" الجامع أمراء حصن بزاعا "
نسب الأمير مبارك : من ديوان ابن حيوس جـ1 ص326 عني بتحقيقة خليل مردم بك دار صادر بيروت :- مبارك بن شبل بن جامع بن زائدة ، من رؤساء بني كلاب ، وهو ابن خال سابق بن محمود المرداسي أمير حلب وزوج أخته . وأبوه شبل صاحب حصن بزاعا بين منبج وحلب 0
"" وقد قال الشاعر ابن حيّوس قصيدة عصماء يمدح بها مبارك بن الشبل بن جامع وتطرق من خلالها لبني مرداس أمراء حلب ""
مَحَلٌ لَهُمْ بَيْنَ النَّقَا وَالأَجَارِعِ
01- مَحَلٌّ لَهُم بَينَ النَقا وَالأَجارِعِ = عَدَتهُ الغَوادي فَاِستَنابَ مَدامِعي
02- وَلَو أَنَّني نَهنَهتُها خَوفَ كاشِحٍ = فَشَت زَفَراتٌ لَم تَسَعها أَضالِعي
03- وَفي الجيرَةِ المُستَنفِدي الصَبرِ عُصبَةٌ = لَوِ اِكتَنَفوني ما مُنيتُ بِرائِعِ
04- عَجَزتُ عَنِ الأَعداءِ بَعدَ فِراقِهِم = كَعَجزِ بَنانٍ لَم يُنَط بِأَشاجِعِ
05- وَمَن لي بِأَيّامٍ مَضَت لا عَزائِمي = مُفَلَّلَةٌ فيها وَلا اللَومُ رادِعي
06- لَيالِيَ لا اللاحي عَلى الوَجدِ قادِعي = بِما سَرَّ أَعدائي وَلا الشَيبُ وازِعي
07- فَبُدِّلتُ مِن شَرخِ الشَبابِ وَعِشرَةِ ال = أَحِبَّةِ تَسآلَ الدِيارِ البَلاقِعِ
08- وَقائِلَةٍ حَتّامَ يَخدَعُكَ المُنى = وَتوسِعُها عَتباً وَلَيسَ بِنافِعِ
09- فَيَأساً فَما عَهدُ الكَثيبِ بِعائِدٍ = إِلَيكَ وَلا أَيّامُهُ بِرَواجِعِ
10- وَلا وُدُّ مَن أَبدى لَكَ الوُدَّ صادِقٌ = وَما هُوَ إِلّا خُدعَةٌ مِن مُخادِعِ
11- ذَرِ الخَلقَ لا تَتبَعهُمُ مُتَفَرِّداً = بِنَفسِكَ وَاِتبَع رَأيَ أَهلِ الصَوامِعِ
12- فَما الناسُ إِلّا ضاحِكٌ وَهوَ عابِسٌ = سَريرَتُهُ أَو واصِلٌ وَصلَ قاطِعِ
13- فَبَعضٌ سَرابٌ غَرَّ بِاللَمعِ ظامِئاً = وَبَعضٌ شَرابٌ لا يَسوغُ لِجارِعِ
14- مُخالِفَةٌ أَقوالُهُم وَفِعالُهُم = كَما خالَفَ الصَهباءَ لَونُ الفَواقِعِ
15- عَرَتني صُروفُ النائِباتِ فَقَصَّرَت = ذِراعي وَرَدَّت خائِباتٍ ذَرائِعي
16- يُصيبُ الفَتى ما لَم يَكُن في حِسابِهِ = وَيَحذَرُ مِن شَيءٍ وَلَيسَ بِواقِعِ
17- وَما خِلتُ أَنَّ الدَهرَ يُلجِئُني إِلى = زَمانٍ يَبيتُ العَجزُ فيهِ مُضاجِعي
18- صَحِبتُ أُناساً بُرهَةً ما مَرامُهُم = مَرامي وَلا أَطماعُهُم مِن مَطامِعي
19- وَلَو لَم يُدانِ الضِدُّ ضِدّاً لَما دَنا = مَحَلُّ الأَفاعي مِن مَحَلِّ الأَسارِعِ
20- وَغَيرُ قَريبٍ مِن فُؤادٍ وَمَسمَعٍ = زَئيرُ الأُسودِ مِن نَقيقِ الضَفادِعِ
21- إِلى أَن أَبَت لي عَزمَةٌ أَعصُرِيَّةٌ = صَرَعتُ بِها الخَطبَ الَّذي كانَ صارِعي
