السلفيون همهم الأول هو تحقيق الغاية التي
خُلقوا لأجلها ،
قال تعالى : { وما خَلَقْتُ الجِنَّ والْإِنسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) }
تفسير ابن عاشور-سورة الذاريات-الآية 56
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tanw...a51-aya56.html
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم . اهـ
وقال تعالى : { ذلك بأنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أنْعَمَها على قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بأَنْفُسِهِمْ وأنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } سورة الأنفال 53
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
{ ذلك } العذاب الذي أوقعه الله بالأمم المكذبين وأزال عنهم ما هم فيه من النعم والنعيم، بسبب ذنوبهم وتغييرهم ما بأنفسهم، فإن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم من نعم الدين والدنيا، بل يبقيها ويزيدهم منها، إن ازدادوا له شكرا . { حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } من الطاعة إلى المعصية فيكفروا نعمة اللّه ويبدلوها كفرا، فيسلبهم إياها ويغيرها عليهم كما غيروا ما بأنفسهم .
ولله الحكمة في ذلك والعدل والإحسان إلى عباده، حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم، وحيث جذب قلوب أوليائه إليه، بما يذيق العباد من النكال إذا خالفوا أمره .
{ وأنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ } يسمع جميع ما نطق به الناطقون، سواء من أسر القول ومن جهر به، ويعلم ما تنطوي عليه الضمائر، وتخفيه السرائر، فيجري على عباده من الأقدار ما اقتضاه علمه وجرت به مشيئته . اهـ
واعلم أن الدعوة السلفية هي الإسلام الصحيح الصافي المصفى من البدع والخرافات
فعندما نتحدث عن السلفية فنحن نتحدث عن الإسلام الحق : الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
وأول شيء اهتم به الإسلام الدعوة إلى عبادة الله وحده ونبذ كل صور الشرك والبدع والخرفات
وأول لبنة يهتم بها هو الفرد ثم الجماعة
والإسلام كامل متكامل لم يُهمل شيئا فيه مصلحة الفرد والمجتمع إلاّ بيّنها سواء كان خيرا يُجلب أو شرا يُدفع .
فبيّـن علاقة الإنسان بربه وبجميع من حوله
سواء كانوا أقارب أم أباعد مسالمين أو محاربين
وكل ما يتعلق بذلك من أحكام مبثوثة في بُطُون الكتب وأمهاتها وأعظم كتاب اهتم بذلك هو كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وفهم السلف من الصحابة وتابعيهم بإحسان
إلى يوم الدين .
وأما قياسنا كأمة مسلمة على غيرنا من الأمم ممن تقدم حضاريا فهذا قياس فاسد لأن الله ربط وجودنا بإقامة الدين في الأرض ،
قال تعالى : { الَّذينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أقامُوا الصَّلَاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ وأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ ونَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ولِله عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) }
تفسير الطبري - سورة الحج - الآية 41
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/taba...a22-aya41.html
وتأخرنا هو لأننا فرطنا في تحقيق أسباب النهوض المعنوية والحسية .
ويمكن تلخيص الإصلاح الكامل في نقاط معينة مختصرة للبيان والتوضيح لا للحصر .
_ الدعوة إلى توحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .
_ تقرير نصوص الوعد والوعيد .
_ تحقيق صفة الربانية .
_ التأكيد على وحدة الأمَّة والقضاء على كلِّ مظاهر الفرقة وأسبابها .
_ الدعوة إلى التسامي والترفع عن سفاسف الأمور
_ بث روح الأخوَّة بين الناس .
_ النهوض بالمجتمع ككل، وإعلان العدالة والتكافُل ، وتحديد المهامّ تحديدًا دقيقًا .
_ تقرير الحقوق والواجبات على الفرد والمجتمع .
_ صيانة المجتمع بتطبيق العقوبات الرادعة .
_ إلزام الأمَّةِ بالجِهادَ عند تحقق شروطه وانتفاء موانعه وقيام أسبابه .
