فوائد من مقالات الشيخ سالم الطويل في الرد على غلاة التبديع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ,
وبعد :
فقد ردالشيخ سالم الطويل على غلاة التبديع في سلسلة من المقالات سماها :" وجاء خطر التبديع
فأجاد ـ حفظه الله ـ , ثم رد مؤخرا عليهم ؛ لا سيما على بعض مقدميهم كالدكتور.. بازمول أحمد
الصغير, فكانت كالصاعقة عليهم –رغم أنه لم يشدد عليهم كثيرا حفظه الله – وسنذكر بعضا من فوائد
مقالاته الأخيرة في رده على منهج الغلو الذي أضر بالساحة الدعوية وشتت شمل السلفيين في كثير
من البلدان .
قال الشيخ سالم في مقاله " بل الله يزكي من يشاء " : (( لقد آذى الدكتور أحمد بازمول كثيراً من طلبة
العلم السلفيين في الكويت والسعودية وليبيا وتونس وأوربا وامريكا وغيرها وكأنه قد نصَّب نفسه
حاكماً بين السلفيين، والرجل فيه عجلة وتسرُّع وركاكة في الأسلوب، وعجب شديد ويستعمل أسلوب
الترهيب ليسقط هذا ويطعن بذاك ))
فإذا كان هذا حال أحد كبارمقدميهم ومقلَدِيهم فكيف يكون حال أتباعهم –هداهم الله – , إذا كان هذا حال
من يصفه الدكتور ربيع المدخلي بالعالم المؤصل (!) فكيف بمن لم يحز هذه المرتبة عند المدخلي !
والحقيقة أنهم يؤذون السلفيين فقط , بل يتخيرون أفضل الموجودين ـ خارج السعودية ـ علما ودعوة
ومنهجا فيسقطونه , وانظر إلى ضحاياهم في كل بلد ماذا تجد , ثم يخلفونهم ببعض الجهلة ويزكونهم
ويرفعونهم فوق منازلهم وهم كانوا من تلاميذ ضحاياهم !!
وقال ـ حفظه الله ـ : (( فلقد كتبت في المقالات الثلاث السابقة عن بعض الإخوة الذين تحزبوا بحزب جديد
لا يختلف كثيرا في حزبيته عن الأحزاب القائمة وقد يفوقها بالسوء من وجه ويفوقها بالحسن من وجه
آخر! ولقد استقبلت رسائل واتصالات كثيرة من داخل البلاد ومن خارجها كلها تؤكد أهمية الاستمرار
في الرد على هؤلاء الذين يحذرون الناس من دروس التوحيد والعقيدة والتفسير والحديث والفقه بحجج
واهية وتأصيلات فاسدة، ذكرت لكم اخواني القراء بعض أخطائهم وفي مقالي هذا سأذكر بعضا منها
بحسب ما يسع المقام ولن استوفيها كلها فهي عندي في المسودة قد تجاوزت الخمسين نقطة…..! )) خطر التبديع 4 للشيخ يسالم
وهنا تنويه من الشيخ في المواصلة في الرد عليهم لما لهم من ضرر في كثير من البلدان
رؤية الشيخ سالم للغلاة في التبديع :
يرى الشيخ سالم أن من أبرز سمات غلاة التبديع والتجريح :
1- التسرع في التبديع والالزام به :
(( وهكذا يفعل المتسرعون بالتبديع فلما بدعوا بعض المسلمين أفرادا كانوا أو جماعات أو جمعيات
أرادوا من غيرهم أن يبدعهم معهم كما بدعوهم ومن لم يوافقهم فهو إما متساهل مع المبتدعة أو
مدافع عنهم أو مثلهم بل قد يعتبره بعضهم بأنه منحرف في منهجه والله المستعان )) خطر التبديع 1
وكلام الشيخ واضح جدا في نعيه على تسرع هؤلاء الغلاة في التبديع , وعلى إلزامهم الناس بتبديع من
يبدعون , ويشنع عليهم كيف أنهم يرمون من خالفهم في التبديع ولم يوافقهم بأنه متساهل مع أهل
البدع أو مميع أو أو ثم يلحقونه بمن يبدعونه !
والسؤال المطروح هنا : من سن هذه السنة السيئة , ومن يسير عليها من العلماء غير المدخلي ؛
فلماذا نلوم الشباب ولا نلوم من يأخذون عنه هذه الأشياء , فهم في النهاية يقولون : نحن نتبع عالما
كبيرا إماما في الجرح !
2-إظهار الغيرة على الدين والسنة
(( كذلك وللأسف الشديد قد يبلغ الجهل بالتكفييرين والمبدعين ذروته وقد يعبث بهم الشيطان فيوغر
صدورهم فيتشنجون كثيرا فيقول التكفيري الدين الدين والجهاد الجهاد وأعراض المسلمين تُنتهك ثم
يسارع بتكفير المسلمين وكذلك تجد المبدعين كثيرا ما يتشنجون فيقول بعضهم: السنة السنة وليس
عندنا سوى السنة، فإما سنة او بدعة وإما أبيض او اسود لا وسط بينهما (ولا رمادي)، نسأل الله العفو
والعافية.)) خطر التبديع 1
مقارنة غلاة التبديع بغلاة التكفير , واشتراكهم في الغيرة المزعومة التي أدت بهم إلى تكفير المسلمين
أو تبديعهم !
2- لا يفرقون بين الفعل والفاعل
(( أخي القارئ العزيز من اكبر اسباب تكفير التكفيرين للمسلمين وتبديع المبدعين لأهل السنة عدم
تفريقهم بين الفعل والفاعل. فإذا وقفوا على نص من نصوص الكتاب والسنة أو قول عالم بأن من فعل
كذا أو قال كذا فقد كفر ظنوا أن كل من قال أو فعل ذلك فقد خرج عن الإسلام، وهكذا يفعل المتسرعون
بالتبديع إذا سمعوا أن الفعل الفلاني بدعة أو القول الفلاني بدعة بادروا وبدعوا المسلمين لمجرد
وقوعهم بالبدعة )) خطر التبديع 1وهذا خلاف ما عليه العلماء " ليس كل من وقع في البدعة وقعت
البدعة عليه " ,فكيف يبدعون المسلمين بالقاعدة المدخلية الحدادية , كل من وقع في البدعة وقعت
البدعة عليه , والمدخلي يطبق هذه القاعدة عمليا , وإن انكر ذلك بقوله !
ثم أليس تحديد البدعة مما تختلف فيها اجتهادات العلماء ؟!
ألم يقل الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ أن القبض بعد الرفع من الركوع بدعة ؟!
فما حال الإمام ابن باز الذي يراها سنة ؟!
وإليكم مثلا آخر من واقع الغلاة أنفسهم !
ألم يقل الشيخ ربيع المدخلي : (حمل المجمل على المفصل) بدعة ؟!
فما حال العلامة العباد الذي قال : الواجب هو حمل مجمل الكلام على مفصله ؟!
فهذا عالم يقول هذه بدعة والآخر يقول عنها سنة .
هذا عالم يقول هذه بدعة والآخر يقول عنها أنها واجب !
فكيف نبدع الناس بهكذا مسائل , وكيف نبدع من يقتنع بكلام هؤلاء العلماء أو يقلدهم!
وهكذا قل في مسائل أخرى بدع بها غلاة التبديع بعض الدعاة بمسائل قد أفتاهم بها كبار العلماء ,
كمسألة دخول البرلمانات والانتخابات ووو
فكيف نبدع الناس إن لم يوافقونا على التبديع والعلماء يختلفون في تنزيل الأحكام على الأعيان !
كتبه محمد عارف المدني