21-11-2008, 02:08 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
|
عادل بن حزمان ( قصيدة الشعراء )
الاستاذ والشاعر والناقد : ناجي العازمي علم من أعلام المنتدى وبحر زاخر لمن اراد المعرفة في فن الشعر والنقد وله ((ذائقة )) قوية و (( بصيرة )) نافذة الى بواطن الشعر والنقد
ومعنا نص جميل للشاعر (( حامد زيد )) كنا قد لاحظنا عليه بعض الاشياء فجاء الاستاذ ناجي (( ووضح )) و(( بيّن )) لنا مما جعلنا نثق اكثر بما توصلنا له
ومن باب نشر العلم والثقافة استاذنته ان تكون القراءة موضوعا مفردا فأجاب مشكورا
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعر / حامد زيد
شاعر يعد من عمالقة الشعر الشعبي الحديث لاتخلو قصائده من المحسنات البديعية كالجناس والطباق
والمقابلة والتلميحات البلاغية ,,الفاظه جزلة واسلوبه الشعري يعتمد على الإثارة والمناقضة وأستدعاء الإضداد أما لبيان مواطن الحسن في الموصوف أو عكسه او لتقوية الجحة أو للإقناع
00
00
الداعي لكتابة قصيدة (( الشعراء)) على ما أعتقد ومن خلال النص الشعري الإستغراب من سؤ ظن
أصحاب صاحبه وتأثيرهم عليه ,, وسوء الظن والتأويل الخاطئ الهدف من كتابة الشاعر / حامد زيد لقصيدة ((الشعراء))
وقد أشار إليه الشاعر في البيت الاول من القصيدة واستهل القصيدة وباشرها به حيث أن كلمتي( سود الأيام ) و ( الآوهام ) دلالة على سوء الظن والشك والتأويل
مابقى الا سود الايام تحرمك الرقاد
كيف الاوهام اتجرأ اتسريك مغبون
ثم أتى البيت الثاني بسؤال أستنكار وأستغراب مما يؤكد أن المحب قد طرأ عليه تغير من حالة الثقة بالنفس وحسن الظن إلى حالة فقدان الثقة بالنفس والشك وسوء الظن من التأويل والوشاية به
من متى تجزع من الدمع وتخاف البعاد؟
من متى تقفي بك ظنون وتجيبك ظنون؟
ثم أشار إلى زمن ما قبل الحدث الطارئ وكيف أن الحبيب يصدقه في كل شئ وكيف كان منه على ثقة
مبنية على الصدق والثقه
صرت تاخذ كذبتي صدق، ومزاحي وكاد
لو بقول اني بخونك تحسب اني بخون
00
00
وفي البيت الرابع أشار إلى ان سبب تولد هذا الظن السئ هو قوله للشعر وعدم تفهم طبيعة
الشاعر وتفاوت الشعراء ومعرفا بصاحبه وأصحابه معا مقتبسا ومشيرا إلي الآيات الكريمة في سورة الشعرء (والشعراء يتبعهم الغاون (224) ألم تر أنهم فى كل وادٍ يهيمون (225) وأنهم يقولون مالا يفعلون(226) )
ماتعرف ان كل شاعر يهيم بكل واد؟
وانهم دايم يقولون مالا يفعلون؟
للإقناع وإزالة الشك وسوء الظن والتطمين والاعتراض والتفهيم
00
00
ثم استرسل في ابيات القصيدة بما يخدم الغرض الذي قال القصيدة من أجله نافيا النسيان أو التنكر لهذ الغلا الذي يمثل الظل والمأوي والإتجاه المقصود والأنس الذي لا
يستغني عنه طالبا السماح قابلا بالعتاب والمحاسبه سائقا للمحاسن والمزايا فيهما معاً مستشهدا
بالبراهين ومحتجا بالشواهد التي تخدم الغرض الذي قال القصيدة من أجله مشيرا إلى فهم وإدراك المقصود بالنص
كيف لا وهو يقول ((ادري ان شجونك شجون واعنادك عناد ,,,والبلا ان عنادك عناد وشجونك شجون ))
وقد أشارفي الجناس الاول إلى ان صاحبه الحدث المتداول والحديث المستر سل (( شجونك شجون )) وانه قوي الحجة شديد المراس في الجناس الثاني ((اعنادك عناد ))
وأنه لم يكسب وده ولن يستطيع لو لا توفيق ربه (ربك اللي سخرك لي تقود وما تقاد ,,, والله الخالق ولله في خلقه شؤون ) ثم استرسل بوصفه والأخلاص له
ابك انا لاقلت ابنساك وانكرت الوداد
والله اني مانسيتك وولاهم يحزنون
( من جزع من صفعة الشمس يطمع بالبراد
ومن فقد وجهاته الخمس يلقى بك ركون )
في هذا البيت يصف لنا سيد الشعر الشعبي صاحبه بدقة متناهية وكيف ان من ميزته أنه ظل صاحبه عن الهجير وملاذ من فقد صاحبه
اعتبرها هفوة انسان او كبوة جواد