أصول السنة للإمام أحمد رحمه الله تعالى
http://www.alawazm.com/vb/showthread.php?t=241472
الضرورات الخمس وحفظ الإسلام لها / موقع معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2294
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( تَرَكْتُ فيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بِهِما : كِتابَ اللهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ )
_ صحيح الجامع ( 2937 ) .
وأكثر الناس اهتماما بتعليم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هم السلفيون دون منازع
ومع ذلك فالغاية عندهم لا تبرر الوسيلة فلم تغرّهم
مسالك الحركيين ولا طيش الثوريين .
ولهم أسوة بنبيهم صلى الله عليه وسلم الذي لم يلتفت لإغراءات الكفار له بالجاه أو الحكم ..
وكذلك لم يتحمس لدعوات أصحابه رضي الله عنهم لمواجهة الكفار قبل التمكين
وإقامة المجتمع القابل للصمود ،
كما طالبوه بالميل على أهل مكة في بيعة العقبة الثانية ....
لابد أن ندرك بأننا جميعا مطالبون بالعمل وِفْق
ما نحن مأمورون به شرعا سواء كانت الدولة الإسلامية قائمة أو غير قائمة ولا شك أن لكل فترة أحكامها الخاصة بها حسب القوة والضعف ،
ولسنا مأمورين بتحقيق النتائج ،
لأنها بيد الله سبحانه وتعالى .
كما قال تعالى في سورة البقرة الآية 272
{ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ
ولكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ }
فهناك فرق بين هداية البيان التي يملكها
المؤهلون للدعوة إلى الله بخلاف هداية التوفيق لقَبول الحق التي هي بيد الله وحده.
وقال تعالى : { وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ وسَتُرَدُّونَ إلى عالِمِ الغَيْبِ والشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) } سورة التوبة .
وقال تعالى : { فاصْبِرْ إنَّ وعْدَ الله حَقٌّ فإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذي نَعِدُهُمْ أو نَتَوَفَّيَنَّكَ فإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } سورة غافر 77
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
أي { فَاصْبِرْ } يا أيها الرسول، على دعوة قومك، وما ينالك منهم، من أذى، واستعن على صبرك بإيمانك {إنَّ وعْدَ اللهِ حَقٌّ } سينصر دينه، ويُعْلِي كلمته، وينصر رسله في الدنيا والآخرة، واستعن على ذلك أيضًا، بتوقع العقوبة بأعدائك في الدنيا والآخرة، ولهذا قال :{ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ } في الدنيا فذاك { أو نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبل عقوبتهم { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } فنجازيهم بأعمالهم . اهـ
وقال تعالى : { يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا ادْخُلُوا في السِّلْمِ كافّةً ولَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطانِ إنَّهُ لكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208) } سورة البقرة
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
أي : في جميع شرائع الدين, ولا يتركوا منها شيئا, وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه, إن وافق الأمر المشروع هواه فعله, وإن خالفه, تركه، بل الواجب أن يكون الهوى, تبعا للدين, وأن يفعل كل ما يقدر عليه, من أفعال الخير, وما يعجز عنه, يلتزمه وينويه, فيدركه بنيته . اهـ
المصالح العليا للأمة وضرورة المحافظة عليها للعلاّمة صالح أل الشيخ حفظه الله
http://youtu.be/gf_ti9a_QPw
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123271
مفهوم الإصلاح للشيخ صالح بن حميد حفظه الله
http://www.alminbar.net/alkhateeb/athar.htm
وكثيرا ما كان العلاّمة الألباني رحمه الله يتمثل بهذين البيتين لامرؤ القيس
بَكى صاحِبي لـمّا رأى الدّربَ دُونه
_______ وأيْقَنَ أنّا لاحقانِ بقيصرا
فقلتُ له : لا تَبْكِ عينُك إنّما
_______ نُحاول مُلكاً أو نموت فنعذرا
وكان يقول : " طريق الله طويل ونحن نمضي فيه كالسلحفاة وليست الغاية أن نصل لنهاية الطريق ولكن الغاية أن نموت
ونحن على الطريق " .
