مدوّنة بلال عبد الهادي
مدونة تهتم باللغة العربية واللغة الصينية وانتاج صاحب المدونة
هذه المدونة الإلكترونية مرتبط من هنا الويب
هذه المدونة الإلكترونية
مرتبط من هنا
الويب
السبت، 27 فبراير، 2016الصين في معجم البلدان
الصينُ من معجم البلدان: بالكسر واَخره نون. بلاد في بحر المشرق مائلة إلى الجنوب وشماليها الترك قال ابن الكلبي: عن الشرقي سميت الصين بصين وبَغَرابنا بغبر بن كماد بن يافث ومنه المثل ما يدري شَغر من بَغَر وهما بالمشرق وأهلهما بين الترك والهند. قال أبو القاسم الزجاجي سميت بذلك لأن صين بن بغبر بن كماد أول من حلّها وسكنها وسنذكر خبرهم ها هنا. والصين في الإقليم الأول طولها من المغرب مائة وأربع وستون درجة وثلاثون دقيقة. قال العازمي كان سعد الخير الأندلسي يكتب لنفسه الصيني لأنه سافر إلى الصبن، وقال العمراني: الصين موضع بالكوفة. وموضع أيضاً قريب من الإسكندرية. قال المفجع في كتاب المنقذ وهو كتاب وضعه على مثال الملاحن لابن درَيد الصين موضعان بالكسر الصين الأعلى والصين الأسفل وتحت واسط بليدة مشهورة يقال لها الصينية ويقال لها أيضاً صينية الحوانيت. ينسب إليها صيني. منها الحسن بن أحمد بن ماهان أبو علي الصيني حدث عن أحمد بن عبيد الواسطي يروى عنه أبو بكر الخطيب وقال كان قاضي بلدته وخطيبها، وأما إبراهيم بن إسحاق الصيني فهو كوفي كان يتّجر إلى الصين فنسب إليها، وقال أبوسعد: وممن نسب إلى الصين أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد الأنصاري الأندلسي كان يكتب لنفسه الصيني لأنه كان قد سافر من المغرب إلى الصين وكان فقيهاً صالحاً كثير المال سمع الحديث من أبي الخطاب بن بطر القاري وأبي عبد الله الحسين بن محمد بن طلحة النعَال وغيرهما وذكره أبو سعد في شيوخه ومات سنة 541، ولهم صيني آخر لا يدرى إلى أي شيء هو منسوب وهو حُميد بن محمد بن علي أبو عمرو الشيباني يعرف بحميد الصيني سمع السري بن خزيمة وأقرانه روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان وغيره. وهذا شيء من أخبار الصين الأقصى ذكرته كما وجدته لا أضمن صحته فإن كان صحيحاَ فقد ظفرت بالغَرَض وإن كان كذباً فتعرف ما تقوّله الناس فإن هذه بلاد شاسعة مارأينا من مضى إليها فأوغَلَ فيها وإنما يقصد التجار أطرافها وهي بلاد تعرف بالجاوة على سواحل البحر شبيهة ببلاد الهند يجلب منها العود والكافور والسنبل والقرنفل والبسباسة والعقاقير والغضائر الصينية. فأما بلاد الملك فلم نر أحداً راَها وقرأتُ في كتاب عتيق ما صورته كتب إلينا أبو دلف مسعَر بن مهلهل في ذكر ما شاهده ورآه في بلاد الترك والصين والهند قال: إني لمارأيتكما يا سيدي أطال الله بقاءَكما لَهِجين بالتصنيف مُولَعين بالتأليف أحببتُ أن لا أخلي دستوركما وقانون حكمتكما من فائدة وقعت إليَ مشاهدتها وأعجوبة رمتْ بي الأيام إليها ليروق معنى ماتتعلمانه السمع ويصبو إلى استيفاء قراءته القلب وبدأتُ بعد حمد الله والثناء على أنبيائه بذكر المسالك المشرقية واختلاف السياسة فيها وتباين ملكها وافتراق أحوالها وبيوت عبادتها وكبرياء ملوكها وحكوم قُوَامها ومراتب أولي الأمر والنهي لدَيها لأن معرفة ذلك زيادة في البصيرة واجبة في السيرة قد حض الله تعالى عليها أولي التيفُظ والاعتبار وكلفه أهل العقول والأبصار فقال جل اسمه " أفلم يسيروا في الأرض " يوسف:109 فرأيتُ معاونتكما لما وَشج بيننا من الإخاء وتوكدَ من الموفة والصفاء ولما نبا بي وطني ووصل بي السير إلى خراسان ضاربا في الأرض أبصرت ملكها والمرسوم بإمارتها نصر بن أحمد الساماني عظيم الشأن كبير السلطان يستصغر في جنبه أهل الطول وتخف عنده موازين، ذوي القدرة والحول ووجدتُ عنده رُسُل قالين بن الشخير ملك الصين راغبين في مصاهرته