22- فَنابَ ضِياءُ الفَجرِ عَن ظُلمَةِ الدُجى = وَأَنسى الفُراتُ ناضِباتِ الوَقائِعِ
23- وَعُوِّضتُ مِن رَعيِ البُروقِ وَشَيمِها = غَماماً تَجَلّى عَن سُيولٍ دَوافِعِ
24- وَوَسمِيُّهُ جودُ بنِ نَصرِ اِبنِ صالِحٍ = وَكانَ الوَلِيُّ لِاِبنِ شِبلِ اِبنِ جامِعِ
25- هُما أَنعَما قَبلَ السُؤالِ وَأَجزَلا = فَأَعظِم بِمَتبوعٍ وَأَكرِم بِتابِعِ
26- لِتَكذيبِ مَن ظَنَّ المَعيشَةَ ضَنكَةً = وَمَن قالَ إِنَّ الرِزقَ لَيسَ بِواسِعِ
27- لَقَد أَغنَيا عَن أُمَّةٍ طالِبُ النَدى = لَدَيهِم كَباغي الرِسلِ مِن يَدِ راضِعِ
28- يُراوَحُ مَن نالَ النَوالَ أَوِ القِرى = بِأَدهى الدَواهي أَو بِأَنكى الفَجائِعِ
29- وَإِنّي وَإِن أَكثَرتُ وَصفَ مُبارَكٍ = وَأَطنَبتُ ما خَبَّرتُ إِلّا بِشائِعِ
30- هُمامٌ حَوى في أولَياتِ شَبابِهِ = مَآثِرَ أَعيَت كُلَّ كَهلٍ وَيافِعِ
31- إِذا بَذَلوا خَوفاً أَتَت مَكرُماتُهُ = عَطايا كَريمٍ لا عَطايا مُصانِعِ
32- نَصِيَّةُ أَنجادٍ تَخافُ وَتُتَّقى = وَنُخبَةُ أَمجادٍ ضِخامِ الدَسائِعِ
33- وَأَسرَعُ في مَنعِ الذِمارِ إِجابَةً = إِذا نادَتِ الأَبطالُ هَل مِن مُقارِعِ
34- يُلاقيهِ مَن يَرجو جَزيلَ نَوالِهِ = بِإِدلالِ خَفضٍ لا بِذِلَّةِ طامِعِ
35- كَفى كُلَّ راجٍ سَومَهُ العُرفَ ضارِعاً = لَهُ وَخَلَت أَفعالُهُ مِن مُضارِعِ
36- وَدَرَّت لَهُ في كُلِّ أُفقٍ غَمامَةٌ = تَدُلُّ عَلى بُخلِ الغُيوثِ الهَوامِعِ
37- أَلائِمَهُ في الجودِ مَهلاً فَإِنَّها = نَصائِحُ تُهديها إِلى غَيرِ سامِعِ
38- وَهَل خَرَجَت أَفعالُهُ عَن مَحاسِنٍ = تُخَبِّرُ أَو أَقوالُهُ عَن شَوافِعِ
39- مِنَ القَومِ لا يَستَنصِرونَ سِوى الظُبى = إِذا المانِعونَ اِستَنصَروا بِالمَقانِعِ
40- وَما اِستَأثَروا عَن كُلِّ عافٍ وَزائِرٍ = بِما كَسَبوهُ بِالرِماحِ الشَوارِعِ
41- يَروقُكَ مَرآهُم مَضاءً وَرَونَقاً = وَتِلكَ سَجِيّاتُ السُيوفِ القَواطِعِ
42- وَتَلقاهُمُ في نائِلٍ وَحَمِيَّةٍ = غُيوثَ العَطايا أَو لُيوثَ الوَقائِعِ
43- عَتادُهُمُ خَطِّيَّةٌ قَد تَكَفَّلَت = بِرَزقِ نُسورٍ حُوَّمٍ وَخَوامِعِ
44- وَهِندِيَّةٌ في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ = تُفَرِّقُ ما بَينَ اللَهى وَالأَخادِعِ
45- وَمُقرَبَةٌ عَزَّت شِراءً فَكُلُّها = قَلائِعُ حيزَت أَو بَناتُ قَلائِعِ
46- وَمَهرِيَّةٌ يَحمونَها الدَهرَ نَخوَةً = وَيَبذُلُها عِندَ القِرى كُلُّ مانِعِ
47- تَبيتُ حِدادُ البيضِ أَوفى حُتوفِها = وَتُضحي حِجازاً دونَها في المَراتِعِ
48- وَكَم مَأزِقٍ سَدَّ الفَضاءَ جُيوشُهُ = ثَنَوها عَلى أَعقابِها بِالطَلائِعِ
