السلام عليكم
على من يريد ان يتعلم علم السلالات الحذر من هذه الافتراضات:
1- للقبيلة جد واحد:
هذا افتراض خاطىء...فبحسب آخر نتائج الحمض النووي لا يوجد قبيلة لها جد واحد , فكل القبائل العربية اليوم عبارة عن سلالة رئيسية وسلالات أخرى فرعية متداخلة عبر التاريخ (مئات أو آلاف السنين) واصبحت جزءا من بعضها البعض واخلطت دمائنا مع دمائهم بالمصاهرة والنسب لا يزيدونا ولا نزيدهم في شيء الا في تقوى الله...فإياكم والتمسك في العصبية فوالله ما ظهر هذا العلم لهذا الشيء وانما هو فضول لا أكثر ولا أقل...ولا ينس أحدكم أن القرابة في الدم خرافة لها ما يخالفها في الواقع الاجتماعي كالتنازع الذي يحصل بين الاهل او الاخوة او الاسر بسبب مال او ميراث او غيرها من الامور الشخصية وهو ما يعني ان عصبية الدم شيء لا معنى له على الاطلاق..فاتركوها فإنها نتنة....كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- الاختلاف بالسلالة يعني عدم وجود قرابة دم.
هذا خطأ فادح آخر...لان فحص السلالة الذكرية هو تتبع العلامات على كروموزوم واحد فقط من بين 46 كروموزوم!......فمثلا لو كان محمد سلالته الذكرية j1e وأحمد سلالته الذكرية r1a وهم من قبيلة واحدة... فهذا اختلاف بينهما في السلالة الذكرية فقط .. أي في كروموزوم واحد من بين 46 كروموزوم آخر لا زالت تنتظر الاختبار بين الرجلين احمد ومحمد .. فبسبب التصاهر طويل المدى عبر السنوات الطويلة بالانتماء لقبيلة واحدة أو فخذ واحد فقد تكون باقي الكروموزومات متشابهة بين أسرة أحمد وأسرة محمد بشكل شبه متطابق فلا يكون هناك اختلاف الا في الكروموزوم الذكري فقط...بمعنى ان الجد r1a أو j1e ضاعت ملامحهما في الأحفاد عبر مئات السنين وتكونت قبائل وأحفاد متشابهين بالدم واللحم ولا يختلفون الا في كروموزوم واحد فقط.....لذلك فلو كان هناك شخص ثالث اسمه جاسم سلالته j1e من قبيلة أخرى فهذا لا يعني أنه أقرب لمحمد من أحمد...فلو تم فحص باقي الكروموزومات الـ46 فقد يتضح تشابه أحمد ومحمد في كثير من الانماط وتباعد جاسم عنهما رغم تشابهه بالكروموزوم الذكري الوحيد مع محمد.
3- المشجرة الجينية يتم قراءتها كمشجرة الأنساب.
هذا خطأ فادح ايضا يقع فيه بعض الاخوة عندما ينظرون الى المشجرات الجينية .. فهي في شكلها تشبه مشجرة الأنساب ولكنها تختلف عنها في من حيث البعد والقرب بين كل شخصين وكلما زادت عدد العينات كلما كانت اكثر دقة....بالاضافة الى اننا لا نعرف كل جد متى تزوج ومتى أنجب أبنه ولا نعرف ان كان هذا ابنه الأصغر أم الأكبر وبالتالي تختلف الأجيال من شخص الى شخص...فبعضنا تتزايد أجياله بسبب سلسلة طويلة من الزواج المبكر والانجاب المبكر...وبعضنا الآخر تقل أجياله بسبب الزواج المتأخر او الانجاب المتأخر...لذلك فقد يكون شخصين من نفس القبيلة متباعدين في المشجرة والعكس صحيح ايضا...وعموما تنطلق اغلب الحسابات من فرضية ان الجيل 33 سنة...وهو المعيار الشائع في العالم لحساب الأجيال....يبقى هذا العلم حديث وسيتطور يوما بعد يوم ونكتشف تحورات أصغر تؤدي الى نتائج أكثر دقة.
4- لا يفحص الا من يشك بأصل قبيلته!
هذا افتراض مسبق خاطىء ايضا...لأن الفحوص بدأت بأكثر الأنساب صراحة كآل البيت والهاشميين والقريشيين الذي يملكون مشجرات صريحة وكذلك باقي القبائل العربية .. وفي الحقيقة الخبرة علمتني ان من يفحص هو الأكثر ثقة بنفسه! ..لا اقصد هنا ثقته بأصله! لأنه لا يعترف بالأصول اصلا...ولكنه يثق بأخلاقه وقيمه بحيث لا تؤثر النتيجة في تقديره لذاته......بل يتميز من يفحص بخصلة أخرى هي عدم عنصريته لأنه أقبل على الفحص غير عابىء بالنتيجة بعكس العنصريين الذين فحص بعضهم فأظهر الفحص ما كان خافيا بقلوبهم من عنصرية تجاه الآخرين الذين وجدوا انفسهم قريبين ممن يكرهون أو انهم وجدوا انفسهم من سلالة خارج الوطن العربي كلية وهو ما عذبهم نفسيا بعد ذلك .. والحقيقة ان النتيجة لا تعذب الا العنصري الذي يرى الناس طبقات .. فلو صلحت سريرته لما ازعجته نتيجته لثقة المؤمن ان الناس سواسية .. والفحص ليس الهدف منه فقط اثبات او نفي النسب بقدر ما انه يضع القبيلة في خط معين مع باقي سلالات وشعوب الارض وكذلك يمكن من خلال الفحص مطابقة الموروث الاجتماعي والأدلة التاريخية مع نتائج الحمض النووي .. الفحص ما هو الا مسايرة للجو العالمي الملىء بالفضول لمعرفة خط سير الهجرات وغيرها من المعلومات التي لا يمكن معرفتها الا بعمل الفحص...الدافع البشري الذي يدفعك للفحص هو نفسه الدافع الذي جعل الدول المتقدمة تنفق المليارات لارسال رجال الى فراغ الفضاء...انه الفضول البشري فقط...
5- الانشغال بالنسب القريب (الأفخاذ) وترك النسب البعيد (قبائل عهد الرسول والصحابة):
هذا فخ آخر وقع فيه بعض الأخوة بالاهتمام بتفصيلات مدى قرابة الأفخاذ لبعضها.....أو مدى قرب قبيلة لقبيلة أخرى....فأشغلوا انفسهم بجدال بيزنطي مع ابناء عمومتهم لا طائل منه...فالحمض النووي يمنحنا مئات وآلاف السنين من الالتقاءات...فلنستغل ذلك لمعرفة النسب البعيد للقبيلة...كمناقشة مدى انتماء بعض افخاذها لبني سليم مثلا او طيء او الخزرج وترك الأنساب القريبة التي لا داع لها...لان علم الانساب باختصار ماهو في حقيقته الا افتخار بما فعله أبي وجدي...ثم اثبات بأنني انتمي لذلك الدم...اذن انا أحمل نفس تلك الصفات البطولية!! فالأمر سخيف للغاية...لذا أرى الانشغال بنسب القبيلة البعيد أفضل....وترك النزاعات الداخلية...والاستفادة من الحمض النووي بما يزيد لحمة الأمة الاسلامية والبعد عما يفرقها.
واذا وجدت اي افتراضات اخرى سأضيفها