بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد : -
في يوم ما ,, حاولت أن أجمع في مذكراتي المخطوطه معاناة الشعراء لعلها تلقي شيئ من البريق في بعض الجوانب الاجتماعيه لقومي ,, فلم أستطع حتى الآن أن أشبع هذا الموضوع شرحا ,لأن قلبي في ملهاه وبضاعتي مزجاه , ولكن ربما تبتسم شفاة التاريخ , فتتجسد أمامي طلائع ذلك الحلم .
ومن معاناة الشعراء ما حصل في حدود عام 1938 مع الشاعر الكبير : سعود الصقلاوي المحيلبي العازمي , وشاعرنا أشهر من نار على علم , وقد سبق أن نشرت مقالا في سيرته وشاعريته في صحيفة الرأي العام - الراي حاليا - , وقد كنت تحدثت عنه في مذكراتي المخطوطه - القسم الثاني - والذي يحمل عنوان ( القول الجازم من أشعار العوازم ) ورقه رقم 194 , حيث قلت ما نصه : -
يعتبر الشاعر الكبير سعود الصقلاوي المتوفى سنة 1942 من الشعراء الذين صهرتهم المصائب وصبتهم في قالب الخيال المرير , وهزتهم العواطف العاتيه من غير رحمة ولا هواده بسبب الظروف القاسيه التي مرت بها قبيلته , فجاء شعره واقعيا ومؤثرا لما يجيش به فؤاده ويغلي منه صدره , ويا حبذا أن يجمع ديوان هذا الشاعر الكبير الذي طالما جند لسانه للدفاع عن قبيلته في أصعب الظروف التي مرت بها .
وقد كانت نيتي متجهه الى جمع ديوانه في كتاب مستقل ولكنني عجزت عن ذلك بسبب صعوبة نشر قصائده لأنها تنحى منحى الفخر الحماسي العنيف , مما يصعب الموافقه على نشره , ولكن يبقى عزائي في مذكراتي ... وما أصعبه من رزء .
وفيما يلي جزء من قصيدته التي تحمل بين سطورها حزن غزير : -
عديت رجم لا غشاه الرشاشي / وأخذت في راس الطويل اضحويه
وعودت غاشيني من الدمع غاشي / مثل الوريد اللي تصافق ادليه
قلبي كما شن درع فيه حاشي / وما بله الوراد قدم الرعيه
يا راكب اللي كن فيها خراشي / تشدي قطاة بالسموم محديه
لا خمها الطير وخطفها نواشي / وراحت بجنحان عليها جريه
تلفي لنا سياف حل المعاشي / ورع القصير يفرحه بالشويه
قل له تراني بين طفه وطاشي / عند المرير ولا حياتي هنيه
--------------------------
سياف : هو سياف المحيلبي - رحمه الله - ( من وجهاء المحالبه ) .
المرير : موقع بالقرب من الخفجي .
طفه : هي السبخاء .
طاشي : هو البحر .
هذا والله أعلم ,,, والسلام عليكم ورحمة الله .