✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨
✨✨✨
✨✨
✨
مَنْ هِيَ الطّائِفَة الظّاهِرَة المنْصورَة ؟
1955 - ( لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين
حتى يأتيهم أمرُ الله وهم كذلك ) .
_ أخرجه البخاري ومسلم
وانظر السلسلة الصحيحة
( م 4 ص 579 )
1957 - ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين
على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي
أمر الله وهم كذلك ) .
_ أخرجه مسلم وغيره
وانظر السلسلة الصحيحة
( م 4 ص 599 )
1960 - ( لا تَزالُ طائِفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ظاهِرينَ إلى يومِ القيامَةِ. قال، فيَنْزِلُ عيسَى ابنُ مَريَمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقولُ أميرُهُم: تَعالَ صَلِّ لنا . فيقول : لا . إن بَعضَكُم علَى بعضٍ أُمَراءُ ،
تَكرِمَةَ اللهِ هذه الأُمَّةَ ) .
_ أخرجه مسلم وغيره
وانظر السلسلة الصحيحة
( م 4 ص 602 )
270 - ( لا تزال طائفة من أُمَّتي ظاهرين على الحَقّ حتّى تقوم السّاعة ) .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة
( م 1 ص 539 ) :
الرَامَهُرْمُزِي في « المحدث الفاصل »
( 6 / 1 ) .
و اعلم أن الحديث صحيح ثابت مستفيض عن جماعة من الصحابة .
فالحديث صحيح قطعا ...
1 - فروى الخطيب بسنده عن ...
الطالقاني أو غيره قال :
« ذكر عبد الله بن المبارك ( 118 - 181 ) حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
لا تزال طائفة ... فقال
: هم عندي أصحاب الحديث » .
2 - و روى الخطيب أيضا من طريق الترمذي و هذا في " سننه " ( 2 / 30 ) و قد ساق الحديث ثم قال :
« قال محمد بن إسماعيل ( هو البخاري ) قال علي بن المديني ( 161 - 234 ) :
هم أصحاب الحديث »
3 - روى الحاكم في
« معرفة علوم الحديث » ( ص 2 )
عن الإمام أحمد بن حنبل
( 164 - 241 ) أنه سئل عن معنى
هذا الحديث فقال :
« إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث , فلا أدري من هم » .
و روى الخطيب ( 33 / 3 ) مثل هذا في تفسير الفرقة الناجية .
4 - روى الخطيب عن أبي حاتم قال :
سمعت أحمد بن سنان
( الثقة الحافظ ... - 259 ) و ذكر حديث
« لا تزال طائفة من أمتي على الحق »
فقال : هم أهل العلم و أصحاب الآثار .
5 - روى الخطيب عن إسحاق بن أحمد
قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري
( 194 - 256 ) - و ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم
لا تزال طائفة من أمتي )
فقال البخاري : يعني أصحاب الحديث .
و قال في " صحيحه " و قد علق الحديث و جعله بابا : " و هم أهل العلم "
و لا منافاة بينه و بين ما قبله كما هو ظاهر , لأن أهل العلم هم أهل الحديث ,
و كلما كان المرء أعلم بالحديث كان أعلم في العلم ممن هو دونه في الحديث كما لا يخفى .
و قال في كتابه " خلق أفعال العباد "
( ص 77 - طبع الهند )
و قد ذكر بسنده حديث أبي سعيد الخدري في قوله تعالى : { و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس }
قال البخاري :
« هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : » فذكر الحديث .
و قد يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة و الفرقة الناجية
بأنهم أهل الحديث ,
ولا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي .
أولا : أن أهل الحديث هم بحكم اختصاصهم في دراسة السنة و ما يتعلّق من معرفة
تراجم الرواة و علل الحديث و طرقه
أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى الله عليه
وسلم و هديه و أخلاقه و غزواته
و ما يتصل به صلى الله عليه وسلم .
ثانيا : أن الأمة قد انقسمت إلى فرق و مذاهب لم تكن في القرن الأول ,
و لكل مذهب أصوله و فروعه ,
و أحاديثه التي يستدلُّ بها و يعتمد عليها ،
و أن المتمذهب بواحد منها يَتعَصَّب له و يَتمسَّك بكل ما فيه ,
دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى و ينظر لعله يجد فيها من الأحاديث ما لا يجده في مذهبه الذي قَلدَه ,
فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السنة و الأحاديث ما لا يوجد في المذهب الآخر ,
فالمتَمسِّك بالمذهب الواحد يَضلُّ و لا بُدَّ عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى ,
و ليس على هذا أهل الحديث ،
فإنهم يأخذون بكل حديث صحَّ إسنادُه ,
في أي مذهب كان ,
و من أي طائفة كان راويه ما دام
أنه مسلم ثقة ,
حتى لو كان شيعيّاً أو قَدَريّاً أو خارجيّاً
فضلا عن أن يكون حنفيا أو مالكيا
أو غير ذلك ,
و قد صرَّحَ بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام أحمد بقوله :
« أنتم أعلم بالحديث مني , فإذا جاءكم الحديث صحيحا فأخبرني به حتى أذهب إليه
سواء كان حجازيا أم كوفيا أم مصريا »
فأهل الحديث - حشرنا الله معهم -
لا يتعصَّبون لقول شخص معيـَّن مهما علا
و سما حاشا محمد صلى الله عليه وسلم ,
بخلاف غيرهم ممَّن لا ينتمي إلى الحديث
و العمل به ,
فإنهم يَتعصَّبون لأقوال أئمتهم
- و قد نهوهم عن ذلك -
كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم !!
