قاموس المنجدقاموس المنجد
بعد 100 عام على صدوره!
بيروت - ميشال مراد
مع أفول العام 2008 مضى على صدور «المنجد» مئة عام تنقّل خلالها بين أنامل الطلاب والمتأدبين، عابرًا الأرز وجبل صنين إلى واحات الرمل الذهبيّة في الصحاري العربيّة، مجتازًا البحار إلى أفريقيا الشمالية، ناثراً الأبجدية العربية مطبوعة في أرجاء العالم.
عمل لغوي رائد كان المراد من وضعه آنذاك تلبية حاجة الطلاب الى معجم مدرسيّ «ليس بالمخلّ المعوز ولا بالطويل الممل المعجز، يكون قريب المأخذ ممتازًا بما عرفت به المعجمات المدرسية في اللغات الأجنبية من إحكام الوضع ووضوح الدلالة».
وكان فريق من أدباء اللغة العربية وأئمتها العاملين في إعلاء شأنها انتبهوا إلى هذا الأمر ورغبوا أشد الرغبة في تحقيق تلك الأمنية. ومع بزوع القرن العشرين، رفعوا الأمر إلى الرهبانية اليسوعية التي كانت تمتلك «المطبعة الكاثوليكية» في بيروت.
انتدبت الرهبانية الأب لويس معلوف لتحقيق المعجم. وما إن انتشر خبر إقباله على هذا العمل حتى تواردت عليه رسائل أهل العلم وأرباب المدارس تستحثه على الإسراع في إنجازه وتذكّر وجوه الافتقار إليه.
قرّر المؤلف وضع خطة تفي بالغاية فلجأ إلى أمهات الكتب، واستطلع آراء من لهم القول الصائب، وشرع في اختيار المواد وترتيبها على نسق سهل المراس مدققًا في إيراد المعاني وتحرير العبارة والأخذ بما يتبادر الى الأذهان من شرح وتفسير، ساعيًا في إتقان التأليف وإحكام التعابير.
ومع إطلالة العام 1908 صدر «المنجد»، معجمًا مدرسيًّا للّغة العربيّة، صغير الحجم، غزير المادة وافرها، معولاً في سرد المعاني وتنسيقها على بعض الاصطلاحات، مرتبًا على ثلاثة أعمدة، مزينًا بصور عدة تمثل للعين بعض الأوصاف وتقوم مقام الشروح الطويلة، فتلقفته العامة والخاصة كما التربة الجافة تفتقر إلى زخات المطر بعد يباس دام أعوامًا.
أرباب اللغة
تتالت طبعات «المنجد» فلم يضنّ أرباب اللغة بآرائهم وتنبيهاتهم عمّا وجدوه من هفوات كانت تصحّح في الطبعات اللاحقة. ولكي يبقى «المنجد» المعجم العربيّ المثالي، نوى أصحابه إعادة النظر جذريًّا في تأليفه، فاهتدوا إلى طريقة تسهّل استعماله بالرجوع إلى معاني الأصل الثلاثي والرباعي وما يتفرّع منها، ثم رتّبوا مشتقاتها على الطريقة التقليديّة ضمن كل معنى من المعاني المختلفة. فضلا عن زيادة مئات المفردات المستحدثة من لغة المعاصرين، وإضافة آلاف الاصطلاحات العلمية بمختلف ميادين المعرفة، وذكر اللغة الأمّ التي ينتمي إليها الكلام الدخيل. وقد تمّ هذا العمل في الطبعة السابعة عشرة العائدة إلى
العام ١٩٦٠.
قبل أن يعاد النظر في تأليف «المنجد» جذريًا أضيف إليه في العام ١٩٥٦ قسم يحتوي مختلف ميادين الأدب والتاريخ والجغرافية والعلوم وغدا اسمه «المنجد في الأدب والعلوم» إلى أن تميز في العام ١٩٧٣ بتجديد واسع وأصبح «المنجد في اللغة والأعلام».
ومرّت الأعوام فإذا بالعالم العربيّ ينفتح على الحضارات الغربية، وإذا بالأدب العربي الحديث ينطلق في سماء اللغة مبتكرًا الكثير من المفردات الجديدة، فكان لا بدّ من معجم حديث يضمّ جميع المفردات والعبارات التي يحتاج إليها مثقف القرن الحادي والعشرين حتى تلك المأخوذة من أصل غير عربي. فأعدّ فريق عمل لم يعوّل على الشروح التقريبية التي كثيرًا ما ترد في معاجمنا العربية، بل عمد إلى وضع شروح علمية وإضافة مثل أو أكثر للمساعدة على فهم المعنى. وهكذا ولد في العام ١٩٩٨ قاموس جديد باسم «المنجد في اللغة العربية المعاصرة»، وغدا «المنجد في اللغة العربيّة والأعلام» في طبعته الثالثة والأربعين قيد الصدور
بعد 100 عام على صدوره!
