعد، ثم يعود ويضع بعض التعديلات الخفيفة، قبل أن يقدمها للزبائن… وأشهد أن ذائقته فرنسية رائعة.
البريكي تابعوه وسأبحث معكم عن أزهار الصحافة الزاهية الألوان بعد أن كثر الشوك، ولكم علي أنني كلما وجدت زهرة سأصرخ وأنا أشير إليها: «هذه واحدة… فاستنشقوها».
....
محمـد الوشيحــي |
|
|
|