صورة ثمار التين
أذكر و أنا صغيرة طلب منا مدرس العلوم أن نحضر صور تعبر عن الجُمل الموجودة بالكتاب
و أنا كطالبة مجتهدة طلبت من والدي أن يحضرها لي
و بالفعل ( والدي حبيبي ) أحضر لي ما طلبت
و في اليوم التالي أعطيت المدرس هذه الصور
و لا أنسى صورة ثمار التين التي ما زالت عالقة في ذاكرتي حتى اليوم
أخذ مني المدرس هذه الصور و دونما إكتراث فتح درج الطاولة و وضع الصور فيها
و لم يسأل الطلبة عن هذا الواجب , و لم يُثني على جهدي بإحضارها
كنت صغيرة , أي بالصف الأول
و مع أنني صغيرة إلا أنني كنت أشعر بوالدي و بفقرنا في تلك الفترة
لم أخبر أهلي بما حدث , و بقي الأمر داخلي يؤلمني
و في كل ليلة أضع الغطاء على رأسي و أبدأ بالبكاء , و لا أُشعر أحداً ببكائي
كُنت أظن بأن ثمن الصور غالي جداً , و أنني إستنفدت مال والدي على شيء ليس ذو أهمية
و مرت الأيام و هذه الصغيرة البريئة تبكي و لم تخبر أحداً بالمصيبة التي أحست بها
و عندما كبُرت لم أضحك على نفسي , و لكنني أزداد إحتراماً لتربية والدّي لي
فما حصل معي إنما هو إحساس بالمسؤولية رغم صغر سني
شكراً أبي و أمي يا أغلى من كنوز الدنيا كلها