21-01-2015, 10:40 PM
|
رقم المشاركة : 385
|
|
رثائيات..
بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @ahmad_alburaiki
«أكره غيابك وأنت تدري اذا غبت
أشتاق لك شوق الكويتي لـ(جابر)»
«صدق الشاعر ورحم اللـه جابر». مرت على الكويت الذكرى التاسعة لرحيل أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب اللـه ثراه، والذي اعتلى حبا عرش قلوب أهل الكويت فصار رمزا وضميرا لهم. أتذكر جيدا يوم عودته من رحلة العلاج في يوم من أيام الشتاء، فاحتشد وقتها الشعب بكل أطيافه مصطحبين صغارهم على أرصفة الطرقات الممتدة الى قصر دسمان لتحيته ولفرحتهم بعودته رغم البرد القارس، فقال يومها بأبويته العفوية: «أنا بالي ويا الأطفال عسى ما يمرضون من البرد».. الكاتب الصحافي الأستاذ مأمون فندي كتب يوم رحيله مقالة معلم في رثاء الشيخ جابر وعنونها (رحيل رجل غير معنى الدولة)، تحدث فيها عن إسهامات ذلك الجبل الشامخ، وقلبه المملوء بحب الكويت في تغيير وجهها السياسي والاعلامي والاقتصادي، لتتحول من دولة صغيرة على الهامش الى بلد يناطح الغلاف الجوي للأرض، وقال مأمون في مقاله المنشور عن غزو صدام للكويت: «ظن صدام حسين أنه سيطر على الكويت حين سيطر على أرضها ورمالها، لكن الكويت في عهد الشيخ جابر أصبحت مجموعة من «كلمات السر» في الحاسبات الآلية في عالم المال، الكويت في عهده لم تعد هي الأرض فقط، أصبحت الدولة أكبر من الأرض، فرغم أهمية الأرض، الا أن دولة الكويت تحولت الى شيء أشبه بالطائرة، أقلعت عن الأرض وحلقت في الفضاء لمدة سبعة شهور، ثم عادت بعد التحرير سالمة، وعاد الشيخ جابر أميرا لها، وجود الكويت، ككيان دولي وعالمي، لم يعد فقط مرتبطا بالأرض، وانما تخطت كدولة الحدود الجيو سياسية الى حدود مالية واعلامية، تمددت الدولة وخلقت أمنها خارج حدودها، هذا ما جعل الكويت محل اهتمام الدول العظمى التي حركت جيوشها من أجل تحريرها، سياسة الشيخ جابر كانت أساسية في إنقاذ الكويت، كانت هي التي هزمت عقلية صدام التقليدية التي ترى أن السيطرة على الأرض تعني السيطرة على الاقتصاد، وعلى الحكم، وعلى الشرعية، احتلال 90 وكذلك تحرير الكويت، أثبتا تفوق عقلية الشيخ جابر على عقلية صدام القادمة من عالم غزو الأراضي»..
واليوم ونحن في العام 2015 ميلادي، يرى الشعب الكويتي الذي جبل على حب حكامه الأحياء منهم والأموات، كيف تعبث حكومتنا باسم (جابر)، وتجرح مشاعر الكويتيين بلا مبالاة ولا شعور، جسر جابر ظل طي أدراج الاهمال، وكل يوم هو في مناقصة ومزايدة وشأن، مستشفى «جابر» سوته الحكومة الموقرة حفرة في الأرض وأدارت ظهرها عن تلكم الحفرة، بنك جابر كان صرحا فهوى، مطار جابر طار قبل أن يبنى.واستاد جابر الرياضي انتهى بهذا الكم التراشقي البغيض الذي هوى برياضتنا الى السحق، فلم يعد مكانا صالحا للعبة كرة القدم فتحول الى ميدان معركة للعبة كرة السياسة.
***
رحلت آمنة «الكروان».. والأستاذة فاطمة. وضمير أبلة حكمت، رحلت من تغنت على هاتف السماعة.. «ألو ألو احنا هنا ونجحنا أهو في المدرسة.. بارك لنا وهات لنا وياك هدية كويسة، ألو ألو ألو إحنا هنا».. وبنت الناس ذات وجه القمر. رحلت من اكتست معها أيامنا الحلوة رداء حكاية العمر كله.. انطفأت شمس نوال فتاة القطار وقاضية الغرام التي وقعت في حبال «حلو وكداب».. صدفة. رحلت فاتن.
التوقيع - أحمد مبارك البريكي |
....
أحمد مبارك البريكي، من النوع الذي يحرص كثيراً على جمال مقالته، فبعد أن يكتبها يعلقها على الحائط ويتراجع إلى الخلف خطوات ليراها عن بعد، ثم يعود ويضع بعض التعديلات الخفيفة، قبل أن يقدمها للزبائن… وأشهد أن ذائقته فرنسية رائعة.
البريكي تابعوه وسأبحث معكم عن أزهار الصحافة الزاهية الألوان بعد أن كثر الشوك، ولكم علي أنني كلما وجدت زهرة سأصرخ وأنا أشير إليها: «هذه واحدة… فاستنشقوها».
....
محمـد الوشيحــي |
|
|
|