ابن جبرين والشيعة
منذ أن بعث نبي الهدى عليه الصلاة والسلام وأتم شريعـــة الله عز وجــل
والناس متمسكون بأصــــل دينهم ولم يرتـــــد منهــــم إلا القليل فــــأنار
بها طريق البشرية وأخرجها من الظلمات وعلمها التواصل والتراحــــم
وأوصل رسالته إلى الأمة وأتم عليهم مكارم الأخلاق ... وجعل الله لنبيـــه
النصرة في أصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .. فهم من جمعوا القــرآن
ونقلوا السنـــة ... ثــــم تبع ذلك كبــــار التابعيــن كأمثــــــال ابـــن
سيرين والحسن البصري رحمهم الله .. فحافظوا على ما نقل لهم وصانـوه
وكان بعد ذلك بين فترة وأخرى يسطع نجم كبار العلماء والمجاهدين فنجـد
في كل زمان وحقبة أئمة أجلاء ... يصونون ما أنــزل الله على أمة محمـد
عليه السلام ... حتى امتدت هذه السلسة الطيبة من خيرة البشر إلى زمننا
هذا وصولاً بالعلماء الأجلاء كأمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألبانــي وصالـح
الفوزان وابن جبرين وغيرهم الكثير رحمهم الله جميعاً وبــارك فيمــن تبـقى
ما يحزن النفس وتدمع له العين أن يتطاول السفهاء الجهلاء على أهل الفضل
فوالله إن الأمة لتفقد جبالاً من العلم بعد دفن هؤلاء العظماء العابدين الزاهدين
ولقد فقدنا في الآونــــة الأخيرة إمامــــا زاهدا عالمــــا جليلا
وهو العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه فسيح
جناته ... وقد نال منه من نال من الشيعة وطعنوا في مكانته وقـدرة وإتهمـوه
وانتقصوا من ما منّ الله عليه من قبول عند سائر الأمة الإسلامية ... فكيــف
لهؤلاء السذج أن يتهموه "بالتكفيري" و"مفرق الجماعات" ألا يفقهون بمن
هو ابن جبرين وما له من فضل على الكثير من طلبة العلم ومن تتلمذ على يديه
من مشايخ وعلماء ... فكيف يندثر هذا الفضل عند هؤلاء فــأين ذهــب جهــاده
وعلمه وتفريغ نفسه لطاعة الله ونفع أمة الإسلام ... ومن أنتم حتى تنتقصوا
من قدرة ومكانته التي لن تزعزع بترهاتكم وسخافتكم التي لطالما عرفناكم بها
فهو أجل وأطهر من أن يدنس نفسه بأمثالكم ... يقول الشيخ محمد حسان:
(كنت أرى الشيخ ابن جبرين بقية السلف في هذا الزمان فعندما توفى ابن باز
وابن عثيمين والألباني كنت أدعي الله أن يبارك في عمره) كما أن الشيخ
ابراهيم الدويش يقول: (كان الشيخ يبدأ برنامجه بعد صلاة الفجر ولا ينتهي
إلا في ساعات متأخرة من الليل دون راحة) هكذا يكون الأمر في ذكر أمثال
هؤلاء العابدين الذين كرسوا حياتهم للعلم والمنفعة والإقبــال على الطاعــات
يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له) فياله من علم ورثه
هذا الإمام الجليل وكم من الدروس والخطــب والمـــواعظ التي ألقاهـــا على
مسامع الكثيرين ... فكم هي أعمال الخير كتبت إن شاء الله في موازين حسناته
يقول الله جل جلاله:
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله
عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)
ونقول لهؤلاء السفهاء دعكم من ضلالكم فلا ترتقون لأمثاله ولا لربع فضلــه
وأسأل الله أن يحشرنا وإياكم مع هذا الرجل الفضيل الوقور المتواضع المجاهد
ونفع الله بعلمه وبعلم جميع علمائنا وأن يسكنه جنان الخــلد وأن يجعـل قبـــره
روضه من رياض الجنة
أقول قولي هذا وأستعن بالله ... ولا حول ولا قوة الا بالله
أخوكم عبدالله