الوالى العثماني محمد امين والعوازم
--------------------------------------------------------------------------------
المرجع كتاب الأسر الحاكمة فى الاحساء تأليف ( أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهرى القسم الثانى صفحة 248 )
يقول ماهذا نصه :
سنة 1254 هجرى0 قال ابن بشر :
فلما كان غرة شعبان من هذه السنة أعنى سنة خمس وخمسين أقبل ( يعنى محمد أفندى ) بين العشائين من عين نجم المعروفة فى الاحساء ومعه من أعوانه الشجعان خمسة من الفرسان وغلامه بين يديه ، ومعه فنر فيه سراج وهو يريد بلد الهفهوف فرصد له فى طريقه ثلاث رجال معهم ثلاث بنادق فلما أقبل عليهم رموه ببنادقهم فوقعت واحده فى رأسه وواحده فى قلبه وواحده فى الفنر الذى مع الخادم فخر صريعا وسقط على جنبه سريعا وفر عنه أصحابه وتركوه ولا أغنوا عنه ولا نفعوه ، وهرب الذين قتلوه ، فرجع اليه بعض خدامه فوجدوه ميتا فحملوه الى بيته ، فلما أصبح الصباح خاف أحمد من تهمته فأمر مناديا ينادى فى الموسم أنه من أخبر بقاتل الأفندى فله خمس مئة ريال ،
فقيل له ان الذى قتله فلان وفلان وفلان ثلاثة من العوازم من أعوان آل عريعر فأرسل اليهم وحبسهم 0
انتهى كلام ابن بشر
فى نفس الموضوع قال مؤلف : تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب (السلفية)
( سنت جون فيلبى ) صفحة 280_281
ونقل الأتراك أحمد السديرى من امارة السدير الى اقليم الاحساء 0 الذى لم ينسى أهله اعتداءات جيش ابراهيم باشا ،
وكان هذا النقل اشارة الى العهد الجديد سيكون أرحم من القديم ، الا أن تغيير الاسلوب كان مؤقتا فقط ، فما كاد أحمد يهدى مخاوف الاحسائيين وينظم ادارة اقليمهم ومنطقة القطيف ، حتى نقل ليشرف بنفسه على الخزينه العامة ، بينما خلفه فى المنصب رجل تركى اسمه محمد أفندى صار يضرب المثل بطغيانه وقسوة معاملته 0 وطبيعى أن الظالم قصير العمر ، فقد قتل محمد أفندى على يد مجهولين بينما كان عائدا من زيارة قام بها الى عين نجم ذات المياه المعدنيه ،
وخشى أحمد السديرى أن تسند اليه تهمة التحريض على مقتله ، فأعلن عن مكافأة سخيه لمن يدلى بمعلومات تؤدى الى اعتقال القتلة ، وتنفيذ حكم الاعدام فيهم ، واتجهت التهمة الى ثلاثة رجال من قبيلة العوازم من أتباع أمراء بنى خالد كانوا قد طلبوا الغاء منصب الحاكم 0
ولكن خورشيد باشا لم يقتنع بصواب رأيهم فأرسل من الرياض حاكما آخر اسمه محمد أفندى أيضا ، فسخط من ذلك أحمد السديرى فطرد من منصبه ، وكان مقتل محمد أفندى الاول فى تشرين الاول سنة 1839 ميلادى 0
قلت معلقا يتضح من سياق النصوص بينه وبين ابن بشر يختلف اختلاف كلى حيث انه أضاف جملة ( قد طلبوا الغاء منصب الحاكم ) مما يعنى قرار سياسى 0
وأما كتاب ( من وثائق الجزيرة العربية 0 فى عصر محمد على ) اختيار واعداد وتحقيق الدكتور عبد الرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم : وثيقة (12) مصدر الثيقة 0 دار الوثائق القومية _ القاهرة 0
وحدة الحفظ : محفظة (267) عابدين 0 رقنها فى وحدة الحفظ : (44) اصلية 0 (75) حمراء 0
تاريخها : 23 شعبان 1255 هجرى / 1 نوفمبر 1839 ميلادى 0
موضوعها : رسالة من خورشيد 0 عن مقتل محمد رفعت 0 فى الاحساء 0 وتعيين محمد أفندى شرمى 0
(( سيدى سنى الهمم ، صاحب الدولة ، والعاطفة :_
