(العبــــــــــسى والعـــــــــــوازم)
الشاعر: صلاح بن صالح العازمي يرحمه الله إحدى رجال العوازم الذين قضوا حياتهم بالتنقل والترحال داخل وخارج الجزيرة العربية حاملاً معه الصفاة الحميدة التي تتمثل بها قبيلته الكريمة وهو الذي خرجه من صلبه والدة شيخ قبيلة (عبس) العدنانية، الشيخ راشد بن أحمد بن راشد الخشمي العبسي.
يقول الاستاذ الفاضل: محمد بن راشد بن أحمد الخشمي العبسي:-
من شيوخ العوازم الشاعر الشيخ/ صلاح بن صالح العازمي- رحمه الله- من مواليد الجزيرة العربية عام 1819م حيث توفى عن عمر 86عام (ستة وثمانون عاماً) في دخول الانجليز في منطقة البحر الأحمر.
* رحلاته :- تنقل الشيخ العازمي في منطقة الجزيرة العربية طلباً وراء الرزق ثم تنقل بين شواطئ وسواحل شرق أفريقيا من مصر والسودان والحبشة واستقر به المقام بين جزر دهلك وفرسان فكان في ذهاب وإياب بين فرسان وجزيرة دحل التي يسكن بها مجموعة من بيوت عبس والعوازم والبيوت الأخرى، وقد أمتلك عدة سفن بحرية للغوص وصيد الأسماك.
* خلقه وكرمه: كان الشيخ صلاح صاحب خلق عظيم ورأي سديد فكان يقوم بتزعم حل القضايا بين جماعته وأهل الجزيرة بصفة عامة وكان صاحب كرم وجود في منزله أو في عمله ف هو يستقبل الضيف في البر أو في البحر، حيث يضرب به المثل في إيواء الضيف وإغاثة الملهوف من التعب والحر، حيث يقول العامة ويرددون من بعدهم الآخرين بهذا المثل (يا صلاح الحقني والرمضا كلتني).
"تعليمه: كان حافظ القرآن الكريم وكان لديه مصحف يقرأ فيه القرآن الكريم.
"شعره: صلاح العازمي شاعر شعبي جيد اسلوبه في الشعر من أشعاره التي عرفناها من ابنته الجدة سلمى بنت صلاح: يقول في قصيدته الموسومة ذاكراً بعض القرى التي مر عليها في شرق أفريقيا باحثاً عن أبناء عمومته في تلك الديار: -
باشري واوسه وداسيت ودعيلي
علهن وبل الحيا من كل جالي
ريح الزراع والظفن الجفيلي
من كرامة شيخهم من مدوالي
يأهل المعروف من يذكر عميلي
في اليمن نزال وإلا في الشمالي القصيدة الماضية قالها عندما نزل الشيخ صلاح في سواحل شرق أفريقيا بين وعند أهالي قرى باشري، واوسة، وداسيت، ودعيلي وتكرم عند مشائخ هذه القرى.