لو بتسمح فانت غالي ولو تجرح تمون
هنا أشار إلى أنه ارتكب خطا في حق صاحبه ومحبوبه ويستسمحه ولطالما ارتكبنا بحقه الخطا وكبا به جوادنا ونحن لانبالي به ويستمر حامد زيد واصفا وساردا قصته مع صاحبه
عد صداتك مروة وطعناتك ضماد
خلهن لاراحن طعون ولا ردن طعون
خنجرك يستاهل الطعن ومتوني شداد
ومنك يازين الخناجر ويا بخت المتون
ردلي حنية المزح باحساس الجماد
خلنا واحد يجي صلب والثاني حنون
موت فيني واندفن فيك بثياب الحداد
وان حييت أموت لرضاك واحيا بك بهون
مره ارقد بالكفن وانت ترقد بالمهاد
ومرة ارقد بالمهد وانت ترقد بالكفون
ادري ان شجونك شجون واعنادك عناد
والبلا ان عنادك عناد وشجونك شجون
ربك اللي سخرك لي تقود وما تقاد
والله الخالق ولله في خلقه شؤون
ازرع ضلوعي من رضاك وابشر بالحصاد
لعنبو من جيت ترضيه وترد امحزون
بس تسوالك بلد ؟ قول تسوالك بلاد
انت كل العالم بكون ولحالك بكون
مابعد محبتك حب ومرادك مراد
غير كونك سيد حشاي تدري من تكون ؟
نعمتين اختصوا الخلق من جود الجواد
كافل الأرزاق من حيث مالا تعلمون
البنون ونعمة المال بعيون العباد
زينة الدنيا بلا شك في كل العيون
مثل زينة دنيتي بس عندي شي زاد
من عرفتك صاروا المال وانت والبنون
انتشي بك نشوة التيه لعناق الرشاد
وافزع الك فزعة القرم لشهاب الزبون
واحصنك تحصين الأرزاق عن درب الفساد
واعشقك عشق المظاليم لفراق السجون
حتى وصل إلى هذا البيت الأروع الذي أشار به إلى طلبه الأعتدال في التشويق والدلال من أجل العدل
وزرع الثقة بالشاعر لكي لا يزلزل ثباته وتهتز شخصيته والبيت الذي جاء بعد تأكيدا له مصرحا بعلو منزلة صاحبه وخطورته
لو تزيد الشوق جمرة تحولني رماد
لو يزيد العشق شعرة بوصل للجنون
خل هقواتك كبيرة ونظراتك بعاد
كانك انت بكبرك تهون من اللي ما يهون ؟
00
00
في البيت التالي أشار الشاعر إلى أن زعل صاحبه كالسلاح الموجه له من العدو الذي سدد عليه
وسبابته على الزناد وأنه لايمكن أن يتكبرعليه أو يحقره لعظم شأنه وخطورته
ازعلك وارهن حياتي تحت رحمة زناد
تهبى لا والله الا انت والموت تهبون
بعدما ساق الشاعر مايبرر موقفه ويدفع عنه سوء الظن ويعيد له الثقة عند صاحبه وصحابته
لا تستغربون أن يهبيه لأنه خطير جدا فالمداومة على صحبته محرقه والتعمق في خصائص قد تجلب الجنون
وهذه اروع علاقة بين الشاعر وصاحبه
عد صداتك مروة وطعناتك ضماد ,,,, خلهن لاراحن طعون ولا ردن طعون
00
00
عاد اذا ما ارضاك هرجي ولا اللي قلت فاد
اننا لله وانا اليه راجعون
في هذ البيت يشيرالشاعر / حامد زيد إلى أنه قدم مافي وسعه وما يعذره من صاحبه مخبرا أن دوام الحال من
المحال وأن البقى لله وان صاحبه سوف يتركه وينتقل إلى شخص أو أشخاص بعده وأن هذا حال صاحبه وحال الدنيا
وأن مقياس صاحبه و الزمن وأصحابه كفيل بكشف صدق او زيف ما قاله
كما في الابيات التاليه
وانت باكر بتعرف على ناس جداد
والكلام يجيك من كل شكل وكل لون
لاتحسب ان كل كلمة بتسمعها وكاد
ولا تصدق هرج شاعر وتخدعك الظنون
دايم اعرف كل شاعر يهيم بكل واد
وان هم دايم يقولون ما لا يفعلون
حتى انا اللي قلت اعشقك وما اطيق البعاد
يمكن اطلع ماعشقتك .. ولا هم يحزنون
00
00
في هذا النص الجميل الرائع البليغ يتكلم الشاعر / حامد زيد عن تجربته الشعرية وعن الشعر وأن الله سبحانه وتعالى أنعم عليه بزينة الدنيا وموهبه الشعر وأنه أخلص لهذه الموهبه
مثل زينة دنيتي بس عندي شي زاد
من عرفتك صاروا المال وانت والبنون
لله در الشاعر / حامد زيد العازمي على هذه التجربة الشعرية الفريدة من نوعها
ومعذرة أخواني المتابعين على هذه القراءة السريعه المقتضبه الذي لا تفي بحق هذا النص الشامخ
وشكرا لأستاذي الكريم أبويوسف على إتاحة الفرصة لنا لقراءة هذه القصيدة
وتقبلوا تحياتي
ناجي العازمي
|
|
|