49- وَلِلعارِ كَشّافونَ إِن غَشِيَتهُمُ = وَغىً كَشَفَت عَمّا وَراءَ البَراقِعِ
50- وَلَو مُنِيَت عَوفُ اِبنُ عَبدٍ بِفَقدِهِم = لَكانَت أَكُفّاً لَم تُعَن بِأَصابِعِ
51- لَقَد أَسَّسَت أَبناءُ زائِدَةٍ لَها = قَواعِدَ أَرسى مِن هِضابِ مُتالِعِ
52- وَهُم خَلَفوا النُعمانَ في صَونِ بَيتِهِ = وَما ظَفِرَت لَولاهُمُ بِمُمانِعِ
53- فَنَكَّبَها كِسرى عَلى عِزِّ مُلكِهِ = وَما شاعَ مِنهُ مُكرَهاً غَيرَ طائِعِ
54- وَقَد سارَ شِبلٌ فيهِمُ وَمُبارَكٌ = بِمالَم يَسِر عَن نَهشَلٍ وَمُجاشِعِ
55- وَلَو أَنَّ هَمّاماً رَأى ما رَأَيتُهُ = لَكانَ عَلى هَذا المَقالِ مُشايِعي
56- وَما خُلِقا إِلّا لِإِفناءِ قاسِطٍ = يُخافُ وَيُرجى أَو لِإِغناءِ قانِعِ
57- أَبا تَرجَمٍ جادَت يَداكَ تَبَرُّعاً = فَعالَ كَريمِ الصُنعِ جَمِّ الصَنائِعِ
58- مَواهِبُ إِن أَودَعتَها الناسَ سالِفاً = فَإِنِّيَ أَولاهُم بِحِفظِ الوَدائِعِ
59- أَبَيتَ فَلَم تَنكُث وَلا أَنتَ ناكِبٌ = طَريقاً إِلى العَلياءِ لَيسَ بِشاسِعِ
60- نَصِيَّةُ أَنجادٍ تَخافُ وَتُتَّقى = إِذا ما سَعَيتَ مِن حَسيرٍ وَظالِعِ
إِ61- قامَةُ عَدلٍ لِلأُلى اِستَبعَدوا المَدى = فَهُم بَينَ ماضٍ في الضَلالِ وَراجِعِ
62- لَقَد جُزتَ أَقصاهُ بِغَيرِ مُرافِقٍ = وَذُدتَ الوَرى عَنهُ بِغَيرِ مُنازِعِ
63- سَأَشكُرُ ما دامَ الكَلامُ يُطيعُني= صُنوفاً أَتَت مِن جودِكَ المُتَتابِعِ
64- تَوالَت عَلى مَن لا يُدِلُّ بِخِدمَةٍ = عَلَيكَ وَلا يُدلي إِلَيكَ بِشافِعِ
65- فَأَجنَتكَ مِن مَحضِ القَريضِ وَحُرِّهِ = بَضائِعَ لَيسَ العُرفُ فيها بِضائِعِ
66- سَتَطرُقُ مِنها كُلَّ أَرضٍ غَرائِبٌ = حِسانُ المَبادي رائِعاتُ المَقاطِعِ
67- إِذا أُنشِدَت كادَت لِفَرطِ بَيانِها = تَعيها القُلوبُ قَبلَ وَعيِ المَسامِعِ
( قضيب بن زامل )
وهكذا فإن آخر شاعر من شعراء الدولة الجبرية يصلنا إنتاجه شاعر تكتب بعض المخطوطات اسمه الكليف وبعضها تكتبه الجليف. وأرجح أن اسمه الصحيح هو الكليف؛ وربما أن النساخ النجديين كتبوا الاسم بالجيم بدلا من الكاف محاولة منهم لمجاراة نطق الكاف عند أهل الأحساء والبحرين، وهو نطق قريب من الجيم. وهكذا فإنه من السهولة أن تصحف الكاف إلى جيم مراعاة للنطق ولكن ما من سبب يدعو إلى قلب الجيم إلى كاف، ولهذا أرى أن الاسم الصحيح بالكاف لا بالجيم. ولا ندري هل الكليف اسمه أم لقبه. وقصيدته على بحر الرجز في مدح مقرن ولد قضيب تنيف على مائة بيت وهي من أجود قصائد المدح في الشعر النبطي. وهو إذ يمدح مقرن في قصيدته