وكان في مروره على هذه القرى يبحث عن بعض أبناء عمه وبإعتقادي أنه كان يبحث عن جماعته محمد بن نافع العازمي وسالم بن نافع العازمي وابنته الذين سمع عنهم أنهم توجهوا إلى شرق أفريقيا ولكنه لم يجدهم في السواحل والقرى التي وصل إليها حيث أنهم وصلوا إلى فرسان من جهة صبيا في المملكة العربية السعودية وفي القصيدة تالية للشاعر صلاح:-
ستة وعشرين ليلة عن ديار اللي مويدين
لا غلقت أربعين القلب زوع عن مكانه
أمشي سوات الخبل واللي يراني قال مسكين
عزاه يا حالة المسكين ما تعرف شطانه
وأنا تنويت والسنبوك ما غلق تمامه
وهيا تنوي لأهلنا اللي يقولون يا مسيكين
اللي ليا بين الزاروق يعجبهم بيانه
وإن كان سلمى شديد تغز بيرق حيث ما بين
(وتقــــــــــــول يا مرحبــــــــــا ** يالي حـــــــــــلاوة يا لســــــــانه)
هذه الأبيات السابقة من قصائد صلاح العازمي لم نجد:-
للأهل والأحباب حيث إنه يذكر إبنته سلمى أم راشد التكملة لها وهي تدور حول الغربة والسفر والشوق
ولصلاح العازمي عدة محاورات مع الشعراء ولكن في بيت القصيدة وهذا يأتي عن حبه الشديد لها
راشد أحمد، أن كان شاعر يدعي (دواس) ويطلقنجد إلا الشئ اليسير عن هذا الشاعر يروي لي الوالد
له مع صلاح محاورات قال صلاح العازمي في قصيدته عليه دواس الكويتي لا أعرف من أي القبائل؟ وكان
بأسلك عن رجال معه بنيتين
وورع مع رجال ياكل من عشاه
رجال طيب مثل نور القبلتين
ولنقصف عمره قليل اللي بكاه
قال الشاعر دواس الكويتي الذي يحاوره:-
الزرف والبندق تمام الصنعتين
واللي تصيبه يا صحيبي وأعاناه
قال صلاح العازمي:-
أخطيتها وأحترت بين الحريتين
يا عارف المعنى ولا تمشي سناه
وفي أعوامه الأخيرة كف بصره وأصبح الشيخ صلاح العازمي كفيف البصر ترافقه عصاته وذهب يطلب العلاج في أيام ايطاليا إلى مدينة اسمرا (عاصمة اريتريا حالياً) فقد وجدنا له بعض الأبيات من قصائد لم نجدها إلا ذلك اليسير من الأبيات: يقول الشاعر صلاح العازمي في قصيدته متذكراً الماضي والأيام التي كان فيها بصيراً قبل فقدانه البصر:
المسعد إللي يم طلعات النجوم
وفي اسمرا نازل ولا عنده خلاف
يبني كما ما يبتني بيت الهدوم
وينبني قصر ويعـــــلي بالطنــــاف
ويقول كذلك :-
عصايتي جات أسمرا وجبالها
قالت علامك جبتني عن ديرتي
في الديـــــــــــرة اللـــــــــــــي
ما نعــــــــــــرف أســـــــــــــــلافها
وقال كذلك وهو على السرير مريض يعاني من المرض متزهداً في قصائده رحمة الله عليه:-
الموت يوعد لنا هنيه في حراويه **ينصك باب العرب والموت ما ينصك بابه
وأجعل قبره تجيه ضيات وفيه نور يضويه **يكفينه شر ضكاته وتوسعلي جنابه
حتى لبا من مات قالوا يرحم من بدا فيه **يا ناس هذا كلام العازمي غني وجابه
وقد تزوج صلاح العازمي من ابنة سالم بن نافع وهي سلوم بنت سالم بن نافع العازمي رحمة الله عليهما، وانجب بنتين سلمى صلاح صالح العازمي (أم راشد أحمد راشد) أخرى وماتت معه رحمة الله عليهما جميعاً ومازالت أم راشد على قيد الحياة وهي تروي بعض الأشعار عن والدها رحمة الله عليه. وقد رويت لنا قصة حقيقية عندما توفى والدها ودفن في مقبرة في جزيرة حارات إحدى جزر دهلك كرامة لشيخ.. من تلك القصة أن وجدوا الذين كانوا يدفنون الشيخ في القبر وعندما هم في أثناء الحفر وجدوا أحجار سكر والذي يدعونه (سكر نبات) وجدوا ذلك مختلط بالأحجار وذهبوا به إلى أحد العلماء وقال لهم إن ذلك من كرامات العازمي التي كرمه بها الله تعالى.. توفى عن عمر 86 عام في دخول الانجليز إلى الحبشة، كان راشد بن رشيد بن راشد الخشمي مصاهر صلاح العازمي حيث تزوج عم بنت صلاح وهي حمدة بنت محمد العازمي التي أتى بها صلاح من فرسان. وصاهر أحمد بن الخشمي وتزوج سلمة بنت صلاح وأنجب الوالد:
إعداد وجمع،،
الأستاذ ؛ محمد بن راشد بن أحمد بن راشد الخشمي العبسي ، فرسان (10/9/1418هـ)
الكاتب
عبدالله الهران