فلا عجب بعد هذا البيان
أن يكون أهل الحديث .
هم الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية .
بل والأمة الوسط , الشهداء على الخلق .
و يُعجبني بهذا الصدد قول الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه
" شرف أصحاب الحديث "
انتصاراً لهم و رَدّاً على مَن خالفهم :
« و لو أن صاحب الرأي المذموم شُغِل بما ينفعه من العلوم ,
و طلب سنن رسول رب العالمين ,
و اقتفى آثار الفقهاء و المحدّثين ,
لوجد في ذلك ما يغنيه عن سواه ,
و اكتفي بالأثر عن رأيه الذي يراه ,
لأن الحديث يشتمل
على معرفة أصول التوحيد ،
و بيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد ,
و صفات رب العالمين
- تعالى عن مقالات الملحدين -
و الإخبار عن صفة الجنة و النار ,
و ما أعَدَّ الله فيها للمتّقين و الفجار ,
و ما خلق الله في الأرضين و السماوات
و صنوف العجائب و عظيم الآيات ،
و ذكر الملائكة المقرَّبين ,
و نعت الصافين و المسبحين .
و في الحديث قصص الأنبياء
و أخبار الزهّاد والأولياء ،
و مواعظ البُلَغاء , و كلام الفقهاء ,
و سير ملوك العرب و العجم ,
و أقاصيص المتقدمين من الأمم ,
و شرح مغازي
الرسول صلى الله عليه وسلم ,و سراياه ,
و جمل أحكامه
و قضاياه ,
و خُطَبِه
و عِظاتِه ,
و أعلامه
و مُعجزاته ,
و عدة أزواجه
و أولاده ,
و أصهاره
و أصحابه ,
و ذكر فَضائِلهِم
و مآثرهِم ,
و شرح أخبارهِم
و مناقبهم ,
و مبلغ أعمارهم ,
و بيان أنسابِهم .
و فيه تفسير القرآن العظيم ,
و ما فيه من النبأ و الذكر الحكيم ,
و أقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم , و تسمية مَن ذهب إلى قول كل واحد منهم , من الأئمة الخالفين ,
و الفقهاء المجتهدين .
و قد جعل الله أهله أركان الشريعة ,
و هَدَمَ بهم كل بدعة شنيعة ,
فهم أمناء الله في خليقته ,
و الواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم
وأمته , والمجتهدون في حفظ ملته ,
أنوارهم زاهرة , و فضائلهم سائرة ,
و آياتهم باهرة , و مذاهبهم ظاهرة ,
و حججهم قاهرة ،
و كل فئة تتحيَّز إلى هوى ترجع إليه ,
و تستحسن رأياً تَعكِفُ عليه ,
سوى أصحاب الحديث ,
فإن الكتاب عدتهم ,
و السنة حجتهم ,
و الرسول فئتهم ,
و إليه نسبتهم ,
لا يُعرِّجون على الأهواء ,
و لا يلتفتون إلى الآراء ،
يقبل منهم ما رووا عن الرسول ,
و هم المأمونون عليه العدول ،
حَفَظَة الدين و خزنته ,
و أوعية العلم و حملته ,
إذا اخْتُلِفَ في حديث كان إليهم الرجوع ,
فما حكموا به فهو المقْبول المسْموع ،
منهم كل عالم فقيه ,
و إمام رفيع نبيه ,
و زاهد في قبيلة ,
و مخصوص بفضيلة ,
و قارىء متقن ,
و خطيب محسن ،
و هم الجمهور العظيم
و سبيلهم السبيل المستقيم ,
و كل مبتدع باعتقادهم يتظاهر ,
و على الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر ,
مَن كادَهُم قَصَمهُ اللهُ ,
و مَن عاندهم خذله الله ,
لا يضرُّهم مَن خَذَلهم ,
و لا يُفلح من اعْتَزَلَهُم ,
المحتاط لدينه إلى إرشادهم فَقير ,
و بَصرُ الناظر بالسوء إليهم حسير ,
و إن الله على نصرهم لقدير » .