إلا أنه يخاطبه مخاطبة الند للند ويسدي إليه المشورة والنصح ويعرض عليه المساعدة المالية. وليس في القصيدة أي أثر للتكلف أو التزلف أو الاستجداء. وهو يحذره من مصافاة العدو وممالأته حتى لو رأى البشاشة في وجهه ويقول إن عدوك يضحك لك ريثما يتدبر أمره في الكيد لك. هذه البشاشة الخادعة يشبهها الشاعر بالسراب أو الماء الصافي في بئر غير محكمة الطي ورخوة الجوانب. حينما يرد الظمآن طمعا بهذا الماء البارد تزل به قدمه حالما يصل حافة البئر وقبل أن يدرك نفسه وينجو تزل قدمه الأخرى فيسقط في ماء البئر العميق وتنهار عليه جوانبها. تقول القصيدة :-
زهت الديارُ بحسنِها وجَمالِها // واستبشرت بالعز روس رْجالها
وبها القلوبُ قد اطمأنّت بعدما // كثرت وشاة السوّ في نزّالها
والغيث جاد به الحقوق وجرّرت // فيها مباكير السحاب اذيالها
ورست بأمر الله بعد تزلزلٍ // طابت معيشتها وزان ظلالها
واجرى بها الحق المقيم اقلامه // والجود حل بها وزال علالها
وتجاوبن حلو القريض خرايد // بديارهم واهل الديار جمالها
يزهن طردٍ للتشبب للفتى // شروى اجتوال الريم عند جفالها
والحمد للمولى على إحسانه // على جميع وهايبه وافضالها
ولّى إمامٍ في الديار وقد طمى // بالعلم بحرٍ من بحور ظلالها
بالعدل واصلاح العشيره بعدما // كثرت وشاة السو بين رجالها
وتزيّنت للغير فيها واثمرت // بنوايعٍ شاق الفؤاد احمالها
بامرٍ من المولى وْوَفْقٍ طيّب // للدار من عقب اختلاف خلالها
بمرابعٍ فيها الملا كم تقتدي // ما طاوع اشرار الملا وانذالها
إلى غريريٍّ من اولاد المضا // راعي عطايا ما يِمِنّ جْزالها
شيخ العشيره مقرنٍ زاكي الوفا // حمّال من جِلّ الخطوب ثقالها
قد شاف بالأعمام ما لا يُرتضى // بالدار واقفى زاهدٍ باعمالها
متسلّلٍ عن ديرته واصحابه // خوف القطيعه بالصديق وقالها
حتى بقى الطرّاش يتعب بينهم // يسعى ويشكي ما جرى في حالها
ويقال ياستر العشيره قد بقى // قطع بأيدي الظالمين وصالها
فأجاب كالحر القطامي جارد // من شوفته زِرّيقةٍ يدعى لها
حوّل محل الملك وانقادت له // أهل الشروق وغربها وشمالها
بالسيف حل الدار كرهٍ والقنا // وبنى بيوت المجد فوق حلالها
قاسى الملا وافى الحروب فكم وكم // لحقت به اصحاب الأمل آمالها
قد نال من مال الكرام فضالها // خوف القضا بارواحها واموالها
والمال مطروحٍ على وجه الوطا // ذهبٍ وحيوانٍ مَعَ دلالها
وطرايف الشهوات في سوق المنى // ما تترك الا خوفةٍ من حالها
من حكم مَلْكٍ عادلٍ في حكمه // وفيه القشر لمن مشى بادغالها
وان طاح في دار العدا غمق السرى // غرّا يشوق الناظرين خيالها
هرفي ووسميٍّ بشهرٍ كامل // نو السعود موافقٍ هطّالها
