بسم الله الرحمن الرحيم
عليه نتوكل وبه نستعين
المقدمة
دأبت أقلام كثيرة بين الفينة والأخرى على النيل من الحجاب ومحاربة العفة والطهـــارة معلليـــــن ذلك
بإسم التطور والانفتاح تماشياً مع ركب الحضارة وانتصاراً للحريـــة وللإستقلالية والإنفراد بالهوى النفس
وتقييد الأمر بالحجاب وكأنه "جدار برلين" ذاك السد المنيع للتطور والرقي
فكلامهم هذا باطلٌ لا حقيقة له ... يبطل أوله أخرة ... وأخرة أولهُ فدعوتهم تهدي للفســق والفجــــــور
فأوهموا المسلمات أن من يدعي للستر وعدم التبرج ينظرون للمرأة بنظرة جسدية بحتة لا قيمة لهــــا
وأنهم هم من يهتفون للنمو الفكري والتطور العلمي وكأن الحجــــاب هــــو الممسك الرجعي المتخـــلف
فيقول عز وجل فيهم (مالكم كيف تحكمون)
ونقر للأسف نجاح هؤلاء في السيطرة على عقولهن فظننّ أنهم المدافعون عن قضايا المرأة وحقوقها
وأنهم صوت الحق الذي يعلو فوق الإستبداد والعبودية
فخرجت لنا أمثال أسيل العوضي وسعاد المعجل ورولا دشتي ... فمنهن من فسرت الأمور كيفما تريــــد
ووضعت نفسها في محل العلماء وأهل الفضل والأخرى ترتدي الحجاب في أوقات وتمتنع في أوقـــــات
أخرى كمقابلتها للزعيم الزائف حسن نصر الله
ما ينشدون لــه هؤلاء هــــو الزيف الخــــارجي الفارغ ... فأصبــــح هوسهــــم الشكــــــــــــل دون أي
إعتبار للمضمون فلا علاقة للأمر بالتطور والنمو الفكري والعقلي وإلا لما صرحـت نوال السعــــداوي
بقولها: أنا أول ست لبست شورت ... متفاخرة بأن هذا شرف لها وخطوة جريئـة للحريــة والإنطــــلاق
يقول الشاعر:
لكلِّ ساقطةٍ في الحيِّ لاقطةٌ *** وكلُّ كاسدةٍ يوماً لها سوقُ
فيخرج لنا من كل حدب وصوب كل ساقط ولاقط فيأخذ يفتي في المسلمين دون تقدير وحشمـــة لهـــــذه
الشريعة الإلهية والله لأنه أمرٌ محزن .... والطامة الكبرى هي دعوى "الفنان الكبير" حســـين فهمـــي:
الحجاب يحجب تفكير المرأة ويجعلها رجعية وبلا تفكير وهو من أسباب التخلف
يظن هذا الأحمق أن للحجاب طاقة كهرومغناطسية تحجب وصـول طاقات المعرفــــة والعلم الســـــلبية
والإيجابية المتناثرة في الهواء لعقل المرأة
ينطبق عليهم قوله تعالى: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء مــن يفعـــل ذلك منكم إلا خـــزىٌ
فى الدنيا ويوم القيامة يُردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عمـــا تعملـــون * أولئك الذين اشتــــروا
الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون)
فقد تعيَّن الرد على هؤلاء ودحض شبهاتهم وتفنيد كلامهم وكشف عور أحاديثهم وزيف أطروحـاتهــم
لعلهـــــم يعودوا لرشدهـــم ويتخلوا عن باطلهم
الحجاب عبادة
الحجاب عبادة من أعظم العبــادات وهـــي فريضة من أهم الفرائض ... فقد أجمع علمـــــــاء الإسلام
قديماً وحديثاً على وجوبه ولم يشــذ منهم أحد حتى يحتجـــوا هؤلاء الشرذمة به فتخصيص الحجـــــاب
بعصر دون عصر يحتاج إلى دليل
أدلة الحجاب من الكتاب والسنة كثيرة ..
من القرآن الكريم قوله تعالى:
قولة تعالى : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهـن ويحفظن فروجهـــن ولا يبدين زينتهن إلا مـــا
ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن )) النور31
(والقواعد من النساء الآتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جنـاح أن يضعن ثيابهــــن غير متبرجــــات
بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم )) النور 60
(وإذا سألتموهن متاعاُ فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) الأحزاب 53
(وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) الأحزاب 33
(ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهــــن ذلك أدنى أن يعرفـــن
فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما) الأحزاب 59
ومن السنة النبوية ... قوله عليه الصلاة والسلام:
في الصحيحين أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، احجب نساءك. قـــالت عائشة: فأنزل الله آيـــة الحجاب.
وفيهما أيضاً: قال عمر: يا رسول الله، لو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجــــاب. فأنزل الله آية الحجـــاب
هذه آيات القرآن أمامكم فاقرءوها ... وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام فدرسوها .. وأقول علماء
السلف فعقلوها
نصوص وجوب الحجاب عند المسيحية واليهودية
بعض أصحاب "تحرير المرأة" يدعون أن الإسلام هو من ابتدع فكرة الحجاب مع وجــــــــــود هذا
الأمر عند المسيح واليهود ... وهذا ما نرى عليه الراهبات من غطاء الرأس وأطراف الجسد
من الإنجيل
1- كورنثينز: الفصل (11)
(اذا لم تغطي المرأة رأسها فيجب قص شعرها ... واذا كان قص شعرها إهانة فعليها أن تغطية)
2- تيموثي: الفصل (2)
(أنا أيضاً أريد النساء أن يرتدين ما يليق بهن بإحترام غير كاشفات رأسهن ومرتديات الحلى والملابس
الغالية .... ولكن بالأعمال الخيرية المناسبة للمرأة التي تعبد الله)
عند اليهود
يقول أحد كبار الحاخامات:
1- (ليس من شيم بنات إسرائيل أن تسير وشعرها غير مغطى)
2- (ملعون الرجل الذي يترك زوجته تخرج وشعرها مكشوف)
-----------------------------
فالحجاب ليس مستحدث من قبل المسلمين بل موجود عند الديانات التي سبقت الإسلام وهو كما تقول الأم
تريسا: حشمة المرأة فطرة موجودة في كل دين
فهذا يـدل على ان الأمر منصـــوص عند جميع الديانـــات السماوية فلا يحتج هؤلاء الفسقة بهـــذا الأمر
رادعين فيها شريعة الله عز وجل
دور السلطة التشريعية
ينبغي على السلطة التشريعية أن تمنع مثل هذا التطاول على الدين وأن يعاقب القانون كل من يتدخــــل
في الدين بغير علم ويُترك الأمر فقط لمن شهد له بعلمه وفقه
فكما هو معلوم في المانيا والنماسا وفرنسا أن من يشكك ليس فقط في صحة المحرقة اليهودية من عدمها
.... بل بعددهم يسجن ويجرم عليه القانون
إن كانت الأمور الدنيوية كالإقتصاد والقانون لا توكل إلا لأصحابها ولا يفصل بالقول إلا هم ... فكيف لا
يكون الأمر فيما هو أطهر وأبقى من كل هذه الأمور
نقول إتقوا الله في أنفسكم وأرجعوا الأمور لأهلها .... ونقول ختاماً
اللهم أحفظ دينك ورد كيدهم في نحورهم ... ولا تجعل لهؤلاء صوتً يُسمع ولا آذان تصغي لهم
وأنصر الإسلام والمسلمين ودمر الشرك والمشركين وأعداء الدين