ثم ساق الحديث من رواية قرة ثم روى بسنده عن علي بن المديني أنه قال :
« هم أهل الحديث و الذين يتعاهدون مذاهب الرسول , و يَذبُّون عن العلم ، لولاهم
لم تجد عند المعتزلة و الرافضة و الجهمية
و أهل الإرجاء و الرأي شيئا من السنن »
قال الخطيب :
« فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حُرّاس الدين ,
و صَرفَ عنهم كيدَ العاندين ,
لتَمَسُكِهِم بالشرع المتين ,
و اقتفائهم آثار الصحابة و التابعين ,
فشأنهم حفظ الآثار ,
و قَطع المَفاوِزَ و القِفار ,
و ركوب البراري و البحار في اقتباس
ما شرع الرسول المصطفى ,
لا يُعرِجون عنه إلى رأي ولا هوى ،
قبلوا شريعتَه قَولاً و فِعلاً ,
و حرسوا سنَّتَه حِفظاً و نَقلاً ,
حتى ثَبَّتوا بذلك أصلها ,
و كانوا أحقَّ بها و أهلها ,
و كم من مُلحِدٍ يروم أن يَخلُط بالشريعة
ما ليس منها ,
و الله تعالى يَذُبُّ بأصحاب الحديث عنها ,
فهم الحفاظ لأركانها ,
والقَوّامون بأمرها و شأنها ,
إذا صدف عن الدفاع عنها ,
فهم دونها يُناضلون ,
أولئك حزب الله ,
ألا إن حزب الله هم المفلحون » .
ثم ساق الخطيب رحمه الله تعالى الأبواب التي تدلّ على شرف أصحاب الحديث
و فضلهم ، لا بأس من ذكر بعضها ,
و إن طال المقال , لتتم الفائدة ,
لكني أقتصر على أهمها
و أمسها بالموضوع :
1 - قوله صلى الله عليه وسلم : ( نضََر الله امرءا سمع منا حديثا فبلّغه ) .
2 - وصية النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام أصحاب الحديث .
3 - قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( يحمل هذا العلم من كل خلف عُدولُه ).
4 - كون أصحاب الحديث خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في التبليغ عنه .
5 - وصف الرسول صلى الله عليه وسلم إيمان أصحاب الحديث .
6 - كون أصحاب الحديث أولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم لدوام صلاتهم عليه .
7 - بشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بكون طلبة الحديث بعده و اتصال
الإسناد بينهم و بينه .
8 - البيان أن الأسانيد هي الطريق إلى معرفة أحكام الشريعة .
9 - كون أصحاب الحديث أمناء الرسل صلى الله عليهم و سلم لحفظهم السنن
و تبيينهم لها .
10 - كون أصحاب الحديث حماة الدين بذبهم عن السنن .
11 - كون أصحاب الحديث ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ما خلفه من السنة
و أنواع الحكمة .
12 - كونهم الآمرين بالمعروف
و الناهين عن المنكر .
13 - كونهم خيار الناس .
14 - من قال : إن الأبدال و الأولياء
أصحاب الحديث .
15 - من قال : لولا أهل الحديث لا ندرس الإسلام .
16 - كون أصحاب الحديث أولى الناس بالنجاة في الآخرة ,
وأسبق الخلق إلى الجنة
17 - اجتماع صلاح الدنيا والآخرة في سماع الحديث و كتبه .
18 - ثبوت حجة صاحب الحديث .
19 - الاستدلال على أهل السنة بحبِّهم أصحاب الحديث .
20 - الاستدلال على المبتدعة ببغض
الحديث و أهله .
21 - من جمع بين مدح أصحاب الحديث
و ذم أهل الرأي و الكلام الخبيث .
22 - من قال : طلب الحديث من
أفضل العبادات .
23 - من قال : رواية الحديث أفضل من التسبيح .
24 - من قال : التحديث أفضل من صلاة النافلة .
25 - من تمنى رواية الحديث من الخلفاء
و رأى أن المحدثين أفضل العلماء .
_ هذه هي أهم أبواب الكتاب و فصوله . أسأل الله تعالى أن ييسر له من يقوم بطبعه
من أنصار الحديث و أهله , حتى يسوغ لمثلي أن يحيل عليه من شاء التفصيل في معرفة
ما جاء في هذه الفصول الرائعة من الأحاديث و النقول عن الأئمة الفحول !
و أختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لأهل الحديث من عالم من كبار علماء الحنفية في
الهند , ألا و هو أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي ( 1264 - 1304 )
قال رحمه الله :
« ومَن نظر بنظر الإنصاف ,
و غاص في بحار الفقه
و الأصول متجنبا الاعتساف ,
يعلم عِلماً يَقينيّاً أن أكثر المسائل الفرعيَّة
و الأصليّة التي اختلف العلماء فيها ,
فمذهب المحدِّثين فيها أقوى
من مذاهب غيرهم , و إني كلما أسير في شعب الاختلاف
أجد قول المحدثين فيه قريبا من الإنصاف , فلله درهم ,
و عليه شكرهم ( كذا ) ، كيف لا وهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم حقا ,
و نواب شرعه صدقا ,
حشرنا الله في زُمْرَتِهم ,
و أماتَنا على حُبِّهم و سيرتِهم » . اهـ
سلسلة الأحاديث الصحيحة
للعلاّمة محمّد ناصر الدين الألباني
( م1 ق1 ص 539 - 548 )
مع تصرف يسير