وبقى نبات الأرض يزهى ربعها // وغطى النبات حزومها واطلالها
إلى نشا فوق الحزوم مطارقٍ // يهتز نوّار البها ميّالها
وامست به الفرقان شتّى همّل // عامين ما يطوى نشير اموالها
واقفن عن سلفان قيس مخافةٍ // فيها الوحوش رواغدٍ همّالها
فالى ذوى زاهيه واطّرد السفا // واوما على روس الروابي لالها
ولعى على الما كل هيما خرعب // يجيبها عند الحنين طفالها
ويجن من روس الفلاة ورّد // في لهفةٍ يشفى الضمير زلالها
شرقيها الدهنا ومن غربيها // حدٍّ يحدّه شامخات جبالها
وازينها والحي فيها قاطن // وسوامها ملتمّةٍ بظلالها
هذا ولي عينٍ إلى طاب الكرى // وعيالها فيما عصت عذّالها
والعين مني قد جرت عبراتها // ونعت زمانٍ بالسعود مضى لها
وتذكّرَت عصر الشباب وما جرى // بمشاهدٍ ومنازلٍ طوبى لها
والدار جامعة لحيي والنيا // ما فرّق اللاما وجذّ حبالها
واقول والقلب المشيح مكلَّف // والنفس شاقيةٍ بما يعنى لها
يابو مبارك لا بليت بسيّه // ياستر بيضٍ قد ذَهَلْنَ دَلالها
يامنوة الخِطّار وان طَرَقت بهم // قودٍ من البيدا تحطّ رحالها
يازبن تال المرهبين إلى جذت // بالبيض من رهق الخصيم جمالها
في يوم هيزعةٍ وقد بحث الكدى // وجذت رجال الحرب دون اقوالها
وقامت جياد الخيل تحجز بينهم // روس القنا وتناطحت بابطالها
جواد عيّاف الدنايا مقرن // كرهٍ يقاضي والقتام جلالها
بمتوّجٍ ياطول ما لحقت به // والعز والنوماس في غربالها
متقلدٍ صافى الحديده صارم // شرثٍ الى ناش الضريبه شالها
ومن القنا ثلث اربعين براسه // كالنجم يوضي بالظلام شعالها
ومضافرٍ كالفهد وزن براسه // يشلق بذاك اليوم فيه رجالها
بيمنى غريريٍّ من اولاد المضا // مرخص دبيل الروح عند قتالها
ما تلحق السفها قصايا سدّه // يومٍ ولا كل الرجال تنالها
فان كنت ذو حلمٍ وعقلٍ كامل // وطبيعةٍ تزهى بحسن جمالها
فارتد لحكمك من حكومة غيرك // نورٍ على نورٍ يصير ازكى لها
والفكر بالقالات قبل ورودها // باب النجاة إلى عطت باقبالها
فالراي قبل الفعل أقدى للذي // يجزى صدور الراي عند اقبالها
والمهلكات اعجاب إمر برايه // ودخوله القالات ما يعبا لها
فان الغمايظ بالقلوب محلّها // والنفس ما تومَن على قتّالها
قلته وانا اللي شايفٍ من قبل ذا // أشيا يكافي قصرها وطوالها
ياما شفى غل القلوب من ابلج // يمشي على الدولات لاستزيالها
ومجاملٍ بافواهه ان وهبت له // يومٍ دنا وادنات شيٍّ نالها
وابعد عدوّك عن محلٍّ نلته // فالنفس لا بد البلا يغتالها
واحذر عدوك لو تسيّد عندك // لو قال هاك من الوعود ثقالها
واحذر عن ارماث العهود فإنها // دَرَك النفوس الى دنت آجالها
