نزول ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ...
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ينزل رَبُّنا تَبارَكَ وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السّماءِ الدُّنْيا حين يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقول :
« ... ثم اعلم أن نزول الرب سبحانه وتعالى
إلى السماء الدنيا كل ليلة ،
هو صفة من صفات أفعاله عز وجل ؛
كاستوائه على عرشه ، ومجيئه يوم القيامة ، الثابتين في نصوص القرآن الكريم ،
يجب الإيمان والإذعان له على ما يليق بذاته
تعالى ؛ دون تعطيل أو تشبيه ؛
إذ الصفة يقال فيها ما يقال في ذاته تعالى ؛ فكما أننا نؤمن بذاته دون أن نكيفها ،
فكذلك نؤمن بصفاته كلها
- ومنها النزول وغيره - دون أن نكفيها ،
فمن نفى نزوله تعالى حقيقة على ما يليق به بطريق التأويل ؛ لزمه أن ينفي وجود ذات الله تعالى بنفس الطريق ، وإلا ؛ فهو متناقض ؛
كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في عديد من كتبه مثل "شرح حديث النزول" ، و "التدمرية" ،
و "الحموية" ونحوها .
ويعجبني بهذه المناسبة ما ذكره البيهقي في "الأسماء" ( ص 453 ) بعد أن روى عن عبد الله بن المبارك أنه سئل : كيف ينزل ؟
قال : ينزل كما يشاء .
قال : قال أبو سليمان رحمه الله
( يعني الخطابي ) :
" وإنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما شاهده من النزول ؛ الذي هو نزلة من أعلى إلى أسفل ،
وانتقال من فوق إلى تحت ، وهذا صفة الأجسام والأشباح ، فأما نزول من لا يستولي عليه صفات الأجسام ؛ فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه ، وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده ،
وعطفه عليهم ، واستجابته دعاءهم ،
ومغفرته لهم ، يفعل ما يشاء ، لا يتوجه على صفاته كيفية ؛ ولا على أفعاله كمية .
سبحانه
{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .
قال : وهذا من العلم الذي أمرنا أن نؤمن
بظاهره ، وأن لا نكشف عن باطنه ،
وهو من جملة المتشابه .
ذكره الله في كتابه فقال : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأُخَرُ متشابهات } الآية ؛
فالمحكم منه يقع به العلم الحقيقي والعمل ، والمتشابه يقع به الإيمان والعلم الظاهر ،
ويوكل باطنه إلى الله عز وجل ،
وهو معنى قوله : { وما يعلم تأويله إلا الله } ،
وإنما حظ الراسخين أن يقولوا : { آمنا به كل من عند ربنا } .
وكذلك ما جاء من هذا الباب في القرآن ؛
كقوله عز وجل : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر } ،
وقوله : ( وجاء ربك والملك صفاً صفاً } ،
والقول في جميع ذلك عند علماء السلف
هو ما قلناه " .
إذا عرفت هذا ؛ فعليك بطريقة السلف ؛
فإنها أعلم وأحكم وأسلم ،
ودع طريقة التأويل التي عليها الخلف
الذين زعموا : "أن طريقة السلف أسلم ،
وطريقة الخلف أعلم وأحكم " ؛
فإنه باطل من القول ، وفيه ما لا يخفى من نسبة الجهل إلى السلف ، والعلم إلى الخلف !!
وسبحان الله كيف يصدر مثل هذا القول ممن يؤمن بفضائل السلف التي لا تخفى على أحد ،
وراجع بيان بطلان هذا القول في
كتب ابن تيمية ، أو في مقدمتي لـ
"مختصر العلو للعلي العظيم"
للحافظ الذهبي ؛ باختصاري وتقدمتي التي أنا على وشك الانتهاء منها بفضله تعالى وكرمه .
ثم طُبع والحمد لله سنة ( 1401 ) في
المكتب الإسلامي ببيروت .
_ سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة
وأثرها السّيء في الأمّة
( 8 / 362 - 364 ) .
اللهم انتقم من نعجه سوريا المجرم وأعوانه ومن والاهم ، اللهم يا حي يا قيوم يا جبار السموات والأرض أرنا فيهم عجائب قدرتك ، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا،،، اللهم رحماك رحماك باخواننا المسلمين المستضعغين في سوريا الحبيبه ، اللهم وعجل بفرجهم يا رب العالمين ، ولا حول ولا قوة الا بالله .