( الإبــــــل )
يقول الله تعالى في سورة الغاشية {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} آية (17)
في كتاب عرب الصحراء( ): تتهافت القبائل العربية المختلفة على استيلاء الإبل ذات الألوان المفضلة لديها فقبيلة {الضفير} على سبيل المثال يفضلون الجمال البيضاء، وكذلك الروله من {عنزه} الذين يفاخرون بجمالهم البيضاء المدهشة، أما قبيلة {عتيبة} فتفضل الإبل ذات الألوان الداكنة والتي تكاد تكون سوداء، ولكن قبائل {مطير} و {العجمان} و {العوازم} فتفضل الألوان الصفراء المشربة بالحمرة أو الألوان الحمراء، أما قبائل {المرة} و {قحطان} فهم يفضلون مثل قبيلة {عتيبة} أي الألوان الداكنة، وبشكل عام فإن الإبل ذات الألوان البيضاء والألوان الخفيفة تأتي من الشمال في حين تأتي الإبل ذات الألوان الداكنة والسوداء من جنوب الجزيرة العربية، وربما يكون أفضل (جمل) متكامل في الجزيرة العربية بالمقابل مع (الجمل) الأصيل هو الذي يأتي من مقاطعة (الإحساء)، ويعود ذلك إلى شدة وفرة الشجيرة المعروفة (بالعرفج) هناك والتي تعتبر أحد أفضل أطعمة (الجمال) التي يعرفها البدو.
وأود أن أضيف أن أفضل أنواع الإبل تكيفاً وأجمل القطعان في الجزيرة العربية توجد لدى قبيلة {العوازم} الذين ينتجعون المناطق الواقعة بين الكويت والجبيل على ساحل الإحساء.
{ الإبل عند العوازم }
في مجلة العربي : قبيلة العوازم من القبائل العربية الهامة في الجزيرة العربية وعندها من الآبل الشئ الكثير. وفيما يلي بعض المصادر التي تطرقت إلى هذا الموضوع.
يقول بوركهارت في كتابه المخطوط سنة 1816م :-
وفي ذي الحجة عام 1231هـ قصدت السويس وصحراء البحر الأحمر ووصلنا إلى وادي حجازه وهذا المحل بين القصير وقوص ومنزل عربان بني عازم وجمعهم العوازم وهم من أعالي نجد بجزيرة العرب وسألت عبداً يرعى إبل لهم بأن يدلني على شيخهم، وهم قبيلة عربيه من الحجاز وأعالي نجد قبيلة هوازن ولهم باقي القبيلة في الجزيرة.
أ- قال الآلوسي في تاريخه : العوازم بادية كثير ولهم أموال من الإبل.
ب- وفي مجلة (لغة العرب) : العوازم منازلهم طفوف الكويت بلاد (ابن صباح) وهم أهل إبل.
ج- وفي (الموسوعة الكويتية) : العوازم عشيرة كويتية هي أقدم من استوطن الكويت انخرطوا في سلك التجارة وخاصة الإبل والأغنام والمسابلة.
د- وفي كتاب (عربي الصحراء) : قبيلة العوازم تشتهر بإبلها وأغنامها الممتازة التي يربونها.
هـ- وفي (موسوعة القبائل العربية) : أنواع الإبل عند العوازم هي (العرب) ويطلقون عليها تسميات مثل {الوضحا} و {المجاهبم} و {الشعل أو المغاتير}، ووسم العوازم هو {العرقاه} وهي علامة {+} ويضع بطن (القوعة) من العوازم الوسم على فخذ البعير الأيسر، ويضع بطن (غياض) من العوازم الوسم على فخذ البعير الأيمن .