(( انه بسبب ما شاع فى كل جهه من نجد ، ما وقع فى الحربية ، لقد بدأ للعيان ظاهرا تبديل أهالى الجهات البعيدة المسافات ،أطوارهم وأوضاعهم ، وبما انه معلوم لديكم انه لا يمكن ادارة الاحساء ، بالعساكر الموجودة فيها ، فقد أرسلنا البكباشى عثمان أغا من معاونى جيش نجد الى الاحساء ، قبل عشرين يوم ليكون ناظرا على العسكر ، الذين أرسلوا الى الاحساء أولا وأخرا ، ولما فى ذلك من سهولة ، فى ادارة فرسان المحل المذكولر ، وأرسلنا معه عربى أغا ، هوارى باشى (لرئيس الهوارية) ومعه نحو ثمانين من الفرسان ، وكل المشاة ، أما محمد أفندى ، معاون الداعى الموجود فى الاحساء ، فقد عمل على زراعة المحل المسمى نجم خارج الاحساء ، وقد ذهب لمعاينة ذلك المحل الذى عمل على زرعه ، وبعد ما عاينه ، رجع وقت العشاء ، وباثناء عودته كمن له ثلاثة فى أثناء الطريق ، وأطلقوا عليه الرصاص فذهب فداء عن أفنجينا الخديوى الاعظم ، فلما شاعت هذه الواقعة ،فى أطراف الكويت ، صمم العرب على اظهار ما يضمرونه من جرؤة ، يجردونها قائلين : أن العسكر فى الاحساء قليل ، واتخذوا وفاة الافندى المذكور فرصة وعزموا على اخراج محمد أفندى الملازم المأمور بمشترى الغلال من الكويت ، كما كتب لنا بذلك المأمور 0
وحيث أنه يلزم مضافة عدد العسكر فى أطراف الاحساء ، ولتدبير القوة ، ومن حيث أنه لا يوجد فرسان ، والحالة هذه فى تلك الجهات ، فقد بعثنا قبل يومين أو ثلاثة من تاريخ هذه العريضة ، عبدالله أغا رئيس الهوارية وسبعين فارسا من فرسانه على سبيل العجلة ، وقد بحثنا عمن قتل المعاون السالف الذكر ، وعن قبيلتهم ، وهل هم من الحضر أو البدو ، ولكن لم يعلم القاتل حتى اليوم ، وحيث انه يلزم ارسال بدل عنه ، خبيرا بالمصلحة مدرك لها فقد ارسلنا محمد شرمى افندى ، البكباشى الاول فى الاى البيادة الخامس عشر 0 فاذا علمتم هذا علما مقرونا بالعناية 00 فنرجوا عرض ذلك على أعتاب الخديوى المباركة ، وأن تتفضلوا بالافادة عما يصدر أمره ))
(( وهذا مادعا الى المبادرة باعلامكم به سيدى ))
من ثرمده فى 23 شعبان سنة 1255 هجرى / 1 نوفمبر 1839 ميلادى 0 ميرميران خورشيد ( صفحة 719_720 )
قلت : هذا ماقالته البرقية المرسلة من الاحساء 0 والاختلاف واضح من خلال الأسامى بحيث أن المقتول سنة 1255 هجرية هو محمد رفعت 0 بينما الذى قتله العوازم هو الباشا محمد أمين باشا والوثائق العثمانية أصدق من قول ابن بشر وغيره 0 والدليل من شعر العوازم أنفسهم حيث يقول أحد شعراء العوازم من البريكات 0 باشة الترك جابه 0
والمقتول هو محمد أمين باشا أفندى 0 وقاتله ثلاثة من العوازم سنة 955هجرى 0
لاسنة 1255هجرى 0 وما عليك الا الرجوع الى كتاب الكويت والغزو العفلقى 0 للدكتور أحمد المزينى حيث يقول : العوازم كقوة لا يستهان بها فى الاقليم واحدى القبائل الرئيسية هناك حتى أنهم المسؤلين عن مقتل الوالى العثمانى فى الاحساء محمد افندى عام 955 هجرى 0 وكما كتب فى جريدة الرأى العام الدكتور محمد عيسى صالحية 0 انه محمد أمين باشا 0
وسنت جون فلبى لا أعرف مصدره بحيث أورد المقالة مع اختلاف فى ما قاله ابن بشر 0 والاثنين كلامهم غير صحيح لأمر ما فى نفس يعقوب 0
ويقول حمد الجاسر فى كتابه بلدة (البرود) صفحة 163 0 ما هذا نصه : وما أكثر ما لابن بشر وغيره من المؤرخين قبله وبعده من أخطاء وأوهام 0