بيروت - ميشال مراد
مع أفول العام 2008 مضى على صدور «المنجد» مئة عام تنقّل خلالها بين أنامل الطلاب والمتأدبين، عابرًا الأرز وجبل صنين إلى واحات الرمل الذهبيّة في الصحاري العربيّة، مجتازًا البحار إلى أفريقيا الشمالية، ناثراً الأبجدية العربية مطبوعة في أرجاء العالم.
عمل لغوي رائد كان المراد من وضعه آنذاك تلبية حاجة الطلاب الى معجم مدرسيّ «ليس بالمخلّ المعوز ولا بالطويل الممل المعجز، يكون قريب المأخذ ممتازًا بما عرفت به المعجمات المدرسية في اللغات الأجنبية من إحكام الوضع ووضوح الدلالة».
وكان فريق من أدباء اللغة العربية وأئمتها العاملين في إعلاء شأنها انتبهوا إلى هذا الأمر ورغبوا أشد الرغبة في تحقيق تلك الأمنية. ومع بزوع القرن العشرين، رفعوا الأمر إلى الرهبانية اليسوعية التي كانت تمتلك «المطبعة الكاثوليكية» في بيروت.
انتدبت الرهبانية الأب لويس معلوف لتحقيق المعجم. وما إن انتشر خبر إقباله على هذا العمل حتى تواردت عليه رسائل أهل العلم وأرباب المدارس تستحثه على الإسراع في إنجازه وتذكّر وجوه الافتقار إليه.
قرّر المؤلف وضع خطة تفي بالغاية فلجأ إلى أمهات الكتب، واستطلع آراء من لهم القول الصائب، وشرع في اختيار المواد وترتيبها على نسق سهل المراس مدققًا في إيراد المعاني وتحرير العبارة والأخذ بما يتبادر الى الأذهان من شرح وتفسير، ساعيًا في إتقان التأليف وإحكام التعابير.
ومع إطلالة العام 1908 صدر «المنجد»، معجمًا مدرسيًّا للّغة العربيّة، صغير الحجم، غزير المادة وافرها، معولاً في سرد المعاني وتنسيقها على بعض الاصطلاحات، مرتبًا على ثلاثة أعمدة، مزينًا بصور عدة تمثل للعين بعض الأوصاف وتقوم مقام الشروح الطويلة، فتلقفته العامة والخاصة كما التربة الجافة تفتقر إلى زخات المطر بعد يباس دام أعوامًا.
أرباب اللغة
تتالت طبعات «المنجد» فلم يضنّ أرباب اللغة بآرائهم وتنبيهاتهم عمّا وجدوه من هفوات كانت تصحّح في الطبعات اللاحقة. ولكي يبقى «المنجد» المعجم العربيّ المثالي، نوى أصحابه إعادة النظر جذريًّا في تأليفه، فاهتدوا إلى طريقة تسهّل استعماله بالرجوع إلى معاني الأصل الثلاثي والرباعي وما يتفرّع منها، ثم رتّبوا مشتقاتها على الطريقة التقليديّة ضمن كل معنى من المعاني المختلفة. فضلا عن زيادة مئات المفردات المستحدثة من لغة المعاصرين، وإضافة آلاف الاصطلاحات العلمية بمختلف ميادين المعرفة، وذكر اللغة الأمّ التي ينتمي إليها الكلام الدخيل. وقد تمّ هذا العمل في الطبعة السابعة عشرة العائدة إلى
العام ١٩٦٠.
قبل أن يعاد النظر في تأليف «المنجد» جذريًا أضيف إليه في العام ١٩٥٦ قسم يحتوي مختلف ميادين الأدب والتاريخ والجغرافية والعلوم وغدا اسمه «المنجد في الأدب والعلوم» إلى أن تميز في العام ١٩٧٣ بتجديد واسع وأصبح «المنجد في اللغة والأعلام».
ومرّت الأعوام فإذا بالعالم العربيّ ينفتح على الحضارات الغربية، وإذا بالأدب العربي الحديث ينطلق في سماء اللغة مبتكرًا الكثير من المفردات الجديدة، فكان لا بدّ من معجم حديث يضمّ جميع المفردات والعبارات التي يحتاج إليها مثقف القرن الحادي والعشرين حتى تلك المأخوذة من أصل غير عربي. فأعدّ فريق عمل لم يعوّل على الشروح التقريبية التي كثيرًا ما ترد في معاجمنا العربية، بل عمد إلى وضع شروح علمية وإضافة مثل أو أكثر للمساعدة على فهم المعنى. وهكذا ولد في العام ١٩٩٨ قاموس جديد باسم «المنجد في اللغة العربية المعاصرة»، وغدا «المنجد في اللغة العربيّة والأعلام» في طبعته الثالثة والأربعين قيد الصدور
http://www.aljarida.com/AlJarida/Article.aspx?id=95550