انا من محبي التاريخ الاسلامي منذ اقدم مرحلة التفكير التي مررت بها
كانت من اوائل الكتب التي قرأتها هي (( تغربة بني هلال )) وكنت قد صاحبت ابن خالي الذي كان يحب التاريخ العثماني ومن ثم انتقلت العدوى الي واصبحت من عشاق التاريخ الاسلامي وكنت احب ولا زلت التاريخ الجاهلي لقول سيدنا عمر بن الخطاب (( لا يعرف الاسلام من لم يعرف الجاهلية ))
كنت اقرأ بكثرة في التاريخ الجاهلي (( العربي ، والفارسي ، والروماني ، والهندي )) حتى كنت في غالب الامور اقيس بعضها ببعض
وانظر الى المشاركات الانسانية التي تجتمع فيها الامم التي ليس بينها احتكاك
ووجدت لذلك فوائد عديدة وافكار اجمل واعمق واقوى
في سنة 2004 طلب مني بعض الاصحاب ان يكون لنا درس اسبوعي لمادة التاريخ واقترحوا ان يكون الدرس في تاريخ الدولة الاموية لم اكن متهيئا لها لانه باب طويل عريض متشعب
بدأنا ولما وصلنا الى نهاية عهد سيدنا معاوية رضى الله عنه حالت بيننا ظروف السفر لاكمال دراسة الماجستير
بعد مرور وقت قصير اتصل بي صاحب الديوان واخبرني انهم يرغبون مني ان نستأنف تاريخ الدولة الاموية ولكن بشكل جديد يعتمد على السنوات دون ذكر الوفيات والتراجم
بدأنا (( وكانت غلطة انني لم اسجل منها الا مراحل معينة )) وذهب جهد 3 سنوات من التحضير والجهد دون تقييد او تسجيل
فلما انتهينا من التاريخ الاموي (( فرحت من الدرس والتحضير )) وظننت انني تخلصت من (( العبودية ))
لكن صاحب الديوان فتلني بين السنام والغارب حتى اخذ مني عهدا ان نكمل السلسلة في التاريخ العباسي (( ولي حرية التوقف متى اردت )) وظننت انني املك هذا الامر
فلما وصلنا الى نهاية خلافة المتوكل (( اخترت التوقف ))
لكن صاحب الديوان استخدم معي الطريقة ذاتها ففل عزمي وكسر رغبتي في الانتهاء
ولازال المسلسل مستمرا
**************************************
معظم كتب التاريخ تهتم بالجانب السياسي في عرض التاريخ وهي القاعدة الكلية التي يجري عليها التأليف
فلم تهتم كتب التاريخ السنوي الزمني (( بذكر التراجم والتنوع في المعلومات )) الا من باب العرض والغرض السياسي منها
من خلال العرض للتاريخ يمر علينا (( الحروب بين الدول الاسلامية ،، الخوارج ،،،،، فرض الحكم بالقوة ،، الصراع من اجل الملك ))
وغيرها من المشاكل السياسية
لكل مرحلة مشاكلها الخاصة
ولنأخذ مثلا من الدولة الاموية ومثلا من الدولة العباسية
في الدولة الاموية يمر عليك فترة حكم (( عبدالملك بن مروان)) من قتله مصعب بن الزبير وثم قتل عبدالله بن الزبير
ثم حكم الحجاج للعراق وفتنة الخوارج وقتل الحجاج لاكثر من 100 الف انسان صبرا
ومع هذا كانت الجيوش الاسلامية على مشارف الصين شرقا وعلى مشارف الاندلس غربا
في الدولة العباسية فترة خلافة المنصور
بدأت بقتل ابي مسلم الخرساني
ثم فترة ابراهيم ومحمد
ثم قتل اعمامه
ووزراءه
حتى استقامت له الدولة
اذا
من نظر الى التاريخ الاسلامي السياسي فقط دون معرفة الاسباب ونتائجها سوف يشوه صورة التاريخ الاسلامي
ومن خلاله تشويه الدين الاسلامي