( الغربه وامارة عشيرج )

[معاندهم]

2/01/2010 جزيرة أم النمل ارتبطت بنواخذة أسرة الغربة أعلام الغوص في بادية شرق وجبلة -

سفن الغوص
اعداد: عبدالله عيسى
امتهن اهل البادية ممارسة الملاحة وركوب البحر من غوص او صيد او لطلب الرزق منذ القدم، ولهم اسطول من السفن يعمل في الغوص على اللؤلؤ منذ اوائل القرن الماضي، وقد اورد المؤرخ سيف الشملان بعضا من اسماء نواخذة قبيلة العوازم من الحي الشرقي والحي القبلي بالكويت ضمن كتابه تاريخ الغوص على اللؤلؤ، كما حوت الموسوعة الكويتية عددا من اسماء النواخذة من اهل البادية ومن قبيلة العوازم بالكويت، كما ذكر الباحث الدكتور احمد الدعيج نواخذة مشاهير من ابناء البادية ونواخذة العوازم وايضا تطرق الباحث المحامي طلال سعد الرميضي الى اعلام الغوص عند قبيلة العوازم خلال قرن (1850 وحتى 1950) وقدّم بحثا تفصيليا عن 84 نوخذة عاملين بمهنة الغوص في الكويت قديما، واكملها بأدوارهم واعمالهم البحرية المتعلقة بمهنة الغوص على اللؤلؤ من حيث بدايتهم والسفن التي استخدموها، آخذا بالاعتبار مصادر المعلومات الموثقة، وفي هذا العدد يتطرق الى نواخذة الغوص من اسرة عريقة في تاريخ الكويت وهي اسرة الغربة
في البداية، قال: من كبار نواخذة الغوص المعروفين النوخذة مهنا الغربة، وهو -المرحوم- مهنا بن سلمان بن نايف بن صاهود الغربة من فخذ المساعدة من بطن غياض. واشتق اسم هذه الاسرة العريقة من حادثة معروفة في تاريخ الكويت، وهي ان اجدادهم الاوائل كانوا من المرافقين لاسرة الصباح الكرام اثناء نزوحهم من قطر واستقرارهم في الكويت قبل تأسيسها، فأطلق العوازم الساكنون فيها عليهم لقب الغربة، وتكتب احيانا القربة، وارتبطت اسرة الغربة بعلاقة تاريخية مع الاسرة الحاكمة في الكويت، وتمثل ذلك في تفويض حكام الكويت لرجال الغربة بشؤون الامن والامان في عشريج والدوحة وما يجاورهما منذ زمن بعيد، وكان اول امير لها هو -المرحوم- عيد بن عبيد الغربة، ثم -المرحوم- سعود بن مهنا الغربة، واخيرا -المرحوم- فهد بن صقر الغربة، الذي استمر في امارته حتى الغاء نظام الامارة في عام 1948.
والجدير بالذكر ان جزيرة ام النمل كانت تسمى جزيرة الغربة، نسبة الى أسرة الغربة (انظر الوثيقة العدسانية).
عرف النوخذة مهنا بأنه من نواخذة الغوص في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث كان يعمل في هذه المهنة العريقة بواسطة شوعي تملكه، وكان ذا اطلاع واسع بشؤون البحر والغوص واللؤلؤ والهيرات.
كما استخدم سفينته الشراعية في حمل السمك الذي يصطاده من الحظور، أو ما يعرف قديماً بكد الحظور. ومن أشهر مناصبه على السواحل الكويتية منصب «أبوسيف» في جزيرة بوبيان، ومنصبا الشرقي والجبلي في جزيرة أم النمل (الغربة).
كان رحمه الله ميسور الحال، حيث تملك عدة بيوت داخل السور، ولديه قطيع كبير من المواشي والأغنام، وعرف النوخذة مهنا بأنه على خلق إسلامي رفيع، يحب فعل الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين تقرباً لوجه الله عز وجل، ويذكر أنه قد أوصى بثلث تركته بعد وفاته، لكي تنفق في وجوه الخيرات وأعمال المبرات من إطعام وأضحية.
وكان القاضي الشرعي الموثق لوصيته هو الشيخ المرحوم محمد عبدالله العدساني، وذلك بتاريخ 23 ربيع الثاني من سنة 1313هـ (1895م) .
توفي النوخذة مهنا الغربة في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي حوالى 1895م وفق إفادة أحفاده، وتم بيع الشوعي بعد وفاته.

