31-03-2019, 06:48 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
|
رسالة لمن يشكوا من الهم والغم يبحث عن السعادة
رسالة لمن يشكوا من الهم والغم يبحث عن السعادة
قال تعالى : (( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى.وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى.قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا.قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى )) سورة طه: 123–126.
- قال ابن كثير
- قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما:
➖{ فَلا يَضِلُّ } : في الدنيا،
➖ { وَلا يَشْقَى } : في الآخرة،
➖{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي }
- أي : خالف أمري، وما أنزلته على رسلي، أعرض عنه وتناساه، وأخذ من غيره هداه،
➖ { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا }
- في الدنيا،
▪فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره،
▪ بل صدره ضيق حرج لضلاله، وإن نعم ظاهره،ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء .
تفسير ابن كثير
ولا يظن ظان أن السعادة تنحسر في المال فقط، بل في
- سعة وانشراح الصدر
- وراحة البال ،
- واطمئنان القلب
فمن يتقِ الله فهو من أهل الفلاح الذين يسعدوا في الدنيا وفي الآخرة.
عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (( ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ ِللهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا )) .
أخرجه البُخَارِي 1/10(16)
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :
قال بعض العلماء : فكرت فيما يسعى فيه العقلاء، فرأيت سعيهم كله في مطلوب واحد، وإن اختلفت طرقهم في تحصيله، رأيتهم جميعهم إنما يسعون في دفع الهم والغم عن نفوسهم،
▪فهذا بالأكل والشراب،
▪وهذا بالتجارة والكسب،
▪ وهذا بالنكاح،
▪وهذا بسماع الغناء والأصوات المطربة,
▪وهذا باللهو واللعب.
فقلت: هذا المطلوب مطلوب العقلاء،
ولكن الطرق كلها غير موصلة إليه،
بل لعل أكثرها إنما يوصل إلى ضده،
ولم أرَ في جميع هذه الطرق طريقاً موصلة إليه إلا الإقبال على الله، ومعاملته وحده،
وإيثار مرضاته على كل شيء، فإن سالك هذه الطريق إن فاته حظه من الدنيا، فقد ظفر بالحظ الغالي الذي لا فوت بحظه من الدنيا ناله على أهنأ الوجوه،
فليس للعبد أنفع من هذه الطريق ولا أوصل منها إلى لذته وبهجته وسعادته.
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي( 136 ) :
والطاعة لله تعالى وحسن القرب منه , ليست كلمات تقال على الشفاه , بل هي عمل وسلوك يظهر في الكون والحياة .
📝قال ابن المبارك:
تعصى الإله وأنت تزعم حبه * * * هذا لعمري في القياس بديع
ولو كان حبك صادقاً لأطعته * * * إن المحبَّ لمن يحب مطيع
فالذنوب والمعاصي تهلك العبد، وتبعده عن الله، وتجعله شقياً غير سعيد، وللذنوب والمعاصي آثاراً خطيرة تضر بقلب العبد وبدنه، فتجلب له الشقاء والتعاسة.
فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله، تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله تعالى إنما جعل الحياة الطيبة لمن آمن به وعمل صالحاً.
كما قال تعالى : (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) . سورة النحل:97.
وعلم ان ترك ذكر الله تعالى يصيب القلب بالقسوة والجفاء ، وقاسي القلب مستحق لوعيد الله تعالى،
قال تعالي : (( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ )) .
سورة الزخرف:36.
عَنْ أَبِي مُوسَى ، قال : قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (( مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ ، وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ )) .
رواية مسلم :
(( مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ الله فِيهِ ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ الله فيه ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ )).
أخرجه البخاري 8/107 ومسلم 2/188
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
إن سعادة النفس أن تحيا الحياة النافعة فتعبد الله، ومتى لم تحيَ هذه الحياة كانت ميتة، وكان مالها من الحياة الطبيعية موجباً لعذابها، فلا هي حية متنعمة بالحياة، ولا ميتة مستريحة من العذاب.
"مجموع الفتاوى " (8/206)
وانظر لمَن يُكثِر من ذكر الرحمن، تجده دائماً في راحة واطمئنان،
كما قال تعالى : (( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) . سورة الرعد:28 .
وإذا اطمئن القلب انشرح الصدر، وارتاح البال وأنس بالله، وسعد في الدنيا والآخرة،
وهذا هو عين الفلاح، الذي أرشدنا تعالى إلى تحصيله؛ وذلك بكثرة ذكره،
فقال تعالى: (( َاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ )) . سورة الأنفال: 45.
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - :
" فأطيب ما في الدنيا معرفته ومحبته،
وألذ ما في الجنة رؤيته ومشاهدته،
فمحبته ومعرفته قرَّة العيون، ولذة الأرواح، وبهجة القلوب، ونعيم الدنيا وسرورها،
بل لذات الدنيا القاطعة عن ذلك تنقلب آلاماً وعذاباً، ويبقى صاحبها في المعيشة الضنك، فليست الحياة الطيبة إلا لله .
مدارج السالكين " (1/411)
التوقيع - أسامة الدخان |
يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -
طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل
الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل
--------------------------
حسابي في تويتر
@ABO_SANAD666
|
|
|
|