08-05-2012, 09:00 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
|
البحث في الركام
بعد ليلة هادئة
في أعماق الصحراء
اخذني فيها النعاس إلى نوم عميق , لم أفق منه إلا بعد بزوغ الشمس 0
عدت منها براحلتي إلى مملكتي عبر أكام وقفار
فدخلت مدينتي التي تعودت العيش فيها ,
مررت من أحد مداخلها, ثم توغلت إلى داخلها : أنها موحشة !
لم أصدق أن هذه مدينتي !
أكاد أجن !
الأسواق مغلقه والحركة ساكنه !
يالها من شوراع منظمه ومباني رائعة : لكنها مهجوره!
ماذا حدث ؟
ماذا حل بأهلها ؟
وهل من أحد ؟
أنادي ؟
لا مجيب !
أرفع صوتي محاولاً مده
فينقطع فجأة !
أتساؤل ماذاحصل لأوتار حنجرتي ؟؟
أضع يدي على حنجرتي والأخرى أعلى شفتي , أرفع صوتي , وأمده رغم ألمي موزعاً نداي في كل أتجاه !!
أصمت
أنصت , أتسمع لرجع الصوت
لا رجع لصوتي !
لاشيء
عدا أزيز وضجيج صوتي !
يالها من أطلال رائعة ومساكن وأماكن أروع !!
..
أمشي كمشدوه تاه في غابة موحشة !
أهوبل
أنادي
يا مساكن , يا أماكن , يا متاجر , يا منابر , يا معابر ,,
ويمررني الطريق على حيها القديم أو القرية المهجورة !
,,
أنها ركام طين , بقايا أخشاب نحلها السوس , عسيب نخل ؛ سبحان الله العسيب لايزال على حاله ولم يتسوس ؟
هذا سر أجهله !
وهذه أيضا بقايا سيقان القمح ؛ في ركام الطين لم تتغير !
سبحان الله
يا أماكن يامساكن ,,, ياديار النازلين الراحلين .
..
فجأة أسمع صوتاً فأنصت !
أتلفت يميناً وشمالاً
لا أحد !
أشاهد منارة قائمة بجانب ركام مباني
أتخطى الركام
أتجه إلى المنارة !
أنها منارة لمسجدٍ
هذه خلوته , وهذا عريشه لايزال
وهذه قبته المرفوعة على الحجرالمقطوع من حجرالصلبوخ !
إن جدرانه لاتزال على سيسانه الحجريه
ياله من بنيانٍ صامد !
أنني أكتشف سراً من أسرار البقاء والوجود !
أدور حول المسجد العتيق , أشاهد حجرة ملاصقة له لم تغيرها السنون
نافذتها إلى الشرق وبابها إلى القبلة
الباب مغلق !
أتفحص بابها
أنه ألواح من الخشب المزخرف بالنقوس الأسلامية
تضبه قوائم أعمدة موسورة ( بالقد )
وبعد تفحصي له
وأثناء انصرافي منه ؛ رغبة في تكملة مسيري , وبحثي في القرية إذا بالباب ينفرج من خلفي
عن صوتٍ جشٍ رخيمٍ متضارب منادياً ( من في الباب )
أسمي على نفسي ( بسم الله )
وإذا با مرأة تخرج من تلك الغرفة قائلة أفلح من ذكر الله !
,,
أنها عجوز
قد انحنا ظهرها ونحل عودها
عليها علامات الرضا والإيمان ,
ملابسها نظيفه,قديمة
لم أرها قط في الاسواق
وبمعصميها مجاول من فضه , وخمارها مسفع ؛ وفي طرحته سلاسل من النيكل !
سألتها : هل أنتي مقيمة هنا ؟
فقالت : الديار قفر وأهلها رحلوا !
,,
بقلم : ناجي العازمي
|
|
|