( الخيل عند العوازم )
أما فيما يخص أنواع الخيل الصافنات الجياد التي يقتنيها فرسان العوازم في مرابطهم المعروفة وقد خاضوا على صهواتها ملاحم وبطولات ذكرها المؤرخون وقد نصرهم الله لأنهم قوم لا يتعدون ويأمنهم الجار في ماله وعرضه.
في مخطوط كتاب الأصول :للعلامة حمد الجاسر يرحمه الله :- العوازم من قبائل العرب المشهورة، ويبدو أن لهم خبرة بالخيل، حول (عبية ابن زبدان) وهي مربط من مرابط خليهم المعروفة، وعدم ورود أخبار كثيرة عنهم في هذا الكتاب ليس دليلا على عدم مشاركتهم في مجال الفروسية واقتناء جياد الخيل، فليس الكتاب شاملا لجميع القبائل فهذا ما توفر لدي من معلومات لهذه القبيلة الكريمة، وإذا كانت القصائد الجميلة التي قيلت في الخيل ووردت عن كثير من شعراء القبائل العربية يصعب حصرها فإن عددا منها يتردد على ألسنة الكثيرين، منها باللهجة المحلية لأهل الجزيرة العربية، مثلا فيما ورد من أشعار للعوازم في الخيل والفروسية .
قال الشاعر : لا في الجبيهة العازمي :-
صبحنا دواوير على جال ملهم = سويتيه ما يسمع الاصويلهـا
وقال سعود الصقـلاوي العازمـي :-
يا أهل الخيل زيدوا في عطا هنه = يوم زل الكمام وصار شوباشـي
وقال سعود الصقلاوي العازمي أيضاً:-
وأهل الخيل زينـات المهاذيبـي = مثل صيد من الأوناس جفالـي
وقـال فليـج الصـواغ العـازمـي:
رجلينا يركض على القوم ما صد = وخيالنا الواحد كما دولة أشراف
وقـــال شــاعــر آخــــر:
عيوا عليهـم كاسيـن النفيلـه = عوازم ما صار فيهـم تفاريـق
شجعان ليا ركبوا بنات (الكحيله) = بفعالهم تشهد كثيـر المخاليـق
وفي كتاب أصول الخيل الحديثة (1)
ولعناية هذه القبيلة (العوازم) بتربية الخيل يقول أحد شعرائهم وهو ناصر بن حبينان، من رؤساء فخذ (المساحمة) وكانت له فرس من أصل العبية، فليم في المبالغة في إكرامها وتربيتها فقال:-
الخيـل عـز يـا مربيـة الاتيـاس = يا للي صبوحـك تشمطـه بالرثيـه
يا صاح صياح على هجعـة النـاس = والبل بعيـد، ودونهـا جـر هديـة
نركب على اللي وصفها مثل الأقواس = واللي على رجليـه يبسـت شفبـه
الصبحاء من خيل العوازم: وينتخى أحدهم قائلاً: (خيال الصبحا عطوي، ديرة شريف ما تعرف الخونة). وعطوي: من (آل عطاء) وهم العوازم .
وكذلك ما قيل من القصائد عن الخيل من شعراء القبائل الأخرى:-
فمثلاً القصيدة المشهورة التي قالها أحد فرسان قبيلة شمر الكريمة الشاعر: ذقم العيط عندما أصيبت فرسه الشقراء بالعمى فقال فيها:-
ياسابقي فضلـك فلانـي بناسيـه = وجميلك اللي فـات مانـي بكاميـه
لو العمـى يذكـر طبيـب يداويـه = لو هو بعيد ولا تطولـه شبوحـي
فـــــــــقـــــــــال أيـــــــــضـــــــــاً :-
لو الدوا يشـري لعينـك شرينـاه = لو كان في غالي التشامين سقنـاه
ميران لك عين نظيره دفـق مـاه = ولا ينفع العطشان كثـر السبـوح
وقال كذلك متوجداً على أفعاله السابقة العظيمة وما كان يحققه من نجاح بسببها :-
الله على الشقرا إلى صاح صيـاح = وتعلو طوا جرد السبيـا بالأرمـاح
كم واحد منى على صابـره طـاح = عليه بيضـه طـول ليلـه تنـوح
الله على الشقراء إلى جن مع الريع = نصف مجاويخ ونصـف مداريـع
أردهـن لعيـون بيـض مفاريـع = وإلى السما يفك روحـك وروحـي
الله على الشقرا الضهاة الصنيعـة = إلى حل بيـن اللابتيـن القطيعـة
جل عنك لي نفس عليهـا فجيعـة = وراعي التمني مثل زرع السطـوح
وقال الفارس الشاعر: شليويح العطاوي استبسالاً في الدفاع عن ابلهمه ونسائهم في ركوب الخيل وتعلم الفروسية في قصيدته :-
نطعن لعين اللي تهل دموعها = تبكي وفي تالي البكاء نخاوي
ونطعن لعين اللي تزج حنينها = عفراً تبي صيفية المطـاوي
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- المرجع :- كتاب الأصول: ص149-152، وهو كتاب مخطوط
الكاتب
عبدالله الهران