تلاشي الهوية التاريخية
مقال : باتل عبدالله ضميد العازمي
فيما مضى تعودنا ونحن صغار أن نجلس مع ابائنا واجدادنا ، ونسمع القصص والروايات عن أشخاص وضعوا بصماتهم في تاريخ هذا البلد الحبيب ، وقد اذكر بعض الأسماء التي تحدثوا عنهم وعن ادوارهم البارزة في بناء المجتمع الكويتي وتطوره وتماسكه ، من رجال ونساء ، فأصبحوا صرحاً في تاريخ هذا المجتمع ، ومنهم عبدالله العسعوسي ، فهد يوسف الدويري ، حولي مرزوق بوحقطة ، عبدالله خلف الدحيان وغيرهم الكثير من الشخصيات ، ولا ننسى دور المرأة الكويتية ايضاً في مجتمعنا مثل بيبي السالم ، مريم عبدالملك الصالح ، والكثير من النساء الاتي لا تحظرني أسمائهم ، وبعد هذه السنين أصبحت ذكراهم خالدة لدى من عاصرهم من اجدادنا وآبائنا ، فهم أساس المجتمع الكويتي ومن سبقهم بذلك .
مع تطور العلم والحضارة في الكويت ، تلاشت ملامح الهوية التاريخية شيئاً فشيئاً ، حتى وصلنا بالنهاية لعدم المبالاة والاهتمام بمن صنعوا تاريخنا ، فأجدادنا وآبائنا عاشوا في هذه الحقبة ، عندما نهضت دولة الكويت وآلت لما هو عليه الآن ، كل هذه الجهود المبذولة أصبحت تتلاشى ، فعندما تسأل شاب عن بعض الشخصيات التاريخية ، لا يعلم من هم وماذا كان دورهم في مجتمعنا ، مجرد أناس عاشوا على هذه الأرض وانتهى بهم المطاف في القبور ، ولا يعود هذا التصرف على فئة الشباب ، فكل فرد في هذا المجتمع مسؤول عن الرعيل الأول ، الاهتمام بهم والتواجد معهم ورعايتهم ، فهم من تبقى من هذا التاريخ المتلاشي المتهالك ، لما نمحو هويتنا التاريخية ؟ أهذا هو التحضر ومواكبة العصر ؟
كم أشتاق الى تلك الأيام ، وكم افخر بإنجازات اجدادنا ، فنحن مجتمع منذ القدم كان اهتمامنا الأدب والفن الشعبي والاقتصاد والكثير من المجالات التي ساهمت في بناء مجتمعنا ، لا نجعل الحضارة تنسينا هذه الفئة بل يجب المحافظة عليها ، وتقديم يد العون في جميع المجالات . حفظ الله دولتنا الحبيبة الكويت وأسال الله العلي العظيم ان يديم علينا المحبة وروح التعاون .