قال الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار حفظه الله :
جاء عنه رحمه الله أنه قرر رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله تبارك وتعالى ، كما رُوي عنه أنه قَيّد الرؤية بالرؤية القلبية ،
فالمأثور عنه قولان : قول مطلق ، وقول مقيّد بالرؤية القلبية .
وأما ما ذكره مستدلا به لما رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما وأشار إلى صحتها أيضا فكلها روايات موقوفة عليه رضي الله عنهما ليس فيها شيء مرفوع
كما أن طرق الروايات الثلاث التي ذكرها الإمام أحمد كلها ضعيفة ،
وقد بيّن شيخنا ووالدنا الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله
ضعف هذه الروايات ،ولم يثبت عن ابن عباس
رضي الله عنهما إلا ما رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه وفيه أنه قال : ( رَآه بفؤاده مرتين ) ،
ولم يثبت عنه شيء غيرها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « وكذلك لم ينقل أحد بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه قال :
رَآه بعينه ، بل الثابت عنه إما الإطلاق ، وإمّا التقييد بالفؤاد »
منهاج السنة ( 5 / 386 ) .
إلى أن قال حفظه الله :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « وأما تقييد الرؤية بالعين فلم يثبت لا عن ابن عباس ،
ولا عن أحمد »
درء تعارض العقل والنقل ( 8 / 42 ) .
إلى أن قال حفظه الله :
وكذلك الإمام أحمد ، تارة يطلق الرؤية ،
وتارة يقول : رَآه بفؤاده .
ولم يقل أحد بأنه سمع أحمد يقول :
رَآه بعينه .....
شرح أصول السنة للشيخ فلاح مندكار
( ص 161 - 165 ) .
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
وكذلك الإمام أحمد ، تارة يطلق الرؤية ،
وتارة يقول : رَآه بفؤاده .
ولم يقل أحد بأنه سمع أحمد يقول :
رَآه بعينه ، لكن طائفة من أصحابه سمعوا بعض كلامه المطلق ، ففهموا منه رؤية العين ، كما سمع بعض الناس مطلق كلام ابن عباس ففهم منه رؤية العين .
وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رَآه بعينه ، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة ، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك ، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل ،
كما في صحيح مسلم عن أبي ذَر قال : سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟
فقال : ( نور . أنّى أراه ) .
إلى أن قال رحمه الله :
وقد ثبت بالنصوص الصحيحة واتفاق سلف الأمة أنه لا يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا بعينه .....
مجموع الفتاوى ( 6 / 509 - 510 ) .
قال ابن القيم رحمه الله : « وقد حكى عثمانُ بْنُ سعيدٍ الدَّارِميّ في كتاب الرؤية له إجماعَ الصحابة على أنه لم يَرَ ربَّه لَيْلَةَ المِعراج، وبعضُهُمُ استَثْنَى ابْنَ عبَّاس فِيمَنْ قال ذلك، وشيخُنا يقول ليس ذلك بخلافٍ في الحقيقة؛ فإنَّ ابن عباس لم يقُلْ رآه بعَيْنَيْ رأسِه، وعليه اعتمد أحمد في إحدى الرِّوايَتَيْنِ؛ حيث قال: "إنه رآه عزَّ وجلَّ" وَلَمْ يَقُلْ بِعَيْنَيْ رأْسِه، ولفظُ أحمد لفظُ ابن عبَّاس رضي الله عنهما، ويدلُّ على صِحَّة ما قال شيخُنا في معنى حديث أبي ذر رضي الله عنه قوله في الحديث الآخر: "حجابه النور"، فهذا النور هو -والله أعلم- النور المذكور في حديث أبي ذر رضي الله عنه رأيْتُ نوراً » .
_ اجتماع الجيوش الإسلامية .
موقع فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله تعالى
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء
http://portal.shrajhi.com/Media/ID/8663
قال العلاّمة عبد المحسن العباد حفظه الله :
« الرؤية هي النعمة العظيمة، والفائدة الكبيرة،
ولم يجعلْها الله لأحدٍ في الدنيا حتى تبقَى غيبًا، وحتى يستعدَّ كل مسلم للظفر بها والحصول عليها، كما أن أمور الآخرة قد أخفاها الله - عز وجل -
عن الناس، ولم يُطلِعهم عليها،
ولا على ما في الجنة من النعيم،
ولما صلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم -
بالناس صلاةَ الكسوف،
عُرِضت عليه الجنة وهو يصلي بالناس،
ورأى عناقيد العنب متدلية،
فمدَّ يده ليتناول قطفًا منها،
وكان الصحابة وراءه يصلُّون،
فرَأَوا يدَه الكريمة تمتد،
ولم يروا الذي مُدَّت إليه،
ثم إنه عُرِضت عليه النار،
فرجع القَهْقَرى ولم يَعرِفُوا لماذا فعل ذلك ؟!
ولما فَرَغ سألوه عن ذلك،
فقال عليه الصلاة والسلام :
( مَدَدتُ يدي لآخذ عنقودًا من العنب،
ثم تركتُه، ولو أخذتُه لأكلتم منه ما بقيَتِ الدنيا )،
فقد شاء الله عز وجل أن تكون أمور الآخرة غيبًا، وألا تكون علانية؛
لأنها لو كانت علانية لم يتميز مَن يؤمن بالغيب
ممَّن لا يؤمن بالغيب » .
_ شرح سنن أبي داود للشيخ العباد
حفظه الله تعالى ( 1 / 2 ).
في رؤية النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ربَّه .
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
http://ferkous.com/home/?q=fatwa-968
قال ابن حجر رحمه الله :
« ... ثم المراد برؤية الفؤاد رؤية القلب لا مجرد حصول العلم ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان عالما بالله على الدوام ، بل مراد من أثبت له أنه رَآه بقلبه
أن الرؤية التي حصلت له خلقت في قلبه كما يخلق الرؤية بالعين لغيره ، والرؤية لا يشترط لها شيء مخصوص عقلا .. »
فتح الباري كتاب التفسير ( 8 / 747 )
طبعة دار الحديث القاهرة
وقيل معنى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه بقلبه ، أي : أن الله سبحانه وتعالى جعل في قلبه بصراً يرى ربه به حقيقة .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
« ومن رأى الله عزّ وجلّ في المنام فإنه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرائي ،
إن كان صالحا رَآه في صورة حسنة ،
ولهذا رَآه النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة »
_ مجموع الفتاوى ( 5 / 251 ) .