والله تعالى أعلم .
والسلفيون لن يضرهم إن كان أتباعهم قلة أو كثرة فإن الكثرة لا تغرّهم خاصة أن الكثرة وردت في القرآن كثيرا على سبيل الذم
كقوله تعالى : { بَل أَكثَرُهُم لاَ يُؤمِنُونَ }
_ { وما أَكثَرُ النَّاسِ ولَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ }
_ { ولَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَعلَمُونَ }
_ { ولَـكِنَّ أَكثَرَهُم يَجهَلُونَ }
_ { ولاَ تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرِينَ }
_ { ولَـكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤمِنُونَ }
_ { فَأَبَى أكثَرُ النَّاسِ إلاَّ كُفُوراً }
فالكثرَةُ ليست ميزاناً يُستدلُ بها على الحق
http://www.alawazm.com/vb/showthread.php?t=240006
وفي مقابل ذلك وردت آيات فيها بيان حال الفئة القليلة
قال تعالى : { وقَليلٌ مِّن عِبادي الشَّكُورُ }
_ { وما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }
_ { وقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ }
_ { إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
وقليل ما هم }
_ { لأصحاب اليَمينِ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ
وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ }
_ { مَّا فَعَلُوهُ إلاَّ قَلِيلٌ مِّنهُم ولَو أَنَّهُم فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيراً لَّهُم وأَشَدَّ تَثبِيتاً } .
وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ... فرأيتُ النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد ) .
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة
رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( طوبى للغرباء ) ،
قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟
قال : ( ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير، ومن يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) .
_ سلسلة الأحاديث الصحيحة " رقم 1619 "
قال ابن القيم رحمه الله :
« فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون،
ولقلّتهم في الناس جداً سُمُّوا غرباء،
فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات .
فأهل الإسلام في الناس غرباء،
والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء،
وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة
- الذين يميزونها من الأهواء والبدع -
منهم غرباء، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة .
ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً، فلا غربة عليهم،
وإنما غربتهم بين الأكثرين » .
وقال أيضاً :
« فإذا أراد المؤمن الذي رزقه الله بصيرة في دينه، وفقهاً في سنة رسوله، وفهماً في كتابه وأراه
ما الناس فيه : من الأهواء والبدع والضلالات، وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه
رسول الله وأصحابه .
فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط فليوطن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه وطعنهم عليه وازدرائهم به، وتنفير الناس عنه، وتحذيرهم منه كما كان سلفهم من الكفار يفعلونه مع متبوعه وإمامه صلى الله عليه وسلم، فأما إن دعاهم إلى ذلك،
وقدح فيما هم عليه: فهناك تقوم قيامتهم ويبغون
له الغوائل وينصبون له الحبائل .
فهو غريب في دينه لفساد أديانهم،
غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع،
غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم،
غريب في صلاته لسوء صلاتهم، غريب في طريقه لضلال وفساد طرقهم » .
_ مدراج السالكين ( 3 / 194-201 ) .
الغرباء
للعلاّمة الألباني رحمه الله
http://youtu.be/K4bm1c3kce4
طوبى للغرباء
للعلاّمة ابن باز رحمه الله
http://youtu.be/mkWk-cFeHn4
طوبى للغرباء
للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله
http://youtu.be/VABxldohe2o
قال الفضيل بن عياض رحمه الله:
« إتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين،
وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين »
_ الاعتصام للشاطبي .
وقال الحسن البصري رحمه الله :
« يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس » .
_ رواه اللالكائي .
إذاً فالعبرة كل العبرة هي بموافقة الحق والحق وحده
ولن يخذلنا قول طاعن مهما طعن
وخذّل عنا .
فقد ثبت في الحديث : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك )
_ رواه البخاري في صحيحه .
التصفية والتربية وحاجة المسلمين إليهما للرجوع إلى مجدهم
http://www.alawazm.com/vb/showthread.php?t=241824