ماسجل في التاريخ للعوازم
في تحفة المستفيد (1)
يقول الأنصاري، وفي نقير يوم من أيام العرب، في منتصف القرن الرابع عشر الهجري سنة سبع واربعين وثلثمائة اغار العجمان ورئيسهم نايف ابا الكلاب ابن حلثين وفيصل ابن سلطان الدويش بمن معه من مطير وابن مشهور ومن تبعه من عنزة والدهينة بمن معه من عتيبة، اغاروا على قبيلة العوازم في نقير ووقع بينهم قتال شديد فهزمهم العوازم وأكثروا فيهم القتل.
قلت: ما هي الأسباب التي هاجت (وقعة نقير) وقال عنها محمد الانصاري يوم من أيام العرب، ومعلوم أنه كان عظام أيام العرب ثلاث (يوم الكلاب ويوم شعب جبلة ويوم ذي قار) وكان الذي هاج يوم (نقير) أن قبيلة مطير بقيادة فيصل الدويش والعجمان بقيادة نايف أبو الكلاب وعنزه بقيادة أبن مشهور وعتيبة بقيادة مقعد الدهينه لما اجتمعوا عقدوا العزم على احتلال الإحساء والمدن الساحلية كالجبيل والقطيب وساروا متجهين لتنفيذ خطتهم، وفي طريقهم قيل لهم أن احياء من قبيلة العوازم نازلون على ماء يقال له (رضى) فطمعوا في أخذهم والتقوى بأموالهم، فساروا إليهم وصبحوهم وهم غارون لا يعلمون بهم فهبوا في وجوههم مدافعين عن أموالهم وأهليهم، وأنزل الله عليهم النصر من السماء فقتلوهم بالرصاص والسيوف والسكاكين وعمد البيوت وبالحجارة وقتلوا حملة الرايات وأخذها العوازم وهزموهم شر هزيمة لا ينمحي عارها وكانت هذه أكبر وأفحش في نفوسهم من كل شئ لنهم يرون أن العوازم لا يكافئونهم في (الشرف والشجاعة)! والعدد والعدة وفقدوا بذلك اعتزازهم بأنفسهم ومكانتهم الرفعية عند الناس وأمن الله البلاد من شرهم، وبعد مدة لا تزيد على شهرين أرادوا أن يستعيدوا شرفهم وحسن سمعتهم وهيبتهم التي هزت جزيرة العرب والعراق والشام فجمعوا فلولهم، وكانت العوازم تترقب غزوهم فاجتمعوا على ماء يسمى (نقير) فسار العجمان والدويش وأبن مشهور إليهم في نقير، وأغاروا عليهم فهزمهم العوازم شر هزيمة وقتلوا كثيراً من رجالهم فعادوا خائبين، حتى ينسوا من بسط نفوذهم في المنطقة الشرقية.
المرجع
( 1) الانصاري: تحفة المستفيد بتاريخ الإحساء القديم والجديد، سنة 1379هـ- 1960م، ص29، 230، 231.
الكاتب
عبدالله الهران