طامعين في مخالطته يخطبون إليه ابنته فأبى ذلك واستنكره لحظر الشريعة له فلما أبى ذلك راضوه على أن يزوج بعض ولده ابنة ملك الصين فأجاب إلى ذلك فاغتنمت قصد الصين معهم فسلكنا بلد الأتراك فأول قبيلة وصلنا إليها بعد أن جاوزنا خراسان وما وراء النهر من مدُن الاسلام قبيلة في بلد يعرف بالخركاه فقطعناها في شهر نتغذى بالبر والشعير ثم خرجنا إلى قبيلة تعرف بالطخطاخ تغذينا فيها بالشعير والدخن وأصناف من اللحوم والبقول الصحراوية فسرنا فيها عشرين يومأ في أمن ودعة يسمع أهلها لملك الصين ويطيعونه ويؤدون الإتاوة إلى الخركاه لقربهم إلى الإسلام ودخولهم فيه وهم يتفقون معهم في أكثر الأوقات على غزو من بَعُدَ عنهم من المشركين ثم وصلنا إلى قبيلة تعرف بالبجا فتغذينا فيهم بالدخن والحمص والعدس وسرنا بينهم شهراً في أمن ودعة وهم مشركون ويؤدون الإتاوة إلى الطخطاخ ويسجدون لملكهم ويعظمون البقر ولا تكون عندهم ولا يملكونها تعظيماَ لها وهو بلد كثير التين والعنب والزعرور السشوَد وفيه ضرب من الشجر لا تأكله النار ولهم أصنام من ذلك الخشب. ثم خرجنا إلى قبيلة تعرف بالبجناك طوال اللحى أولو أسبلة هَمَج يغير بعضهم على بعض ويفترش الواحد المرأة على ظهر الطريق يأكلون الدخن فقط فسرنا فيهم اثني عشر يوماً وأخبرنا أن بلدهم عظيم مما يلي الشمال وبلد الصقالبة ولا يؤدون الخراج إلى أحد ثم صرنا إلى قبيلة تعرف بالجكل يأكلون الشعير والجلبان ولحوم الغنم فقط ولا يذبحون الإبل ولا يقننون البقر ولا تكون في بلدهم ولباسهم الصوف والفراء لا يلبسون غيرهما وفيهم نصارى قليل وهم صباح الوجوه يتزوج الرجل منهم بآبنته وأخته وسائر محارمه وليسوا مجوساً ولكن هذا مذهبهم في النكاح يعبدون سُهَيلاَ وزحل والجوزاء وبنات نعش والجمد ويسمون الشعري اليمانية رب الأرباب وفيهم دعة ولا يرون الشرَ وجميع من حولهم من قبائل الترك يتخطفهم ويطمع فيهم وعندهم نبات يعرف بالكلكان طيب الطعام يطبخ مع اللحم وعندهم معادن البازهر وحياة الحبق وهى بقر هناك ويعملون من الدم والذاذي البري نبيذاً يُسكر سكراً شديدآ وبيوتهم من الخشب والعظام ولا ملك لهم فقطعنا بلدهم في أربعين يوماَ في أمن وخفض ودعة ثم خرجنا إلى قبيلة تعرف بالبَغرَاج لهم أسبلة بغير لحى يعملون بالسلاح عملاً حسنأ فرساناَ ورجالةَ ولهم ملك عظيم الشأن يذكر أنه علوي وأنه من ولد يحيى بن زيد وعنده مصحف مذهب على ظهره أبيات شعر رٌثي بها زيد وهم يعبدون ذلك المصحف وزيد عندهم ملك العرب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه عندهم إله العرب لا يملكون عليهم أحداً إلا من ولد ذلك العَلَوي وإذا استقبلوا السماء فتحوا أفواههم وشخصوا أبصارهم إليها يقولون إن إله العرب ينزل منها ويصعد إليها ومعجزة هؤلا الذين يملكونهم عليهم من ولد زيد أنهم ذوو لحى وأنهم قيام الأنوف عيونهم واسعة وغذاؤهم الدخن ولحوم الذكران من الضأن وليس في بلدهم بقر ولا معزَ ولباسهم اللبود لا يلبسون غيرها فسرنا بينهم شهراً على خوف ووجل أدَينا إليهم العشر من كل شيء كان معنا. ثم سرنا إلى قبيلة تعرف بتبت فسرنا فيهم أربعين يوماً في أمن وسعة يتغذون البُر والشعير والباقلى وسائر اللحوم والسموك والبقول والأعناب والفواكه ويلبسون جميع اللباس ولهم مدينة من القصب كبيرة فيها بيت عبادة من جلود البقر المدهونة فيها من الحشور وقرون غزلان المسك وبها قوم من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والهند ويؤدون الإتاوة إلى العلوي البغراجي ولا يملكهم أحد إلا بالقرعة ولهه محبس جَرَائمَ وجنايات وصلاتهم إلى قبلتنا. ثم سرنا إلى قبيلة تعرف بالكيماك بيوتهم من جلود يأكلون الحمص والباقلى ولحوم ذكران الضأن والمعز ولا يرون ذبح الإناث منها وعندهم عنبٌ نصفُ الحبة أبيض ونصفها أسوَد وعندهم حجارة هي مغناطيس المطر يستمطرون بها متى شاؤوا ولهم معادن ذهب في سهل من الأرض يجدونه قطعاً وعندهم ماس يكشف عنه السيل ونبات حلوُ الطعم ينوم ويخدّر ولهم قلم يكتبون به وليس لهم ملك ولا بيت عبادة ومن تجاوز منهم ثمانين سنة عبدوه إلا أن يكون به عاهة أو عيب ظاهر. والعدس وسرنا بينهم شهراً في أمن ودعة وهم مشركون ويؤدون الإتاوة إلى الطخطاخ ويسجدون لملكهم ويعظمون البقر ولا تكون عندهم ولا يملكونها تعظيماَ لها وهو بلد كثير التين والعنب والزعرور السشوَد وفيه ضرب من الشجر لا تأكله النار ولهم أصنام من ذلك الخشب. ثم خرجنا إلى قبيلة تعرف بالبجناك طوال اللحى أولو أسبلة هَمَج يغير بعضهم على بعض ويفترش الواحد المرأة على ظهر الطريق يأكلون الدخن فقط فسرنا فيهم اثني عشر يوماً وأخبرنا أن بلدهم عظيم مما يلي الشمال وبلد الصقالبة ولا يؤدون الخراج إلى أحد ثم صرنا إلى قبيلة تعرف بالجكل يأكلون الشعير والجلبان ولحوم الغنم فقط ولا يذبحون الإبل ولا يقننون البقر ولا تكون في بلدهم ولباسهم الصوف والفراء لا يلبسون غيرهما وفيهم نصارى قليل وهم صباح الوجوه يتزوج الرجل منهم بآبنته وأخته وسائر محارمه وليسوا مجوساً ولكن هذا مذهبهم في النكاح يعبدون سُهَيلاَ وزحل والجوزاء وبنات نعش والجمد ويسمون الشعري اليمانية رب الأرباب وفيهم دعة ولا يرون الشرَ وجميع من حولهم من قبائل الترك يتخطفهم ويطمع فيهم وعندهم نبات يعرف بالكلكان طيب الطعام يطبخ مع اللحم وعندهم معادن البازهر وحياة الحبق وهى بقر هناك ويعملون من الدم والذاذي البري نبيذاً يُسكر سكراً شديدآ وبيوتهم من الخشب والعظام ولا ملك لهم فقطعنا بلدهم في أربعين يوماَ في أمن وخفض ودعة ثم خرجنا إلى قبيلة تعرف بالبَغرَاج لهم أسبلة بغير لحى يعملون بالسلاح عملاً حسنأ فرساناَ ورجالةَ ولهم ملك عظيم الشأن يذكر أنه علوي وأنه من ولد يحيى بن زيد وعنده مصحف مذهب على ظهره أبيات شعر رٌثي بها زيد وهم يعبدون ذلك المصحف وزيد عندهم ملك العرب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه عندهم إله العرب لا يملكون عليهم أحداً إلا من ولد ذلك العَلَوي وإذا استقبلوا السماء فتحوا أفواههم وشخصوا أبصارهم إليها يقولون إن إله العرب ينزل منها ويصعد إليها ومعجزة هؤلا الذين يملكونهم عليهم من ولد زيد أنهم ذوو لحى وأنهم قيام الأنوف عيونهم واسعة وغذاؤهم الدخن ولحوم الذكران من الضأن وليس في بلدهم بقر ولا معزَ ولباسهم اللبود لا يلبسون غيرها فسرنا بينهم شهراً على خوف ووجل أدَينا إليهم العشر من كل شيء كان معنا. ثم سرنا إلى قبيلة تعرف بتبت فسرنا فيهم أربعين يوماً في أمن وسعة يتغذون البُر والشعير والباقلى وسائر اللحوم والسموك والبقول والأعناب والفواكه ويلبسون جميع اللباس ولهم مدينة من القصب كبيرة فيها بيت عبادة من جلود البقر المدهونة فيها من الحشور وقرون غزلان المسك وبها قوم من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والهند ويؤدون الإتاوة إلى العلوي البغراجي ولا يملكهم أحد إلا بالقرعة ولهه محبس جَرَائمَ وجنايات وصلاتهم إلى قبلتنا. ثم سرنا إلى قبيلة تعرف بالكيماك بيوتهم من جلود يأكلون الحمص والباقلى ولحوم ذكران الضأن والمعز ولا يرون ذبح الإناث منها وعندهم عنبٌ نصفُ الحبة أبيض ونصفها أسوَد وعندهم حجارة هي مغناطيس المطر يستمطرون بها متى شاؤوا ولهم معادن ذهب في سهل من الأرض يجدونه قطعاً وعندهم ماس يكشف عنه السيل ونبات حلوُ الطعم ينوم ويخدّر ولهم قلم يكتبون به وليس لهم ملك ولا بيت عبادة ومن تجاوز منهم ثمانين سنة عبدوه إلا أن يكون به عاهة أو عيب ظاهر. (3/120)
--------------------------------------------------------------------------------