03-11-2018, 10:38 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
|
الـــــــــــريـــــــــــاء
🔷 الـــــــــــريـــــــــــاء
🔹 قال العلامة السعدي رحمه الله :
◾واعلم أن الرّياء فيه تفصيل :
⬅ فإن كان الحامل للعبد على العمل قصد مراءاة الناس ، و استمر على هذا القصد الفاسد ، فعمله حابط و هو شرك أصغر ، و يخشى أن يتذرع به إلى الشّرك الأكبر ،
-
⬅ و إن كان الحامل للعبد على العمل إرادة وجه الله مع إرادة مراءاة الناس ، و لم يقلع عن الرياء بعمله ، فظاهر النصوص أيضا بطلان هذا العمل ،
⬅و إن كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده ، و لكن عرض له الرياء في أثناء عمله ، فإن دفعه و خلص إخلاصه لله لم يضره ، و إن ساكنه و اطمأن إليه نقص العمل ، و حصل لصاحبه من ضعف الإيمان و الإخلاص بحسب ما قام في قلبه من الرّياء ، و تقاوم العمل لله و ما خالطه من شائبة الرياء .
و الرّياء آفة عظيمة ، و يحتاج إلى علاج شديد ، و تمرين النّفس على الإخلاص ، و مجاهدتها في مدافعة خواطر الرّياء و الأغراض الضّارّة ، و الإستعانة بالله على دفعها لعلّ الله يخلص إيمان العبد و يحقّق توحيده .
◾و أمّا العمل لأجل الدنيا و تحصيل أغراضها :
⬅فإن كانت إرادة العبد كلها لهذا القصد ، و لم يكن له إرادة لوجه الله و الدار الآخرة ، فهذا ليس له في الآخرة من نصيب ، و هذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن ، فإنّ المؤمن و لو كان ضعيف الإيمان ، لا بُدّ أن يريد الله و الدّار الآخرة ،
⬅ و أما من عمل العمل لوجه الله و لأجل الدّنيا ، و القصدان متساويان أو متقاربان فهذا و إن كان مؤمنا فإنه ناقص الإيمان و التوحيد و الإخلاص ، و عمله ناقص لفقده كمال الإخلاص ،
⬅ و أما من عمل لله وحده و أخلص في عمله إخلاصا تاما و لكنه يأخذ على عمله جعلا و معلوما يستعين به على العمل و الدين ، كالجعالات التي تُجعل على أعمال الخبر، و كالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة أو رزق ، و كالأوقاف التي تُجعل على المساجد و المدارس و الوظائف الدّينية لمن يقوم بها ، فهذا لا يضر أخذه في إيمان العبد و توحيده لكونه لم يرد بعمله الدنيا ، و إنما أراد الدين و قصد أن يكون ما حصل له معينًا له على قيام الدين .
◾و لهذا جعل الله في الأموال الشرعيّة كالزّكوات و أموال الفيء و غيرها جزءًا كبيرًا لمن يقوم بالوظائف الدّينية و الدّنيوية النّافعة ، كما قد عرف تفاصيل ذلك.
📚 القول السديد شرح كتاب التّوحيد للإمام السّعدي رحمه الله تعالى .
التوقيع - أسامة الدخان |
يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -
طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل
الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل
--------------------------
حسابي في تويتر
@ABO_SANAD666
|
|
|
|