قُلْ يا أيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ
فَمَنِ اهْتَدَىٰ فإنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ
ومَن ضَلَّ فإنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ
وما أنا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ( 108)
واتَّبِعْ ما يُوحَىٰ إلَيْكَ واصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللهُ ۚ
وهوَ خَيْرُ الحاكِمين ( 109) }
سورة يونس
_ قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
هذا من أعظم الأدلة على أن الله وحده المستحق للعبادة، فإنه النافع الضار، المعطي المانع، الذي إذا مس بضر، كفقر ومرض، ونحوها
{ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ } لأن الخلق، لو اجتمعوا على أن ينفعوا بشيء، لم ينفعوا إلا بما كتبه الله،
ولو اجتمعوا على أن يضروا أحدا، لم يقدروا على شيء من ضرره، إذا لم يرده الله،
ولهذا قال : { وإنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ }
أي : لا يقدر أحد من الخلق، أن يرد فضله وإحسانه، كما قال تعالى : { ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاس مِنْ رَحْمَةٍ، فَلَا مُمْسِكَ لها وما يُمْسِكْ فلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ }
{ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } أي : يختص برحمته من شاء من خلقه، والله ذو الفضل العظيم،
{ وهُوَ الغَفُورُ } لجميع الزلات، الذي يوفق عبده لأسباب مغفرته، ثم إذا فعلها العبد، غفر الله ذنوبه، كبارها، وصغارها .
{ الرَّحيمِ } الذي وسعت رحمته كل شيء،
ووصل جوده إلى جميع الموجودات، بحيث لا تستغنى عن إحسانه، طرفة عين، فإذا عرف العبد بالدليل القاطع، أن الله، هو المنفرد بالنعم، وكشف النقم، وإعطاء الحسنات، وكشف السيئات والكربات،
وأن أحدًا من الخلق، ليس بيده من هذا شيء إلا ما أجراه الله على يده، جزم بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل .
ولهذا - لما بين الدليل الواضح قال بعده :-
أي : { قُلْ } يا أيها الرسول،
لما تبين البرهان
{ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ }
أي : الخبر الصادق المؤيد بالبراهين، الذي لا شك فيه بوجه من الوجوه،
وهو واصل إليكم من ربكم الذي من أعظم تربيته لكم، أن أنزل إليكم هذا القرآن الذي فيه تبيان لكل شيء،
وفيه من أنواع الأحكام والمطالب الإلهية والأخلاق المرضية، ما فيه أعظم تربية لكم، وإحسان منه إليكم،
فقد تبين الرشد من الغي،
ولم يبق لأحد شبهة .
{ فَمَنِ اهْتَدَى } بهدى الله بأن علم الحق وتفهمه، وآثره على غيره فلِنَفْسِهِ والله تعالى غني عن عباده، وإنما ثمرة أعمالهم راجعة إليهم .
{ ومَنْ ضَلَّ } عن الهدى بأن أعرض عن العلم بالحق، أو عن العمل به،
{ فإنَّما يَضِلُّ عَلَيْهَا } ولا يضر الله شيئًا،
فلا يضر إلا نفسه .
{ وما أنا عَلَيْكُمْ بِوَكيلٍ } فأحفظ أعمالكم وأحاسبكم عليها،
وإنما أنا لكم نذير مبين،
والله عليكم وكيل.
فانظروا لأنفسكم، ما دمتم في مدة الإمهال .
جزاك الله خير اخي الحبيب ..ابوايوب
على
الموضوع الطيب
و
بارك الله فيك
التوقيع - عمر خالد
اللهم انتقم من نعجه سوريا المجرم وأعوانه ومن والاهم ، اللهم يا حي يا قيوم يا جبار السموات والأرض أرنا فيهم عجائب قدرتك ، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا،،، اللهم رحماك رحماك باخواننا المسلمين المستضعغين في سوريا الحبيبه ، اللهم وعجل بفرجهم يا رب العالمين ، ولا حول ولا قوة الا بالله .