ويأتى قول : كتاب هزار الاحساء وبلبلها الغريد 0 تأليف الدكتور محمد بن عبداللطيف بن آل ملحم : ولشاعر سليم عبدالحى ، قصيده تحكى قصة قتل ( آل ملحم ) لمحمد رفعت الوالى التركى فى الاحساء فى الفترة ما بين الدولة السعودية الثانية والثالثة 0 والقصة معروفة وقد أثبتها علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر فى كتابه المعجم الجغرافى للبلاد العربية السعودية 0 المنطقه الشرقية ( البحرين قديما ) عام 1401هجرى وفى هذا المعجم بصفحتى 1236 وما بعدها عن عين نجم ذكر مابلى :_ ( وورد ذكر هذه العين فى حوادث سنة 1255هجرى حين استلاء المصريين على نجد 0
ففى تلك السنة قدم محمد افندى بلد الاحساء أميرا من جهة خورشيد باشا وخالد بن سعود ومعه منهم ورقة لأحمد بن محمد السديرى بعزله من الأمارة 0 ويكون وكيلا على بيت المال 0 وكان محمد افندى المذكور فيه عنف وجور 0 ولما كان فى شهر شعبان أقبل من عين نجم بعد الغروب 0 ومعه خمسة فرسان من أصحابه 0 وغلامه يمشى أمامه بفنر ( أى سراج ) كان معه 0 وهو يريد منزله بالهفهوف 0 فلما وصل العين المعروفة بأم خريسان 0 وكان قد رصد له فى طريقة ثلاثة نفر ببنادقهم فرموه دفعه واحدة فوقع ميتا 0 وانهزم أصحابه الى محلهم 0 وسبب ذلك أنه طلب من أحد أعيان أهل
الاحساء من آل ملحم أن يزوجه بنته 0 فأعتذر بأنها معقود عليها لولد عمها الذى هو الآن ف الهند فما قبل عذرهم بل أرادها منه جبرا 0 فحملهم على ما فعلوا به وكان قد توعدهم باخراجهم من الاحساء والزواج بابنتهم قسرا 0 فقتله آل ملحم وهم رؤساء محلة النعاثل فى الهفهوف 0((صفحة 164_165)
ويقول الشاعر سليم عبدالحى عن هذه الواقع :
هذولا بنى ملحم هل الجود والطيب 000000 من رادهم فى دارهم يذهبونه
والقصيدة أطول من ذلك ومن أراد قرائتها فى كتاب هزار الاحساء
قلت : محمد رفعت أفندى قتل من قبل عائله محترمه ومن أجل رفضهم الزواج من بنتهم 0 ومقتل محمد رفعت سنة 1255هجرى 0
وأما مقتل الوالى محمد أمين باشا 0 اقتلوه ثلاثة من قبيلة العوازم 0 كانوا قد طلبوا الغاء منصب الحاكم وأما قوله : من اتباع أمراء بنى خالد 0 فهذا مردود عليه 0 لأن بنى خالد حكموا الاحساء سنة 1080 هجرى 0 وبكون العوازم اقتلوا الوالى العثمانى سنة 955 هجرى 0 لا علاقة للخوالد بالموضوع نهائيا 0 وكانت دولة بنو جبر تحاول استرجاع ما سلب منها على يد بن مغامس ومن ثم اختفى بن مغامس على يد العثمانيون من الاحساء 0 ((منذاحتلال الاحساء سنة 940هجرى وأصبحت الاحساء تابعه الى أيالة البصرة سنة 945هجرى 1538ميلادى 0 )) مابين قوسين المرجع تاريخ الدولة العثمانية للمؤلف : يلماز أوزتوونا _ صفحة 343_333_364 0
وأردت أن ألفت انتباه الباحثين 0 الا يمكن يكون لقبيلة العوازم ماضى سياسى يتعلق بالدولة الجبرية0
وتخبط المؤلفين قصده تشتيت الآراء خلال المراجع التى لم تقع بين ايدينا 0
وهناك رجل اسمه : جبر بن محمد بن جبر يذكر فى كتاب الفتح المبين فى سيرة السادة البوسعيديين0
مقارب لسنة التى يذكرون فيها العوازم جبر بن جامع 0 علما بأن العوازم كانت قوة ضاربه 0 بحيث يقول شاعرهم :
والضد ناخذ بالمرابيع شاته 00000 ونحطها لجبر بن جامع ذبايح
والشاعر عبد ابن جامع حيث يقول :
حفظتها ياعم ما غريتك ابها 00000 خوفتى تذكرها رجال لرجال
والعبيد لاتكون الا عند رجل له منزلة عاليه 0