واحذر عدوك لو صفى لك وجهه // حدّه برجوى حيلةٍ يحتالها
يعطيك بالراحات أقوالٍ وهي // شروى سرابٍ طافحٍ في لالها
وبشاشةٍ بالوجه مثل ركيّه // برّاقةٍ بالما هيارٍ جالها
من دون ماها جاريٍ ومزلِّه // ما يامن القلب الذهين سلالها
فإلى زْلِفَت رجلك وحل بها القضا // فادر ان الاخرى حالها من حالها
واعرف بأن الطير سعده ريشه // وان قِص ما له حيلةٍ يحتالها
وان قصّت اليمنى الشمال تحسّفت // وتندّمت يمنىً تقص شمالها
ومن لا ينال معزةٍ برفيقه // نال المذله دِقّها وجلالها
فان كان تبغي ملك هجرٍ صادق // فاضرب بحد السيف روس رجالها
واجعل قديمي في محل مقدّم // واهل الشروقات استعن باموالها
فان الممالك ما تجيك براحه // إلا بشيٍّ تاعبٍ محتالها
وان ارجفت دارك وحل خذولها // وكثرت وشاة السو في نزّالها
ما تركد الا عقب ضرب جماجم // بالسيف وايمانٍ هفت لوصالها
وقطايع وقلايع ووقايع // وصرايع وصنايعٍ تبرى لها
وصدايم وصرايم وعظايم // وغرايم وعزايمٍ تعبا لها
وإلى بليت وعدت يومٍ خايف // من ميلة الدولات عقب عدالها
اجعل مَعَ حرف الشريعه مثله // حرفٍ من الباطل يصير ازكى لها
الحق في كتب النبي محمد // والسيف عن عيلاتها يبرى لها
لا تحسب ان الخط في قرطاسه // يجري مداد الحبر فوق صقالها
يهدي القلوب العايلات عن العيا // إلا ان يحل السيف في جهّالها
فالى ايتفى حقٍّ وسيفٍ صارم // هدت العصاة وطاوعت عذالها
ويتم حق المسلمين دروبه // بقرعٍ يدل عن العيا عيّالها
كذا السفينه ما يزين مسيرها // الا بشد شراعها وحبالها
ولا يِسْنِد العِيّال عن وهماتها // إلا القضا بارواحها واموالها
والدار شروى زينةٍ معشوقه // كل البرايا مشتهين وصالها
فان حازها بعلٍ غيورٍ حفظها // في موضعٍ ما رامها من نالها
وان عدمت البعل الغيور تلطّمت // بعد الجمال الزين بازرى حالها
وإلى وليت فكن حفيٍّ ريّف // فالنفس لا بد الإله يسالها
واحذر محاسبة الإله بموضعٍ // فيه النفوس رهاينٍ باعمالها
اعدل وخف ملكٍ عليك عقوبه // وانظر قداة السو كيف جرى لها
خذ من علومي درةٍ مصيونه // لى كرّروها الناس صار ازكى لها
تَمّت ولا من واعيٍ يسمع لها // إلا شقى في نظمها وعدالها
مدحٍ وتشريفٍ وبذل نصيحةٍ // ما تختفي عند الرواة امثالها
جت من فؤادٍ ناصحٍ بمحبةٍ // ما هوب محتاجٍ يريد نوالها
إلا هديّة عارفٍ ومعوّل // لاهل الديار ورايفٍ في حالها
وانا بحالات الصديق مساعف // إن شحّت اولاد العمام بمالها
ما نيب من يعطي رفيقه قافي // إن صكّته دنياه عقب اقبالها
إلا أقاضي في قفاه ووجهه // قرعٍ بشارات الندى وارعى لها
https://benikhald.blogspot.com/2012/...g-post_26.html