وفيما يلي نماذج من الأشعار التي قيلت في الإبل قال الشاعر حليوان بن مديعج العازمي:-
لعيناك يا شعل تلاقت على المقهور = ذعرها الصياح وتلتفت في عزاوينا
طعنا لعين فاطر خلقهـا مصـرور = لبنها عن الزاد المشـري يعزينـا
وقال حليوان أيضا:-
وش عذرنا من دون شعل عقلت = موارث المجدان ما ينسخي بها
كله لعيـن أثنـا تلافـت فينـا = طوال غواربها وحلـو حليبهـا
وقال شبر الصابري العازمي:-
يوم جونا يبون (العرب) حليه = من قديم وحنا مـا عطيناهـا
وأبلنا دونها ملح القريزيـه = بالمناويخ نرعاهـا ونقداهـا
وقال شاعر هوازن سالم بن تويم العازمي (رحمه الله)
دروجتك في الخد الربيـع الفياحـي = يا ما حلا يوم الطرابـه والأونـاس
نسنـاس غربـي خفـي الصباحـي = فقع وغدير ويطرق النقـع نسنـاس
وتهتز زملـوق الفيـاض الرياحـي = الجو غنيم وقفر ما داج بـه نـاس
شقـار وسافلهـا تـرد بضيـاحـي = وعندك دلول من حسينات الأجنـاس
وأصل الفحل وأم الذلـول متواحـي = ترضع ثلاث ظير من ساس وأغراس
ريف وعسـاف الذلـول استرحـي = عسفة رباع وتيهت عام الأسـدادس
وكذلك ما قيل من القصائد عن الإبل من شعراء القبائل الأخرى يقول الشاعر عن الإبل مصورا خلق الله العجيب لهذا المخلوق :-
الهجن من دور النبي والصحابـة = الله سخرها خدمة لك يا لإنسـان
الله منـزل ذكرهـا فـي كتابـه = وربك مفضلها على كـل حيـوان
قال انظروا وشلون خلقت رقابـه = وقال العمى يا ليت من شافها الآن
يقول الشاعر حاضر الحبيني العازمي في قصيدته التي أرسلها من الكويت إلى شقيق له في الغاط بنجد وأرسل معها راحلة اختارها من أطيب الإبل واصفاً هذه الناقة، في قصيدته الموسومة :-
تسمعـوا لـي يـا لبيبيـن بالمثـل = من واحد بالقاف مهـوب مزهـاف
يثمن جوابه قبل يبـدي بـه الزلـل = ولا يقولـه إلا وازن وزن بكفـاف
يا عاد ما في اللعب بايع ومشتـري = قاف يجيبـه كـل فاهـم وعـرافِ
اخلاف ذا دنيت عوصا مـن النظـا = كبيـرة الجمهـاة يـاوي موجـافِ
وسيعة مـا قـدم عريـض فقارهـا = بتر الفخوذ وذيلها فوقهـن ضـاف
تخافق خواصرها من القفـل كنهـا = البطن نضامر والسراجيـف نحـافِ
من يوم ولـدت ليـن درر شقاقهـا = ثمـان شتـوات ترتـع بالأريـاف
ما ساقهـا الجمـال يجمـل عليهـا = ولا وقفت بالسوق والزبـن وقـاف
تشـدي لعـذراً غـايـب حليلـهـا = واليوم يذكر مـن معيبـه لهـا لاف
خذلجة مـا شيـف بالزبـن مثلهـا = تزين من الفرحة على الشوق ميلاف
اعيونها مثـل المشاهيـب بالدجـى = ومسامـع مثـل القناطيـر وقـاف
عندي لها قرم مـن الربـع ناجيـه = عبد الله اللـي للمواجيـب عـراف
والشاعرة: مرسي العطاوية تقول في قصيدتها عن الناقة الزرقا والزرقا يكون لونها مزيج من البياض والسواد:-
واتل قلبي تل غرب النواعير = على ثلاث حيل فيهن زرقـا
ويقول شاعراً آخر:-
أمه سحياحا من راكاب الشرارات = وأبوه شعيل من ركاب المناصير
يقول الشاعر عبد الله بن سبيل:-
لا تلهي الراكب غداً الحبل ثنوين = مثل المعشر رأسها عنـد ثوبـه
ويقول الفارس الشاعر عبيد الرشيد:-
مع كسبنا يلقي مظاهير واسلاف = ما تنعزل "خلفاتهـا" ولمفاتيـر
وكذلك يقول الشاعر خليل بن عابد:-
غديت مثل اللي تقافن عجلات = عن القفار وجن "القح معاشير"
ويقول الشاعر الهزاني :-
لاشدوا العربان فوق أوضح شال = افج ما بين المراحـل ضعينـي
ويقول الشاعر رميح الخمشي :-
اقفوا بها التومان يرعى بهاهيت = يرعى بها "الأشقح" بليا تحاديد
ويقول أيضاً:-
اشعل إلي هوت عليه العسيبه = بتيل تقل يرامح العصر شن
ويقول الشاعر عبد الله العويويد:-
تجذبه فاطر حمرا شحمهـا حويـل = ضامها الغرب يوم اللي يسوقه حداه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
المراجع
1- الألوسي: ملحق تاريخ نجد، ص35، ط القاهرة.
2- مجلة لغة العرب م1 جـ 1 كانون الأول 1991م طعبة بغداد.
3- حميد السعيدان: الموسوعة الكويتية المختصرة، ص 1039.
4- ديكسون: عربي الصحراء، ص 572، ملاحظات عامة.
5- الطيب: موسوع ة اققبائل العربية، م2، ج2،ص411
الكاتب
عبدالله الهران