بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,, وبعد : -
في عام 469 ثار في وجه القرامطه ( عبدالله بن علي العيوني ) , واستطاع بمساعدة السلاجقه أن يهزم القرامطه , ويؤسس على أنقاضها الدوله العيونيه , وفي فترة حكمه وخلفائه من بعده استطاع العيونيون القضاء على المذهب الاسماعيلي واستبداله بالمذهب المالكي , ولا يزال المذهب المالكي هو السائد حتى يومنا هذا .
ولقد توالت الأسر الحاكمه في شرق الجزيره العربيه حيث كانت جميعها على المذهب المالكي , ففي عهد الامارة الجبريه التي حكمت خلال الفتره ( 824 - 928 ) ذكر ابن اياس في تاريخه المسمى ( بدائع الزهور في وقائع الدهور ) عن آخر حكام الدوله الجبريه ( السلطان مقرن ) الذي قتل على يد البرتغاليين سنة 928 : أنه مالكي المذهب وسيد عربان المشرق على الاطلاق .
وفي عهد الامارة الخالديه التي حكمت خلال الفتره ( 1069 - 1207 ) , ورد أنهم من أتباع المذهب المالكي وفق ما ذكره الأستاذ عبدالله المنيف الوهبي في كتابه ( بنو خالد وعلاقتهم بنجد ) .
وفي الوقت الحاضر نرى حضورا واضحا للمذهب المالكي على سواحل الخليج العربي , حيث أنه المذهب المعمول به في كل من : الكويت - المنطقه الشرقيه بالسعوديه - البحرين - قطر - الامارات - المنطقه الشماليه الغربيه في عمان .
وبالنسبه لبلادنا الحبيبه ( الكويت ) , فقد أورد الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه ( تاريخ الكويت ) اشارة الى سيادة المذهب المالكي فقال : أن المالكيه منهم حكام البلد وبعض البيوتات المعروفه والباديه المتحضره .
وحين نقول الباديه المتحضره في الكويت يتبادر الى الذهن قبيلة العوازم , وفي الموسوعه الاسلاميه ص 762 أن أفراد قبيلة العوازم ينتمون الى المذهب المالكي , ويقول ديكسون في كتابه ( عرب الصحراء ) أن مذهبهم - أي العوازم - سنيون مالكيون , ولا يزال كبار السن من العوازم يتداولون عبارة تقول : ( لولا مالك كل هالك ) , ونحن لا نؤيد هذه العبارة الجاهله , فالمذاهب الأخرى لا تقل أهمية وانتشارا عن المذهب المالكي , والناس فيما يعشقون مذاهب .
هذا والله أعلم ,, والسلام عليكم ورحمة الله .