النوخذة سعود الغربة
وهو المرحوم سعود بن مهنا بن سليمان بن نايف بن صاهود الغربة، ومن مواليد عام 1869م وعرف بكونه من النواخذة المشهورين بتاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي، وقد أورده المرحوم حمد محمد السعيدان في الموسوعة الكويتية المختصرة لشهرته الواسعة، حيث تملك سفينتين شراعيتين (شوعيين) ودخل بهما الغوص منذ مطلع القرن العشرين الميلادي، وكان أخوه النوخذة سعد يركب على أحدهما، بينما كان رحمه الله يتنوخذ على الشوعي الآخر.
وركب معهم كثير من الكويتيين من عوازم وحضر، ويعد من أبرز نواخذة قبيلة العوازم الساكنين في الحي الشرقي.
وقد تمتع النوخذة سعود بن مهنا بصفات حميدة أبرزها، حبه للناس ومساعدة الآخرين والوفاء لأصحابه في الشدائد، وله موقف مشهور في هذا الصدد مع المرحوم عقيل بن حزمي الهدلاني أثناء سفرهما معا الى مغاصات سيلان للغوص فيها.
كما تميّز أبو مساعد بشخصية قيادية حكيمة، مكنته من أن يتولى إمارة جزيرة الغربة والدوحة وعشريج بعد وفاة أميرها السابق المرحوم عيد بن عبيد الغربة في عام 1921م تقريبا، ليقوم بتفويض من حاكم الكويت ببعض السلطات المتعلقة بحفظ أمن وسلامة هذه المنطقة.
وله ديوان كبير يقع على ساحل عشريج لإدارة شؤونه واستقبال الضيوف فيه.
واستمر في أعمال الإمارة بكل كفاءة وجدارة حتى وفاته في عام 1934م معقبا ابناً واحداً أطلق عليه اسم مساعد.
النوخذة سعد الغربة
وهو المرحوم سعد بن مهنا بن سليمان بن نايف بن صاهود الغربة.
ولد في عام 1873م في الحي الداخلي، ونشأ في وسط بيئة مرتبطة بأعمال البحر ارتباطا وثيقا. وكان رحمه الله أحد نواخذة قبيلة العوازم العاملين في مهنة الغوص في مطلع القرن الماضي، وحاز في هذا المجال الصعب على ذكر حسن، بكونه نوخذة كويتيا قديرا في شؤون الغوص على اللؤلؤ.
واستمر بمزاولة مهنة الغوص حتى وفاته، وكان رحمه الله الساعد الأيمن لشقيقه الأكبر النوخذة سعود في شؤون البحر وأعماله.
ومن أخباره أنه كان يقيم مع جماعته في جزيرة الغربة أشهراً عديدة من كل سنة كعادة أهل الجزيرة، وكان أخوه المرحوم سعود قد نصب أميرا للجزيرة، حتى انتقاله إلى رحمة الله في عام 1928م.
النوخذة حمود الغربة (حمود الكريزي)
هو الشهيد حمود بن مساعد بن حمود بن مسعد الغربة الملقب بحمود الكريزي.
وُلد بفريج العوازم ــ الحي الداخلي في عام 1864، وكان اكبر اخوته راشد وخليفة، لقب بالكريزي بين اهالي الكويت بسبب بياض لون وجهه.
يملك سفينة شراعية من نوع جالبوت عمل عليها بالغوص لسنوات عديدة كنوخذة غوص حتى استشهاده في حرب الصريف.
ويذكر ايضا ان النوخذة حمود كان يملك عدة مناصب بحرية «حظور» لصيد السمك على السواحل الكويتية.
وكان شاعرا كبيرا اشتهر عبر القرن التاسع عشر الميلادي، وما زال الرواة يرددون بعض قصائده النبطية.
ومن قصائده المشهورة هذه القصيدة التي يقول في مطلعها:
أمس انا عديت في ضلع الجزيرة
فوق راسه قمت انا ادوج لحالي
عمي يا ممساي انا عيني سهيره
ليتكم تدرون عني وش جرى لي
وكان رحمه الله من رواد مجلس الشاعر المعروف عبدالله الفرج رحمه الله، مع صديقه الشهيد حمود الزريج الذي استشهد في حرب الصريف معه، حيث اشتركا مع الجيش الكويتي في حرب الصريف بقيادة الشيخ مبارك الصباح وذلك عام 1901، حتى تم اسره، ولفظ آخر انفاسه شهيدا في سبيل وطنه.
النوخذة راشد الغربة والدانة
يقول الرميضي: ومن اسرة الغربة المرحوم راشد بن مساعد بن حمود بن مسعد الغربة.
ولد في عام 1867 وبدأ حياته العملية في صيد السمك بواسطة الحظور التي ورثها من اهله، كما عمل ايضا مع اخيه النوخذة حمود في الغوص على اللؤلؤ بواسطة السفينة الشراعية التي تملكها شقيقه، واستمر عدة سنوات على هذا النهج.
وبعد استشهاد اخيه حمود في حرب الصريف في عام 1901، ورث عنه سفينته الجالبوت، ودخل بها البحر كنوخذة غوص، وعمل عليها لاعوام عديدة تفوق الخمسة عشر عاما، وصادف في احد المواسم ان وجد دانة قيمة باعها على احد الطواويش بالكويت بمبلغ وقدره ثلاثة آلاف روبية، وبالرغم من توفيقه بالغوص الا انه لم يطق الاستمرار به، فاضطر لبيع الجالبوت والتفرغ للعمل بالحظور، ومن اشهر مناصبه منصب القلحة في جزيرة الغربة (ام النمل).
وتوفي رحمه الله في 1972/10/17 وله من العمر مائة وخمس سنوات.
النوخذة حسين الغربة وسنة الطفحة
قال الرميضي: أيضا النوخذة حسين بن مطلق بن حمود بن مسعد الغربة الذي ولد في عام 1846م وكان رحمه الله من نواخذة الكويت القدامى، حيث بدأ حياته مع البحر بان ركب غيصا ماهرا مع عدة نواخذة من اهل الكويت ابرزهم النوخذة المشهور عقيل بن اعقال العازمي.

وكان المرحوم حسين الغربة ذا معرفة كبيرة بالمغاصات البحرية وامور الغوص على اللؤلؤ، حيث مكنته الخبرة الواسعة على الاتفاق مع احد ملاك السفن الشراعية على اخذ احدى سفنه ليدخل بها في موسم الغوص بطريقة الخمس المعروفة.
وتنوخذ حسين الغربة على هذه السفينة وحالفه التوفيق، ليكرر هذا الاتفاق لسنوات عديدة، وصادف خلال ركوبه البحر كنوخذة غوص سنة الطفحة المشهورة في تاريخ الغوص على اللؤلؤ (عام 1912م).
وكان رحمه الله يمتلك عدة مناصب لصيد الاسماك وفي مواقع متعددة على الساحل الكويتي، ابرزها مناصبه الواقعة على سواحل جزيرة الغربة التي ورثها من والده المرحوم مطلق بن حمود الغربة.

توفي النوخذة حسين الغربة في بيته بالكويت، وذلك في عام 1944م.
النوخذة علي الغربة وترسيم الحدود مع الدولة العثمانية
يقول الرميضي: وأيضا المرحوم علي بن عبيد بن حمود بن مسعد الغربة ووالده الذي سُئل من قبل الانكليز عند بحث مشكلة ترسيم الحدود بين الكويت والدولة العثمانية في عام 1908، واخوه مبارك احد شهداء الكويت الابرار في معركة الصريف عام 1901.
ولد النوخذة علي الغربة في فريج العوازم ـــ الحي الداخلي في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ـــ في عام 1850، وارتبط بالبحر منذ طفولته لاشتغال اهله بنصب الحظور والغوص على اللؤلؤ.
ويحدثنا الباحث احمد بن برجس الشمري عن بعض اخبار النوخذة علي الغربة بقوله: انه تملك في شبابه سفينة شراعية من نوع «شوعي» وعمل على متنها كنوخذة غوص لمواسم عديدة في مغاصات اللؤلؤ بمياه الخليج العربي، وذكرته الوثائق التاريخية القديمة، تمتع رحمه الله بذكر طيب بين اهالي الكويت الذين عاصروه، حيث ذاع صيته بالذكر الحسن، وقد سكن مع ابناء عمومته في جزيرة الغربة (جزيرة ام النمل)، حيث يمتلك بها عدة مناصب لصيد الاسماك.
وتوفي النوخذة علي في اواخر عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابق في عام 1914.