بسم الله الرحمن الرحيم
وانا انسخ ملفاتي القديمة لأصنفها من جديد .. وجدت هذه المقالة التي كتبتها قبل زمن ليس بالبعيد قبل 5 او 6 سنوات ربما ، حين كنت بالصف الثالث ثانوي، فرغبت في نقلها لكم من غير تعديل .. اعلم انها تحتاج لتعديلات كثيرة لكني لا اخفي عليكم شعوري بالفرح الكبير حين قرأتها ..
"علّ زمن عمر يعود!".. لطالما تكررت هذه الجملة على ألسنة الناس في هذه الأيام، فقد سئموا حياة التزييف والشعارات الكاذبة ،وأصبحوا يستبدلون كل مظاهر التقدم والتكنولوجيا بزمن قبل ألف وأربعمئة سنة!!
إن العدل والمساواة والحرية، والعدل -على وجه الخصوص- سمات تميز بها الإسلام على سائر الأديان فيقال دين المساواة والحرية والعدل. ولكن الغريب أننا نتطلع شوقاً إلى ذلك العدل وتلك المساواة!
في زمن كهذا، في عالم الانفتاح وحقوق الإنسان ومبادئ العدل الدولية التي في كل مكان ، نجد أقل ما يطبق هو العدل والمساواة!
ولكي لا نبتعد كثيراً .. فالأولى أن نصلح أنفسنا قبل الآخرين .. وأن نصلح بلدنا! لأنه من يمثلنا ونحن الوحيدون الذين نمثله. فهل يعقل أننا ونحن في القرن الواحد والعشرين وفي دولة كالكويت، تلك الدولة الإسلامية يرسل إلينا تقريراً عن مخالفات لحقوق الإنسان؟! وما حقوق الإنسان غير المساواة والحرية والعيش بسلام؟!
إننا كدولة ديمقراطية حرة مسلمة، نهتم جل الاهتمام بحقوق الإنسان، لأنها قبل كل ذلك مبادئ دعا إليها ديننا الحنيف، وأسس قام عليها هذا الدين العظيم. فما الخطأ الذي ارتكبنا؟ وعلى أي حق تعدينا؟ والجواب بكل بساطة تعدينا على كل الحقوق!
إننا وللأسف يكثر عندنا ما يسمى "بالواسطة" وهي لفظة تعني أن يأخذ الإنسان أكثر مما يستحق غيره أو يتعدى على حق من هو أكفأ منه. فلا تنتهي معاملتك في إحدى الدوائر الحكومية إلا إذا كانت لديك واسطة، ولا يقبلونك في عمل ما إلا إذا كانت لديك تلك الواسطة، فأين تباع الواسطة لأناس كل يوم تؤكل حقوقهم باسم الواسطة؟
وأين العدل والمساواة المزعومة في زمن كلمة السر تلك؟؟
قبل أربعة عشر قرناً من الآن تقريبا، وفي أمير المؤمنين الذي قيل فيه :
أمـنـت لـمـا أقـمـت الـعـدل بـيـنـهـم ُ فـنـمـت نـوم قـرير الـعـيـن هـانـيـهـا
هناك .. كان الناس ينعمون بحياة لا مثيل لها، فالعدل حياتهم اليومية، والمساواة خلقهم الذي لا غنى عنه ، فلا يوجد واسطة ولا تعدٍ على حقوق الآخرين، ولا أكل لأموال الناس بالباطل، ولا ترسل إليهم تقارير لمخالفات لحقوق الإنسان ، والطامة الكبرى أنهم يرسلونها لأناس دينهم دين الحقوق!!
وكما بدأنا من مكان ليس ببعيد ، لن نبتعد أكثر في النهاية ، فقط أريدك أن تنصت إلى من حولك : أتسمع جيدا ماذا يقولون؟؟
نعم بالضبط ..
" علّ زمن عمر يعود!!"
2-10-2004