أحمد بن برجس.. تاريخ «العوازم خلال ألف سنة»
غلاف الكتاب
حمزة عليان
يعترف الباحث احمد بن برجس في مقدمة كتابه «العوازم خلال الف سنة» بصعوبة تحديد الحقيقة بين ركام الاراء والاهواء من المؤرخين القدامى والحاليين، لان تاريخ القبائل العربية خلال تلك المدة الزمنية يشوبه الكثير من التعقيد والتشابك وسط تغييب متعمد للمعلومات والوثائق والمحفوظات، لذلك اجتهد بقدر الامكان لازاحة شيء من الغموض والاجحاف بحق هذه القبيلة.
تعمد الباحث الجاد احمد بن برجس ان يبدأ بمقدمة، ثم مدخل الى علم التاريخ، وبعده التوطئة ليعيد الامور الى مصادرها بالنقل والانساب والقبائل، محذراً من الانسياق وراء مقولات لمؤلفين لا سند لها.
أقسام وفروع
يبدأ بأقوال المؤرخين والمستشرقين عن العوازم، ويحدد اقسامها، وهي في مجملها قسمان كبيران «القوعة» و«غياض»، وتندرج تحتهما فروع كثيرة تصل الى 28 فرعاً، ولكل قسم من اقسام قبيلة العوازم امير يقودهم، وامارة شمل العوازم تنحصر في آل جامع.
أمراء وقوة
يتحدث عن امراء العوازم في فصل خاص، واول من ورد ذكره كسيد لقبيلة العوازم- حسب المسمى العربي القديم- او شيخ - كما استقرت عليه الحال بعد الاتراك - هو الشيخ جبر بن عابد بن حبيب بن جامع المولود عام 1630م في الحجاز».
اتسمت قبيلة العوازم بالقوة على الرغم مما تعرضوا اليه من احداث جسام ومعارك وحروب متواصلة استمرت لاكثر من الف عام، وخصص لهذا الموضوع باباً تحت عنوان «العوازم والصراع بين قوة القبيلة وجبروت السلطة عبر القرون».
أماكنهم وسكناهم
مثل غيرها من القبائل العربية اهتمت بالخيل والإبل واعتنت بها عناية فائقة كون الخيل مهمة جداً للبدوي، حيث من خلالها يستطيع حماية نفسه وأمواله من الاعتداءات، واعتنوا بالإبل أيضاً، لأنها مصدر تنقلهم من مكان إلى آخر ومصدر رئيسي للعيش الكريم، فكان لهم فصل يتحدث عن علاقة العوازم بالخيل والإبل.
تنقل العوازم في أنحاء الجزيرة، واتجهوا إلى شرقها والزاوية الشمالية منها، وكانت لهم منازل في الإحساء ولهم مجابهات مع قبائل أخرى سكنت المنطقة، ولا يعرف بالضبط، متى هاجروا الى الكويت، وهناك من يقول انهم جاؤوا مع الـ الصباح، لكن المرجح انهم تحدروا إليها بعد آل الصباح بزمن قريب جداً، لوجود «الحضور» القديمة التي امتلكوها في جزيرة بوبيان.
استعرض في الكتاب، والصادر حديثاً عن مكتبة العجيري، ديار العوازم ومساكنهم في السعودية ثم في الكويت، حيث يستشهد بقول لايكسون في كتابه «عرب الصحراء»، أشار فيه إلى أن أول بئر للنفط اكتشفتها الشركة هي بقرب شجرة سدر في جعيدان، وجعيدان من مناطق سكن العوازم، وهناك أماكن سميت باسم القبيلة مثل: أبيار جعيدان نسبة إلى جعيدان العازمي، وخباري العوازم، وخبرة العوازم وخبرة الملاعبة وشارع العوازم وغيرها الكثير من الأسماء.
حروب العوازم
أما حروب العوازم فيذكرها بإيجاز مثل حروبها مع العجمان وعنزة ومطير وغيرهم... وهو صراع بدأ منذ قرون، من القرن السادس الهجري عندما ناصروا السلطان سليمان الحجوري وما تبع ذلك من مصادمات مع القبائل.
أحداث وحروب ونواخذة
في الفصل المعنون بـ«العوازم خلال ألف سنة» استحضر المؤلف أهم الأحداث التي وقعت ما بين عام 1109 للميلاد وعام 1932 وفق تسلسل تاريخي، انتقى منه بعض الوقائع، منها ما حدث عام 1454 عندما أغار ملك الإحساء زامل بن جبر على قبيلة العوازم ووقعت بين الطرفين حرباً طاحنة استمرت أكثر من أربعين يوماً استطاع فيها العوازم صد الهجوم وكسر قوته، إلى أن يصل الى عام 1916 ومعركة «رويش الغنم» ضد قبيلة العجمان، وعام 1932 إما مشاركون بها لمساندة ابن صباح والملك عبدالعزيز أو متصدون لغارات القبائل الأخرى وأحياناً يقومون بشن الغارات على القبائل.
وفي مجال البحر والنواخذة أشار إلى علاقتهم بالبحر واللؤلؤ وأشهر النواخذة لديهم... وكان للشعر موقع في الكتاب ورأي عبدالرحمن العبيد في أشعارهم.. وما قيل فيهم من الشعر القديم والحديث الذي استحوذ على أكثر من مائة صفحة في الكتاب.