السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال معاذ رضي الله تعالى عنه :
( يا رسول الله : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ , وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم )
صحيح رواه الترمذي.
ان الشخص المنطلق في الكلام شخص جذاب
ومؤنس بشكل عام .
وخصوصاً المرأة؟
ولكن في الحقيقة أن الثرثرة
على نوعين وليست نوعاً واحداً:
نوع يشعرك بالضيق و تتمنى أن يسكت صاحبه
ونوع تتمنى ألا يسكت صاحبه أبداً.
وهذان النوعان أتيا أصلاً من ثنائية الاختيار.
فمختار الطبيعي (أو الخير والحق) يختار من الكلام ما يناسب اختياره
فيتكلم عن الطبيعة
والحيوانات
والتأمل و كأنه يبحث عما يناسب اختياره
حتى عندما يتكلم عن الناس والأمنيات والذكريات.
تجده يصبغها بصبغة خيّرة وإيجابية وجمالية أو على الأقل تميل إلى ذلك.
أما مختار التفكير غير الطبيعي .
تجد ثرثرته عن البحث عن العيوب والتشكي واستعراض المطالب وتكبير الذات وانتقاص الآخرين.
وكأن ثرثرته مطالب ثقيلة غير مباشرة تنصب في خدمة أنانيته أو أنانيتها.
فالكلام واحد
ولكن اختلاف الاختيار سبب هذا الاختلاف في اختيار الكلام وفي قيمته و جاذبيته.
الكلام واحد
ولكن من المتكلمين من تود أن يسكت ومنهم من تود أن يستمر.
والله المستعان